مقتل 12 طفلاً بغارة روسية على مدرسة بريف حلب.. وفرنسا تدعو موسكو ودمشق إلى وقف القصف

قافلة مساعدات تدخل بلـــدات مضايا والفوعة وكفريا المحاصرة

صورة

دخلت، أمس، شاحنات المساعدات الغذائية والطبية، إلى بلدة مضايا شمال غرب دمشق، حيث تفرض قوات النظام و«حزب الله» اللبناني منذ ستة أشهر، حصاراً محكماً على أكثر من 40 ألف شخص، تسبب في وفاة نحو 30 منهم جوعاً، وبلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي، اللتين تحاصرهما الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي، في حين قتل 12 طفلاً في غارة روسية طالت مدرسة في بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، بينما دعت فرنسا، إلى رفع الحصار الذي تفرضه القوات السورية على مضايا، وإلى وقف القصف الروسي والسوري الذي يستهدف المدنيين.

ووصلت 44 شاحنة إغاثة إلى مضايا، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن دمشق، بعد انطلاقها منها ظهراً، تزامناً مع وصول 21 شاحنة مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب)، اللتين تبعدان اكثر من 300 كيلومتر عن العاصمة، وتحاصرهما الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي.

وسارت القافلة الأولى من دمشق إلى مضايا، والثانية انطلقت من السقيلبية (ريف حماة وسط البلاد)، باتجاه كفرنبودة ــ قلعة المضيق فكفريا والفوعة، بمواكبة سيارات الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري. وكان المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية بافل كشيشيك، قال لـ«فرانس برس»، إن شاحنات محملة بالمساعدات غادرت، صباح أمس، إلى مضايا والفوعة وكفريا.

وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق، منذ اكثر من سنتين، لكن تم تشديد الحصار على مضايا قبل نحو ستة أشهر، وهي واحدة من أربع مناطق سورية مع مدينة الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا، تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في سبتمبر الماضي، بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لإطلاق النار، وايصال المساعدات وإجلاء الجرحى، ويتم تنفيذه على مراحل عدة.

ودخلت آخر دفعة مساعدات إلى مضايا في أكتوبر الماضي، ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان قوات النظام كانت تلقي دورياً مساعدات عبر المروحيات إلى الأهالي المحاصرين في الفوعة وكفريا.

وتحمل الشاحنات، وفق المنظمين، حليباً للأطفال، وعبوات مياه وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة إلى أدوية للأطفال وأدوية للأمراض المزمنة، يجب ان تكفي لمدة ثلاثة أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة.

ويشرف كل من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري وبرنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة على تجهيز المساعدات وإيصالها إلى البلدات الثلاث.

وشغلت مضايا خلال الأيام الماضية المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بينهم أطفال بدا عليهم الوهن الشديد.

ويعيش في مضايا 40 ألف شخص، بينهم نحو 20 ألف نازح من مدينة الزبداني المجاورة، وسط ظروف إنسانية صعبة.

وأحصت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة الماضي، وفاة 23 شخصاً على الأقل بسبب الجوع في البلدة المحاصرة، وفي تغريدة على موقع «تويتر»، أول من أمس، أضافت ان خمسة اشخاص آخرين توفوا جوعاً، بينهم طفل في التاسعة من عمره، مشيرة إلى ان «200 مريض يعانون سوء التغذية، ويمكن ان تصبح حالهم اكثر حرجاً، ويحتاجون إلى دخول المستشفى في غضون أسبوع، في حال لم يتم إدخال المساعدات».

وقال سكان في البلدة لـ«فرانس برس» في اتصالات هاتفية الأسبوع الماضي، انه لم يعد هناك ما يأكلونه، وإنهم يقتاتون على الأعشاب والماء والملح وجذوع الشجر.

وأبدت الأمم المتحدة خشيتها على مصير المحاصرين في مضايا، وأفادت عن «تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع، ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا».

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 13 شخصاً على الأقل جراء الألغام التي زرعتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها، أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع أعشاب عند أطراف المدينة.

وفي محافظة إدلب، تحاصر فصائل «جيش الفتح»، التي تضم «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، نحو 20 ألف شخص في كفريا والفوعة بشكل محكم، منذ الصيف الماضي، تاريخ سيطرتها على كامل المحافظة.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري إن 15 شخصاً، بينهم 12 طفلاً ومعلمة قتلوا صباح أمس، في غارة روسية استهدفت مدرسة في بلدة عنجارة، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الغربي، وأشار إلى إصابة 20 آخرين، هم أطفال ومدرّسات، بجروح. ونشر الناشط في مدينة مارع محمد الخطيب، على صفحته على «فيس بوك» صوراً تظهر قاعة الصف التي تدمر جزء من سقفها، وقد تحطمت مقاعدها، كما الحقائب المدرسية الملونة مع بعض الكتب مرمية على الأرض وسط الركام.

من جهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل ثلاثة أطفال جراء اصابتهم بقذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة، واستهدفت حي الأشرفية الواقع تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب.

في السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إلى رفع الحصار الذي تفرضه القوات السورية على مضايا، وإلى وقف القصف الروسي والسوري الذي يستهدف المدنيين.

وأكد أن ثمة «ضرورة مطلقة لأن توقف سورية وروسيا عملياتهما العسكرية التي تستهدف المدنيين، وأن تنتهي مأساة مضايا وكل المدن السورية التي يحاصرها النظام».

وشدد فابيوس، الذي التقى صباح أمس، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري، ورئيس الوزراء السابق رياض حجاب، على القول «أدعو إلى رفع الحصار، ووقف الهجومات العشوائية ضد المدنيين، وأدعو النظام إلى تحمل مسؤوليته قبل أسابيع من استئناف المفاوضات».

من جهته، حذر حجاب من أن المعارضة لن تكون قادرة على الدخول في مفاوضات مع النظام السوري ما دامت هناك «جهات خارجية» تقصف سورية.

وقال في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه «نريد الذهاب إلى مفاوضات ونحن جادون بذلك، لكن تحقيق ذلك يحتاج الى توفير ظروف ملائمة للتفاوض»، مضيفاً «نريد مفاوضات حقيقية تؤدي إلى انتقال سياسي وليس إلى مفاوضات فاشلة».

بدوره، حذر الرئيس الفرنسي هولاند من أن «الحكم على الرغبة الفعلية للنظام بالتفاوض سيكون عبر وقف قصفه الأعمى وسياسته الهادفة إلى تجويع مدن كاملة، في خرق فاضح للقوانين الدولية».

تويتر