«قوات سورية الديمقراطية» تصد هجوماً لـ «داعش» جنوب عين عيسى.. ودي ميستورا في دمشق

منظمات تحذّر من الوضــــــع الإنساني الكارثي في بلدة مضايا

صورة

أكدت منظمات وهيئات دولية، أمس، أن الوضع الإنساني «كارثي» وبالغ الخطورة في بلدة مضايا بريف دمشق، المحاصرة من قبل القوات النظامية السورية وميليشيات «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، مطالبة بالسماح بدخول الإمدادات الأساسية المطلوبة لإنقاذ حياة المدنيين، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة، بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «داعش» جنوب بلدة عين عيسى، في محافظة الرقة، تمكنت القوات خلالها من صد محاولة تسلل للتنظيم إلى تلة جنوب البلدة، في حين وصل مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، أمس، إلى دمشق، حيث سيجري مباحثات، اليوم، مع وزير الخارجية وليد المعلم.

وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس، 23 حالة وفاة في بلدة مضايا المحاصرة من قبل قوات الرئيس بشار الأسد وحليفه «حزب الله».

وقالت في بيان، إن حالات الوفاة الـ23 هم فقط مرضى في المركز الصحي المدعوم من قبل أطباء بلا حدود، منذ الأول من ديسمبر (الماضي)، بينما يؤكد الأهالي ان عدد الوفيات ارتفع، أمس، إلى 35 حالة، بينهم ثمانية أطفال.

وطالبت المنظمة في بيانها بـ«إخلاء طبي فوري للمرضى، والسماح، من دون أي عوائق، بدخول الإمدادات الأساسية المطلوبة لإنقاذ حياة المدنيين في البلدة».

ونقل البيان عن مدير العمليات في المنظمة بريس دولافين، قوله، إن «هذا مثال واضح على تداعيات اللجوء إلى الحصار كاستراتيجية عسكرية، والآن وبعد تشديد الحصار نفدت الأدوية لدى الأطباء المدعومين من قبل المنظمة، وتزايدت طوابير المرضى الذين هم في حاجة إلى علاج، كما بات الأطباء يلجؤون إلى استعمال السوائل الطبية لإطعام الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، حيث إن هذه السوائل هي المصادر الوحيدة للسكر والطاقة، ما يؤدي إلى تسريع استهلاك الإمدادات الطبية القليلة المتبقية» هناك.

وأضاف دولافين أن «الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الذي أصبح كارثياً يتمثل في السماح بدخول الإمدادات الغذائية، والإخلاء الطبي الفوري للمرضى، والسماح بدخول إمدادات الأدوية من دون شروط».

وكانت المنظمة شرحت في بيان، في وقت سابق، ظروف بلدتي الزبداني ومضايا المتجاورتين، وتداعيات الحصار عليهما منذ منتصف العام الماضي، الذي تفرضه قوات الاسد و«حزب الله»، مؤكدة أنه لم يتم توزيع المواد الغذائية منذ 18 أكتوبر الماضي، حيث يحرم الحصار هناك نحو 40 ألف شخص من أدنى مقومات الحياة.

وقالت المنظمة إنها في هذا الإطار«ترحب بالتقارير التي تفيد بأن السلطات السورية ستسمح بدخول الإمدادات الغذائية إلى المنطقة، لكنها تشدّد على أن إيصال الأدوية الفوري بعد خط الحصار يجب أن يكون أولوية».

من جهته، طالب الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، في بيان، أمس، بدعوة الأمم المتحدة لتصنيف الوضع في مضايا ومعها الزبداني ومعضمية الشام بـ«الكارثي»، وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل، وتقديم المساعدات عبر الجو في حال مواصلة الميليشيات منعها من الدخول براً.

كما طالب بـ«دعوة مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في مضايا والمدن المحاصرة، كونه يخالف قراراته السابقة، ومنها القرار 2254، وتحمل المسؤولية في إنقاذ أرواح المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، ودعوة جامعة الدول العربية لبحث الوضع بصفة طارئة في الاجتماع الوزاري الأحد (10 يناير)، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تساعد على إنهاء الحصار، وإدانته وتجريمه».

بدورها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إن وكالات المساعدات تلقت إذناً من الحكومة السورية، بنقل إمدادات إغاثة إلى ثلاث بلدات محاصرة، ترددت تقارير أن سكانها يواجهون خطر الموت جوعاً.

وقال المتحدث باسم اللجنة «تلقينا إذناً بدخول بلدات مضايا والفوعة وكفريا».

وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن الحكومة السورية مستعدة للسماح بدخول المساعدات، لكنها أشارت فقط إلى بلدة مضايا.

وأضاف كرزيسياك، أن توصيل المساعدات للبلدات الثلاث سيبدأ غداً على أقل تقدير. وأوضح أن «العملية ستكون مشتركة مع وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري».

في السياق، أصدرت رابطة علماء المسلمين بياناً دانت فيه بشدة «حصار وتجويع السوريين من قبل نظام الأسد والميليشيات الطائفية في بلدة مضايا».

ودعت الرابطة جميع الفصائل وأطياف المعارضة السورية، للعمل على توحيد صفوفهم وإمكاناتهم لفك الحصار عن بلدة مضايا وجميع المناطق المحاصرة.

كما طالبت «المنظمات الإغاثية والتجار المسلمين والميسورين، بالمبادرة لإغاثة أهلنا في سورية، وفي بلدة مضايا خصوصاً، بكل الوسائل المتاحة».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لهم زرعوا منذ سبتمبر الماضي «ألغاماً في محيط مضايا، وفصلوها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة، لمنع أي عملية تسلل منها وإليها». وأسفر الحصار المفروض على مضايا، بحسب المرصد، عن وفاة «23 شخصاً بينهم أطفال ونساء، قضى 10 بينهم بسبب النقص في المواد الغذائية، وآخرون جراء الألغام أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع أعشاب عند أطراف المدينة».

من ناحية أخرى، تمكنت «قوات سورية الديمقراطية» من صد محاولة تسلل لتنظيم «داعش» إلى تلة جنوب مدينة عين عيسى في الرقة. وقالت في بيان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت جنوب عين عيسى ضد التنظيم، استمرت حتى فجر أمس، وانتهت بصد التنظيم اثناء محاولته «التسلل» الى تلة جنوب المدينة.

وتقع مدينة عين عيسى على بعد أكثر من 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، وتمكن مقاتلون أكراد من استعادة السيطرة عليها في يوليو الماضي بعد 48 ساعة من سيطرة المتطرفين عليها.

إلى ذلك، وصل ستافان دي ميستورا، أمس، إلى دمشق، والتقى، في فندق بدمشق، معاون زير الخارجية أيمن سوسان. ويجري المبعوث الأممي، اليوم مباحثات مع وزير الخارجية السوري، حول المفاوضات المرتقبة الشهر الجاري بين النظام والمعارضة.

 

 

 

 

تويتر