دي ميستورا يلتقي المعارضة في الرياض ويزور دمشق السبت

الأمم المتحدة تكشف دلائل على استخدام غاز السارين في سورية

صورة

أكدت الأمم المتحدة أن بعثة تقصي الحقائق، التابعة للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، وجدت دلائل على تعرض بعض الأشخاص في سورية لغاز السارين الفتاك، أو «مركب شبيه له»، في وقت التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، في الرياض، ممثلين للمعارضة السورية ودبلوماسيين معنيين بالنزاع، على أن ينتقل إلى طهران وبعدها إلى دمشق، في خضم الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية، التي يخشى أن تؤثر في محاولات التوصل إلى حل للأزمة السورية.

واعتبرت بعثة خبراء في الأسلحة الكيماوية في تقرير نشر، أول من أمس، أن أشخاصاً في سورية قد يكونون تعرضوا لغاز السارين أو «لمادة مشابهة».

ووردت هذه النتائج ضمن أحدث تقرير شهري بشأن سورية، من رئيس المنظمة أحمد أوزومجو، وأرفق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التقرير في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي في 29 ديسمبر الماضي.

• السعودية تؤكد أن الأزمة مع طهران لن تؤثر في جهود السلام في سورية واليمن.

وحقّقت البعثة في 11 حادثة «بلغت عنها سورية وتتعلق باستخدام مواد كيماوية سامة». ولم يوضح التقرير المكان أو ظروف استعمال هذه المادة.

وأضاف التقرير أن «الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الأمر قد يكونون تعرضوا لمادة مثيرة للأعصاب غير دائمة»، ولكن المحققين «لم يعثروا على أدلة لتقديم المزيد من الإيضاحات حول طبيعة التعرض أو مصدره».

وأشار إلى أنه في إحدى الحالات «أوضح تحليل بعض العينات الدموية أن الأشخاص تعرضوا في وقت ما لغاز السارين أو لمادة شبيهة بالسارين».

واعتبرت المنظمة أن «تحقيقاً آخر قد يكون ضرورياً»، من اجل تسليط الضوء على هذه الحوادث.

وحول حصيلة برنامج إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، أوضحت المنظمة أن 99.6% من الترسانة الكيماوية السورية قد تم تدميرها.

وفي ما يتعلق بالبنى التحتية لإنتاج هذه الأسلحة (مستودعات تحت الأرض)، أعلن محققو المنظمة ومحققو الأمم المتحدة انهم «تحققوا من تدمير 11 من 12 منشأة» متبقية، حسب ما جاء في التقرير الذي يغطي الفترة من 24 نوفمبر إلى 21 ديسمبر الماضيين.

وقال أوزومجو، إن مصدر السارين أو المركب المشابه له ليس واضحاً، مضيفاً أن بعثة تقصي الحقائق، التابعة للمنظمة «لم تعثر على أدلة تلقي المزيد من الضوء على طبيعة ذلك المصدر أو تحديده».

من ناحية أخرى، التقى دي ميستورا، في الرياض، ممثلين للمعارضة السورية ودبلوماسيين معنيين بالنزاع.

وأفاد مصدر عربي مطلع على الزيارة «فرانس برس»، بأن دي ميستورا، التقى سفراء أجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا في نوفمبر، التي تم خلالها الاتفاق على خطوات لحل النزاع السوري المستمر منذ العام 2011، بما فيها تشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، إضافة إلى السعي لعقد مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة.

وأضاف أن دي ميستورا عقد إثر ذلك اجتماعاً مع وفد من المعارضة السورية التي كانت اتفقت إثر مؤتمر ليومين عقده في الرياض الشهر الماضي، على رؤية موحدة لمفاوضات مع النظام، من أبرز بنودها اشتراط تنحي الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وأوضح أن دي ميستورا بحث مع المعارضة «تحديد موعد المفاوضات، والاطلاع على الأجندة، وتحديد أسماء الوفد» المفاوض.

إلى ذلك، قال مصدر في الأمم المتحدة، إن دي ميستورا سيلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، السبت المقبل، في دمشق، لبحث المفاوضات، بعد زيارة مقررة إلى طهران.

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى الرياض وطهران وسط أزمة حادة بين البلدين.

ويعد البلدان من أبرز الأطراف المعنية بالنزاع السوري، اذ تدعم طهران نظام الأسد، في حين تساند السعودية المعارضة المناهضة له.

وكان المتحدث باسم دي ميستورا، ستيفان دوغاريتش، قال إن المبعوث الدولي يعتبر أن «الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران مقلقة جداً»، وقد تتسبب في «سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة».

وأضاف أن دي ميستورا «سيقيّم آثار» الأزمة على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول الكبرى في فيينا.

وسعى السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، أول من أمس، إلى تهدئة القلق من انعكاس الأزمة على النزاع السوري، مؤكداً أنه «لن يكون لها تأثير»، وأن بلاده «لن تقاطع» محادثات السلام المقبلة حول سورية.

وأضاف «سنواصل العمل بشكل جاد من اجل دعم جهود السلام في سورية واليمن». وشكك مع ذلك برغبة إيران في دفع عملية السلام في سورية، معتبراً ان طهران «لم تدعم كثيراً هذه الجهود».

وتأمل الأمم المتحدة جمع النظام والمعارضة حول طاولة مفاوضات بدءاً من 25 يناير الجاري في جنيف.

تويتر