كيري يبحث مع لافروف اغتيال علوش.. وواشنطن تتهم موسكو بتشريد 130 ألف سوري

القوات النظامية تدخل مــــدينة الشيخ مسكين في درعا

طفل يبكي وهو يتلقى العلاج في مستشفى ميداني بعد إصابته بغارة للقوات النظامية على مدينة دوما بريف دمشق. أ.ف.ب

دخلت القوات السورية النظامية، أمس، مدينة الشيخ مسكين الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا جنوب سورية، في هجوم واسع مدعوم بأعنف حملة قصف جوي روسية في الجنوب حتى الآن. في وقت أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن أسفه لمقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش في غارة روسية بغوطة دمشق الاسبوع الماضي، بينما أكدت واشنطن أن الغارات الروسية على سورية تسببت في تشريد أكثر من 130 ألف شخص وإيقاع عدد كبير من الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين.

وقالت القوات النظامية في بيان، إنها دخلت مدينة الشيخ مسكين الخاضعة للمعارضة في درعا إثر هجوم واسع.

وأضافت أن القوات موجودة في الساحة الرئيسة بمدينة الشيخ مسكين وسيطرت على الأحياء الشرقية والشمالية بالمدينة التي تقع على طريق إمداد رئيس من دمشق إلى درعا.

وأكد مصدر من مقاتلي المعارضة أن القوات دخلت إلى مشارف المدينة لكنه قال إن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة.

وقال إن الهجوم كان مدعوماً بأعنف حملة قصف جوي روسية في الجنوب حتى الآن.

من ناحية أخرى، أعلنت واشنطن أن كيري أعرب لنظيره الروسي خلال مكالمة هاتفية عن أسفه لمقتل زهران علوش في غارة جوية في غوطة دمشق الاسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم وزراة الخارجية الأميركية مارك تونر إن الولايات المتحدة لديها حتماً تحفظات على خطاب وتكتيك جيش الاسلام، الفصيل المعارض الأقوى في ريف دمشق، لكنها لا تغفل أن علوش كان مستعداً للمشاركة في مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة.

وأضاف «نأمل ألا يرسل هذا الأمر (مقتل علوش) رسالة تحبط عزيمة بقية أعضاء المعارضة السورية، الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في عملية السلام».

وكان علوش وحد عشرات المجموعات المسلحة تحت راية «جيش الإسلام»، ليصبح الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية لدمشق، وحارب هذا التنظيم قوات النظام السوري وتنظيم «داعش» في آن.

وحاول علوش أخيراً تقديم تنظيمه كقوة معتدلة، ووافق خلال مؤتمر لفصائل المعارضة السورية في الرياض على المشاركة في مفاوضات مع النظام السوري.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اعتبر أول من أمس، أن مقتل علوش لا يخدم عملية السلام في سورية. وقال إن «محاولة اغتيال زعامات تحارب داعش لا يخدم العملية السلمية في سورية والوصول الى حل سياسي في سورية». وأضاف «لا أعرف ما يدور في أذهان الروس».

إلى ذلك، أكدت واشنطن أن الغارات الروسية على سورية تسببت في نزوح أكثر من 130 ألف شخص.

وقال تونر «نحن قلقون بشدة جداً من هذه التقارير التي تتحدث عن عدد مرتفع من الضحايا»، الناجم عن الغارات الروسية فوق المدن السورية.

وأشار إلى أن هنالك «130 ألف نازح سوري خلال اكتوبر والنصف الأول من شهر نوفمبر»، مستقياً ذلك من تقارير لمنظمات المجتمع المدني السورية التي تحدثت عن «قتل الغارات الروسية في سورية لمئات المدنيين بمن فيهم المسعفون والمنشآت الطبية والمدارس والأسواق».

وأكد على أن هذه «الهجمات العشوائية تعرقل جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم بحاجة ماسة إليها بشكل مطلق».

وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية أعلنت عنه في وقت سابق من الشهر الجاري، أكد على امتلاك المنظمة «دلائل تشمل صوراً وتسجيلاً مرئياً تؤكد استخدام الروس لقذائف غير موجهة في مناطق مدنية عالية الكثافة، بالإضافة إلى ذخيرة عنقودية مميتة ومحرمة دولياً»، وهو أمر كذبته روسيا، واصفة إياه على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأنه «مبتذل وغير صحيح».

في السياق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 2300 شخص ثلثهم من المدنيين جراء الغارات التي تشنها روسيا في سورية منذ ثلاثة أشهر.

وأفاد في حصيلة جديدة عن توثيق مقتل 2371 مدنياً ومقاتلاً منذ 30 سبتمبر حتى فجر أمس، جراء آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة، منذ بدء موسكو حملتها الجوية المساندة لقوات النظام.

وأورد المرصد في حصيلة نشرها في 22 ديسمبر الجاري مقتل 2132 شخصاً جراء الضربات الروسية.

ويتوزع القتلى وفق الحصيلة الاخيرة بين 792 مدنياً سورياً، ضمنهم 180 طفلاً (دون 18 عاماً) و116 سيدة، بالإضافة الى 1579 مقاتلاً، بينهم 655 عنصراً من «داعش» و924 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة وبينها «جبهة النصرة».

وتنفذ موسكو منذ 30 سبتمبر حملة جوية تقول إنها تستهدف «داعش» و«مجموعات إرهابية» اخرى. وتتهمها دول الغرب ومجموعات مقاتلة باستهداف فصائل يصنف بعضها «معتدلة» أكثر من تركيزها على المتطرفين.

ووصفت وزارة الدفاع الروسية اتهامات واشنطن بأن الضربات الروسية تقتل المئات من المدنيين في سورية بأنها «سخيفة» و«لا أساس لها». وقالت إنها تشبه «المسرحية».

تويتر