وصول 300 من سكان الفوعة وكفريا إلى دمشق

النظام الســوري يستعيـــــد «اللواء 82» في درعا وبلدة مهين بحمـــص

أنصار «حزب الله» يرحبون بقافلة حافلات تقلّ نازحين من الفوعة وكفريا وهم يغادرون مطار بيروت باتجاه دمشق. إي.بي.إيه

استعادت القوات النظامية السورية، أمس، بدعم من «حزب الله» وضباط إيرانيين، السيطرة على «اللواء 82»، القريب من بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل مقاتلة كانت تسيطر على أجزاء منها، كما استعادت السيطرة على بلدة مهين ومناطق مجاورة لها في الريف الجنوبي الشرقي لحمص، بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش»، في وقت وصل أكثر من 300 شخص من الذين تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في شمال غرب سورية إلى جنوب دمشق، أمس، في عملية تبادل نادرة، بموجب اتفاق بين قوات النظام والفصائل بإشراف الأمم المتحدة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام تمكنت بدعم من مقاتلي «حزب الله» وضباط إيرانيين من استعادة السيطرة على اللواء 82، والتقدم في بلدة الشيخ مسكين في محافظة درعا، بعد سيطرتها، أول من أمس، على الجزء الشمالي في البلدة. وأضاف أن «السيطرة على اللواء 82 تخول قوات النظام السيطرة نارياً على الحي الشمالي الغربي من البلدة».

بدورها، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء 82 بالكامل، وتواصل عملياتها بنجاح باتجاه الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي».

وسيطرت فصائل مسلحة بينها «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) قبل عام بشكل كامل على بلدة الشيخ مسكين و«اللواء 82»، الذي كان يعد أبرز نقاط وجود النظام في ريف درعا.

وتسعى قوات النظام، وفق عبدالرحمن، منذ عام «لاستعادة السيطرة على البلدة الواقعة على تقاطع طرق، أبرزها طريق دمشق درعا القديم، وطريق استراتيجية تربط بين بلدتي بصر الحرير ونوى، خزان المقاتلين في محافظة درعا».

وأفاد المرصد باستمرار المعارك العنيفة، أمس، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في البلدة ومحيطها، بالتزامن مع قصف وغارات جوية لقوات النظام على البلدة ومناطق في محيطها.

وأشار عبدالرحمن إلى أن الطيران الحربي التابع للنظام شنّ نحو 60 غارة على الشيخ مسكين، أول من أمس.

وتسيطر الفصائل على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على جزء من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيس.

وتعد محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تطورت لاحقاً الى نزاع دام متشعب الأطراف، تسبب في مقتل اكثر من 250 ألف شخص، ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وفي محافظة حمص، أفادت وكالة (سانا) بأن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، استعادت السيطرة على جبلي مهين الكبير والصغير وبلدة مهين ومستودعاتها، وقريتي الحدث وحوارين، بعد القضاء على آخر مقار وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي فيها». وأكد المرصد تقدم قوات النظام بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين تزامنت مع شن «طائرات حربية روسية عشرات الغارات على مواقع للتنظيم في مهين ومحيطها»، مشيراً إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وتشن موسكو حملة جوية في سورية مساندة لقوات النظام منذ 30 سبتمبر الماضي.

ويأتي تقدم قوات النظام، أمس، بعد تمكن تنظيم «داعش» في 10 ديسمبر من استعادة السيطرة على مهين وحوارين، بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام، التي كانت بدورها سيطرت عليهما في 23 نوفمبر بدعم جوي روسي.

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة، الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومناطق في الريف الجنوبي تحت سيطرة «داعش»، أبرزها مدينة تدمر الأثرية منذ 21 مايو الماضي.

إلى ذلك، أكد مصدر مواكب لعملية التبادل بين النظام والفصائل في بلدات الزبداني وكفريا والفوعة، وصول أكثر من 300 شخص من الذين تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين، في شمال غرب سورية الى جنوب دمشق.

وقال لـ«فرانس برس»، إن أكثر من 300 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا، وصلوا إلى منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، صباح أمس، مشيراً إلى وجود «مظاهر احتفال ورفع أعلام سورية وأخرى لـ(حزب الله) اللبناني».

ويحاصر مقاتلو المعارضة السورية بلدتي الفوعة وكفريا، اللتين تقطنهما غالبية شيعية منذ أكثر من سنتين، وبات الحصار كاملاً مع سيطرة فصائل من المعارضة بشكل كامل على محافظة إدلب، التي تقع فيها البلدتان. وكانت ميليشيات محلية موالية للنظام ولـ«حزب الله» اللبناني تدافع عن البلدتين.

وتم، أول من أمس، إجلاء أكثر من 450 شخصاً بينهم جرحى ومدنيون من بلدتي الفوعة وكفريا، ومن مدينة الزبداني المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، والتي كانت من آخر المدن الحدودية مع لبنان التي لاتزال بيد مقاتلي المعارضة.

وبحسب بيان صدر مساء أول من أمس، عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، تم إجلاء 338 شخصاً من الفوعة وكفريا، و126 شخصاً من الزبداني وبلدة مضايا المجاورة، وأُجلي هؤلاء وفق البيان، «في وقت واحد براً وجواً عن طريق تركيا ولبنان».

وسلك الخارجون من الفوعة وكفريا طريق البر حتى الحدود التركية، وانتقلوا منها جواً إلى بيروت، ثم توجهوا إلى دمشق، بينما سلك الخارجون من الزبداني براً طريق بيروت، وانتقلوا جواً إلى تركيا. ويفترض ان يعودوا الى مناطق المعارضة في شمال غرب سورية. وتخلل عملية الإجلاء وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ادخال بعض المساعدات الإنسانية الى المناطق الأربع.

وقال المتحدث باسم اللجنة طارق وهيبي، «تمكنا من إدخال بعض المساعدات، فقط بعض الطعام والماء»، أول من أمس.

وأضاف أن «ثمة حاجة للقيام بالمزيد، ونأمل ان يتحقق ذلك في الأسبوع المقبل، ننتظر الضوء الأخضر».

تويتر