تعثر تنفيذ اتفاق خروج «داعش» ومسلحين من جنوب العاصمة.. ومقتل 71 عنصراً من النظـــام والفصائــل في حلب

«جيش الإسلام» يدمر محطة كهرباء دمشق ثأراً لمقتل علوش

جنود روس يسلحون مقاتلة «سوخوي 25» في قاعدة حميميم الجوية باللاذقية. أ.ف.ب

دمر «جيش الإسلام» الفصيل الأقوى في ريف دمشق، في أول رد فعل لمقتل قائده، زهران علوش، محطة الكهرباء الرئيسة بدمشق، ليخيم الظلام على معظم أرجاء العاصمة السورية، فيما عين عصام بويضاني قائداً له خلفاً لعلوش. في وقت تعثر، أمس، تنفيذ اتفاق لخروج 4000 مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم «داعش»، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة. في حين قتل 71 عنصراً على الأقل من قوات النظام وفصائل مسلحة في معارك عنيفة في محافظة حلب شمال البلاد.

 

وقالت مصادر عسكرية سورية موالية للنظام وأخرى معارضة، إن «جيش الإسلام» أطلق صواريخ باتجاه محطة الكهرباء الرئيسة بدمشق، ما أدى إلى تدميرها، انتقاماً لمقتل قائده زهران علوش.

وأضافت المصادر نفسها أن الظلام خيم على معظم أرجاء العاصمة السورية دمشق أول من أمس.

واغتالت الطائرات الحربية الروسية علوش وعدداً من قياداته خلال اجتماع لهم في احد مقراته بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

وشكل اغتيال علوش صدمة في أوساط المعارضة السورية، حيث أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن الهدف من الهجوم عرقلة أو إحباط جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية في سورية.

في السياق، أكدت مصادر عدة، أن تنفيذ اتفاق لخروج 4000 مسلح ومدني، بينهم عناصر من «داعش»، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية، تعثر غداة مقتل علوش.

وكان من المفترض ان تبدأ أمس، عملية خروج نحو 4000 شخص بينهم أكثر من 2000 مسلح أغلبيتهم من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» من مناطق القدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب دمشق، اثر اتفاق بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.

وقال مصدر مطلع على ملف التفاوض لـ«فرانس برس»، إن خروج المسلحين من «داعش» وفصائل أخرى من الحجر الأسود جنوب دمشق، توقف غداة مقتل زهران علوش، إذ كان من المفترض أن يؤمن «جيش الإسلام» خروج القافلة إلى «بئر القصب» في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ومنها الى مناطق توجه المسلحين.

وأوضح أن الحافلات التي كان من المفترض أن تنقل، أمس، نحو 1200 شخص غادرت القدم والحجر الأسود، مشيراً إلى أن توقيت اتمام العملية «لم يعد واضحاً».

بدوره، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن «فرانس برس»، بأن عملية خروج المسلحين «جمدت ولم تنته بسبب أمور لوجستية تتعلق بصعوبة تأمين الطريق المؤدية الى نقطة الاستلام في ريف حمص الشرقي (وسط) وريف حماة الشرقي (وسط) قبل انتقال المغادرين الى الرقة وريف حلب الشمالي».

وأشار الى سبب ثانٍ يتمثل في طلب «جبهة النصرة» التوجه إلى محافظة إدلب (شمال غرب) بدلاً من ريف حلب الشمالي.

وتعد محافظة إدلب معقل فصائل «جيش الفتح» التي تضم «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، تمكنت خلال الصيف من السيطرة على كامل المحافظة باستثناء بلدتين. وأوضح مصدر مطلع آخر، أن «اتفاق خروج المسلحين من جنوب دمشق مازال قائماً، لكن حصل تأخير في العمليات التنفيذية اللوجستية».

وتم التوصل الى اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية تنطبق مفاعيله على تنظيم «داعش»، على ان يبدأ تنفيذه أمس، ببدء خروج المسلحين من المناطق الجنوبية الثلاث.

إلى ذلك، قتل 71 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري وفصائل مسلحة في معارك عنيفة بمحافظة حلب.

وقال مدير المرصد السوري، إن اشتباكات عنيفة اندلعت أول من أمس، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل المقاتلة من جهة ثانية، إثر تفجير انتحاري بعربة مفخخة نفذته «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) على تجمع لقوات النظام في بلدة باشكوي في ريف حلب الشمالي.

وأسفر التفجير الانتحاري والاشتباكات عن «مقتل 33 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالاضافة الى 38 آخرين من الفصائل، بينهم أربعة قادة ميدانيين»، وفق عبدالرحمن.

وأشار المرصد الى أن القتلى من جنسيات سورية وغير سورية، كما أصيب العشرات بجروح. وتمكنت الفصائل المسلحة إثر الاشتباكات من السيطرة على مناطق عدة في باشكوي. وتسيطر الفصائل على محيط باشكوي من الجهتين الشمالية والغربية فيما توجد قوات النظام في البلدة والمناطق الواقعة الى الجنوب منها، بحسب عبدالرحمن. من ناحية أخرى، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية»، أمس، على سد تشرين الواقع على نهر الفرات في شمال سورية، بعد طردها تنظيم «داعش».

وقال المتحدث باسم القوات، طلال سلو «تم تحرير سد تشرين» والضفة الشرقية لنهر الفرات من تنظيم «داعش». ويولد «سد تشرين»، الكهرباء لمناطق واسعة في محافظة حلب. وأشار سلو إلى مقتل العشرات من عناصر «داعش» في الاشتباكات.

ويسيطر التنظيم على السد منذ ربيع عام 2014 بعد تمكنه من طرد الفصائل المقاتلة، كما يسيطر على الضفة الغربية لنهر الفرات من جرابلس على الحدود السورية التركية الى الرقة (شمال)، معقل التنظيم في سورية.

تويتر