المحادثات حول سورية تعقد في جنيف نهاية يناير.. والمعلم في الصين اليوم

مقتل 9 طـالبـات بقـصـــف لــ «داعش» على مــدرسـة في ديـــــر الـــــزور

صورة

قُتلت تسع طالبات، أمس، بسقوط قذائف أطلقها تنظيم «داعش» على مدرسة في مدينة دير الزور شرق سورية، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن المحادثات المقبلة حول سورية ستعقد في جنيف نهاية يناير المقبل، في وقت يبدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اليوم، زيارة إلى الصين، وسط تجدد محاولات بكين للعب دور نشط في جهود إنهاء الصراع السوري.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، «استشهاد تسع طالبات، وإصابة 15 أخريات بجروح متفاوتة، جراء اطلاق إرهابيين من تنظيم (داعش) قذائف صاروخية على مدرسة في حي هرابش بدير الزور».

كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل تسع طالبات وإصابة نحو 20 شخصاً آخر بجراح معظمهم طالبات، جراء سقوط قذائف أطلقها التنظيم على أماكن في مدرسة ومحيطها بحي هرابش، الذي تسيطر عليه القوات النظامية. وقال إن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة».

ودان مجلس الوزراء السوري «الاعتداء الإرهابي». وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي، إن «قذائف الإرهاب والفكر الإرهابي التكفيري، لن تثنينا عن مواصلة العملية التربوية والتعليمية، من أجل نهضة سورية وتقدمها ومواجهة الفكر الإرهابي المتطرف».

وأكد أن «الجيش سيفك الحصار عن هذه المدينة البطلة، ويعيد الأمن والاستقرار إلى كل شبر من الأراضي السورية»، منوهاً «بالصمود الأسطوري» لأبناء دير الزور.

ويسيطر التنظيم منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور، وعلى حقول النفط الرئيسة فيها، التي تعد الأكثر غزارة في سورية، ويسعى منذ اكثر من عام للسيطرة على كامل دير الزور، مركز المحافظة، حيث لايزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور بين أيدي قوات النظام.

وفي ريف اللاذقية في غرب البلاد، تحدث المرصد عن «أكثر من 20 غارة نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد ومناطق أخرى بجبل التركمان»، مشيراً إلى «سقوط جرحى».

وتزامنت الغارات مع «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام والقوات الموالية له ومن جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، في محاور عدة بريف اللاذقية الشمالي، وسط «أنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين»، بحسب المرصد.

وتسعى القوات النظامية منذ أشهر لاستعادة مناطق عدة في ريف اللاذقية الشمالي من أيدي الفصائل المقاتلة. ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في تلك المحافظة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي.

وفي محافظة حلب (شمال)، وثّق المرصد «تسع عمليات إعدام، بينهم فتى ومهندس، نفذها تنظيم (داعش) في منطقة منبج ومحيطها، بريف حلب الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية».

ووجه التنظيم إليهم تهمة «العمالة للنظام النصيري وللوحدات الكردية وللصحوات».

كما أشار المرصد إلى «استشهاد خمسة أشخاص بينهم سيدة، وإصابة وفقدان عشرات آخرين، في ضربات جوية عدة استهدفت أماكن بمدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، خلال الـ24 ساعة الماضية»، لافتاً إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة».

من جهتها، نقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري، قوله «إن الجيش وجه ضربات مركزة على مقار وتحركات لإرهابيي تنظيم (داعش) والتنظيمات التكفيرية»، لافتاً الى ان الضربات «أسفرت عن تدمير مقار يتحصن فيها إرهابيو (داعش) في قرية عيشة ومدينة الباب»، في الريف الشمالي الشرقي لحلب.

سياسياً، أعلن مدير عام الأمم المتحدة في جنيف، مايكل مولر، أمس، أن المحادثات المقبلة حول سورية التي ستجري برعاية الأمم المتحدة ستعقد في جنيف نهاية يناير المقبل. وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف حول تحديات الأمم المتحدة في 2016، إن «المحادثات حول سورية ستستأنف هنا في يناير».

وأضاف «النية هي أن تبدأ هنا في نهاية يناير»، مشيراً إلى أن «الجميع يرغب في ان تكلل هذه المحادثات بالنجاح».

وفي 19 ديسمبر وللمرة الأولى في خلال نحو خمس سنوات من النزاع اعتمد اعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 بالإجماع بمن فيهم روسيا، قراراً يضع خارطة طريق لحل سياسي في سورية.

وفضلاً عن إجراء مفاوضات بين المعارضة والنظام ووقف إطلاق نار، ينص القرار على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً.

من جهته، كشف عضو الهيئة العليا للمعارضة السورية لؤي حسين، عن أن المفاوضات المقبلة بين نظام الرئيس بشار الأسد وقوى المعارضة لن تكون على القضايا السيادية، بل على «صلاحيات السلطة الأقل أهمية».

وقال حسين، وهو رئيس تيار بناء الدولة السورية في بيان، إن المفاوضات المرتقبة «ستكون محاورها هي توزيع الصلاحيات والمسؤوليات في الحكومة الانتقالية، لكن بالتأكيد ليس منها المسؤوليات السيادية، فهذه ستكون شأن الدول الراعية للطرفين». وأضاف «إذاً لن تكون مواضيع المفاوضات أيهما أسبق الإرهاب أم هيئة الحكم الانتقالي، أو حتى متى يكون رحيل بشار الأسد، أو ما نسب المشاركة بين السلطة والمعارضة، فجميع هذه الأمور هي شأن دولي ومقررة مسبقاً». واعتبر أن «التفاوض سيكون على تفاصيل الصلاحيات للسلطات الأقل أهمية، وسيتعامل كلا الوفدين على أنه في مبارزة عليه أن يوقع أشد الأضرار بالطرف الآخر».

إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الصينية، أمس، أن وزير الخارجية السوري سيزور الصين، اليوم، وسط تجدد محاولات بكين للعب دور نشط في جهود إنهاء الصراع السوري.

وقال المتحدث باسم الوزارة هونغ لي، في إفادة صحافية يومية، إن المعلم سيزور الصين في الفترة من 23 حتى 26 ديسمبر الجاري، وسيلتقي نظيره الصيني وانغ يي.

وكان وانغ وجه الدعوة في مطلع الأسبوع للحكومة السورية وشخصيات من المعارضة لزيارة الصين، فيما تبحث بكين عن سبل للمساعدة في عملية السلام.

وأضاف هونغ أن الصين تأمل المزيد من التعاون الدولي في محاربة الإرهاب لتجنب حوادث مثل إسقاط طائرة حربية روسية، وأوضح أن «إسقاط الطائرة يمثل خسارة للجهود الدولية لمحاربة الإرهاب».

تويتر