موسكو وطهران لديهما «وجهة نظر موحدة» بشأن الأزمة

القصف الروسي يمكن الجيش السوري من التقدم وسط البلاد في مواجهة «داعش»

صور مأخوذة من لقطات فيديو نشرها الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية أمس، لما قال إنه قصف منشأة نفط يسيطر عليها "داعش". أ.ف.ب

حقق الجيش السوري بغطاء جوي روسي مكثف تقدماً في ريف حمص الجنوبي الشرقي (وسط) باستعادته اليوم الاثنين بلدة مهين وقرية حوارين من تنظيم «داعش»، وفق ما افاد الإعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أكدت روسيا وإيران، أمس، أن «وجهة النظر موحدة» بينهما حيال سورية.

 وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها على بلدتي مهين وحوارين بريف حمص الجنوبي الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم داعش فيهما».

 وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «استعادة قوات النظام السيطرة على بلدة مهين وقرية حوارين المجاورة بدعم من الطائرات والمروحيات الروسية بشكل خاص إثر اشتباكات عنيفة مع داعش».

وشنت روسيا خلال الأيام الماضية غارات مكثفة ضد المتطرفين في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، اذ استهدفت اكثر من 80 غارة، أغلبيتها روسية، يوم السبت مواقع التنظيم في محيط مهين ومدينة تدمر.

وأوضح عبدالرحمن «دخلت قوات النظام الى مهين بعد طرد المتطرفين منها والاتفاق مع سكان البلدة»، مشيراً الى سقوط قتلى من عناصر التنظيم. وسيطر التنظيم على مهين في الأول من نوفمبر باتفاق مع المسلحين المحليين في البلدة. وكانت قوات النظام تنتشر في حواجز خارجها في اطار اتفاق «مصالحة» مع هؤلاء.

وتقدم التنظيم المتطرف باتجاه مهين قادماً من بلدة القريتين التي سيطر عليها في الأول من اغسطس الماضي وهدم ديراً مسيحياً تاريخياً فيها. ووفق عبدالرحمن، فإن «قوات النظام ستعمد على الأرجح بعد تثبيت وجودها في مهين وحوارين الى التقدم باتجاه القريتين» شرقاً.

إلى ذلك «تتقدم قوات النظام في محيط مدينة تدمر الأثرية بشكل واضح بدعم من المروحيات الروسية المشاركة في العملية بشكل اساسي»، بحسب عبدالرحمن.

يأتي ذلك، في وقت اعلن الجيش الروسي، أمس، أنه قصف 472 «هدفاً ارهابياً» في سورية أمس وأول من أمس، مؤكداً تدمير «ارتال من الصهاريج» ومصاف يسيطر عليها التنظيم في شمال البلاد وشرقها.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، ان «هذه الأهداف في مناطق تدمر ودير الزور والرقة تخضع للإرهابيين وتشكل أحد موارد تمويلهم». وقامت الطائرات الحربية الروسية بـ141 طلعة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور وفي منطقة دمشق. ولا تخضع هذه المناطق جميعها لتنظيم «داعش».

وتحدث البيان عن رصد «رتلين من الآليات التي تنقل النفط الى مصاف خاضعة للتنظيم في محافظة الرقة»، مضيفاً أن طائرات سوخوي 34 دمرت «80 آلية» وقصفت مصفاة تقع على بعد 50 كلم جنوب الرقة. كما أكد تدمير خزان نفطي على بعد 50 كلم شمال دير الزور.

وأكد البيان «في الأيام الخمسة الأخيرة، دمرت أكثر من 1000 شاحنة صهريج تنقل النفط الخام إلى مصاف». كما أشار الجيش الروسي الى تكبد «المجموعات الإرهابية» خسائر فادحة، لا سيما في سراقب ومحافظة إدلب وفي قلعة المضيق في محافظة حماة.

وتخضع محافظة إدلب لقوات «جيش الفتح» المكون من مجموعات متطرفة على غرار جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سورية، ومجموعات مسلحة أخرى.

من جهة أخرى، دانت الوزارة الروسية «الاتهامات بلا اثباتات التي تحيل الى مصادر لا تحدد هويتها»، التي يصدرها الجيش الأميركي متهماً الطيران الروسي بقصف «المعارضة السورية المعتدلة».

يأتي ذلك، في وقت قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، ديفين نانز، أول من أمس، إنه يشعر بالقلق من أن تكون تقارير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن القتال ضد تنظيم «داعش» لا تعكس الحقيقة المريرة على الأرض.

وكان نانز يرد على سؤال لقناة تلفزيون «سي إن إن» بشأن تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» عما إذا كانت تقديرات المخابرات الواردة من القيادة المركزية الأميركية، قد رسمت صورة متفائلة للغاية للقتال ضد التنظيم في سورية والعراق.

وتابع نانز أن لجنة المخابرات تعمل مع لجان أخرى بالكونغرس لدراسة تقارير مخابرات القيادة المركزية. وقال «نحاول أن نجمع كل الحقائق. نحن نسمع من كثير من المبلغين وممن ينقلون إلينا المعلومات».

وقال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب إن «داعش» انتشر بعيداً عن المنطقة وهو ما يستدعي توسيع الاستراتيجية الأميركية لتتماشى مع هذا التهديد العالمي.

سياسياً، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اثر لقاء في طهران بين بوتين وخامنئي، إن روسيا وإيران لديهما «وجهة نظر موحدة» بشأن سورية. وقال ان إيران وروسيا تشددان على «وجه نظر موحدة بينهما بمواجهة الطابع غير المقبول لمحاولات خارجية لإملاء فرضيات حول تسوية سياسية في سورية»، وتؤكدان ان أي تغيير في القيادة يجب أن يأتي عبر انتخابات، ووصف الاجتماع بأنه «بناء جداً».

تويتر