«مجلس الأمن» يجيز مواجهة شاملة للدول ضد التنظيم.. وفصائل معارضة تستعيد بلدتين بدعم التحالف

ضربات روسية عنيفة ضد «داعش» في سورية.. ولبنان يعدّل مسار رحلاته الجوية

طفلة سورية مع والدها تنتظر أن تسمح الشرطة اليونانية لهما بعبور الحدود إلى مقدونيا. أ.ب

شنت روسيا غارات هي الأعنف في شرق سورية ضد تنظيم «داعش» منذ بدء النزاع قبل نحو خمس سنوات، وتزامن ذلك مع تغيير لبنان مسار بعض رحلاته الجوية لتفادي تمارين موسكو العسكرية في البحر المتوسط، فيما استعادت فصائل معارضة بينها ميليشيا تركمانية بلدتين من تنظيم «داعش» في اقصى شمال سورية قرب الحدود التركية، وفي مواجهة تزايد خطر المتطرفين بعد اعتداءات باريس وتفجير الطائرة الروسية في الأجواء المصرية، تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع يتيح اتخاذ «كل الإجراءات اللازمة» لمحاربة «داعش».

 

وفي التفاصيل، استهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية، أمس، محافظة دير الزور غداة مقتل 36 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجروح جراء 70 غارة جوية شنتها تلك الطائرات على مناطق عدة في المحافظة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد فإن «هذا القصف الجوي هو الأعنف الذي تشهده محافظة دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس 2011»، حيث تركزت الغارات أمس، على حقل التيم النفطي مستهدفة الصهاريج النفطية.

وطال القصف الجوي، أول من أمس، احياء عدة في مدينة دير الزور وأطرافها ومدن البوكمال والميادين وبلدات وقرى أخرى في المحافظة، بالإضافة الى ثلاثة حقول نفطية.

يأتي ذلك، في وقت استعادت فصائل معارضة بينها ميليشيا تركمانية بلدتين من «داعش» في اقصى شمال سورية، حيث استهدفت العملية قريتي دلحة وحرجلة في ريف محافظة حلب الشمالية بدعم من طائرات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، حسب ما ذكرت وكالة انباء الأناضول التركية الحكومية والمرصد السوري.

واعتبرت الوكالة ان هذا الهجوم خطوة أولى في اقامة «منطقة آمنة» في وقت لاحق لاستيعاب النازحين السوريين واللاجئين، الأمر الذي تطالب به الحكومة التركية. وأضافت ان الميليشيا التركمانية قادت الهجوم مشيرة الى دعم جوي تركي أميركي من ست مقاتلات تركية من طراز اف-16 وأربع من طراز اف-15 وثلاث طائرات اميركية من دون طيار. وقتل 70 على الأقل من المتطرفين في المعارك، وفقاً للوكالة.

لكن المرصد السوري لم يذكر تفاصيل عن الطائرات التي شاركت في العملية، موضحاً ان قتالاً عنيفاً اندلع حول البلدتين أمس.

وعلى صعيد دولي، تبنى مجلس الأمن أول من أمس، قراراً اقترحته فرنسا يتيح حرية التحرك لمحاربة «داعش». ويلحظ القرار «الطلب من الدول التي لديها القدرة على ذلك ان تتخذ كل الإجراءات اللازمة، بما يتفق والقوانين الدولية، ولا سيما شرعية الأمم المتحدة، في الاراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سورية والعراق». في السياق نفسه، عمد لبنان، أمس، إلى تعديل مسار رحلات جوية من وإلى مطار بيروت باتجاه الجنوب، بعد طلب من روسيا لتجنب المنطقة التي تجري فيها تمارين عسكرية في المتوسط لمدة ثلاثة أيام.

وقال وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر «طلبت روسيا من السلطات اللبنانية ألا تحلق الطائرات بالمنطلقة من مطار بيروت نحو الغرب فوق منطقة محددة في المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط بسبب المناورات البحرية التي تجريها روسيا في 21 و22 و23 الشهر الجاري».

وأكد مصدر رفيع في مطار بيروت تعديل مسار الرحلات المغادرة او القادمة من بيروت باتجاه جنوب لبنان. وأفادت ادارة طيران الشرق الأوسط بأن «بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط ستستغرق وقتاً أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة».

وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية على موقعها على انستغرام تعليق رحلتين الى بيروت أمس كـ«إجراء أمني احترازي بناء على معلومات أمنية بوجود حظر على بعض المسارات الجوية المؤدية الى هناك». وأشارت وكالة دوغان التركية إلى الغاء الخطوط الجوية التركية رحلتين الى بيروت «لأسباب امنية»، إلا أن رحلاتها استمرت بشكل طبيعي أمس.

تويتر