«انفتاح» روسي ـ فرنسي حول سبل مكافحة التنظيم

الأسد: «داعش» لا يملك حاضنة اجتماعية داخل سورية

صورة

أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أول من أمس، أن تنظيم «داعش» لا يملك أي حاضنة اجتماعية داخل سورية، وأخذ على الغرب أنه المسؤول عن ولادة التنظيم الإرهابي، فيما أشار وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى «انفتاح» روسي حول سبل مكافحة التنظيم في سورية.

وفي التفاصيل، قال الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية «راي»: «يمكنني أن أقول لكم إن داعش لا يملك أي حاضنة طبيعية، ولا أي حاضنة اجتماعية داخل سورية»، وشدد على كون المتطرفين تدربوا في سورية على شن اعتداءات في باريس، وغيرها، وهم قادرون على القيام بذلك بفضل الدعم من دول مختلفة، سواء في الشرق الأوسط أو الغرب.

وأضاف أن التنظيم «لم ينطلق من سورية، بدأ في العراق،وقبل ذلك في أفغانستان»، مستنداً إلى تصريح لرئيس الحكومة البريطانية السابق، توني بلير، الذي قال فيه إن «الحرب في العراق أسهمت في خلق تنظيم داعش»، وقال أيضاً إن «اعترافه يشكل الدليل القاطع».

واعتبر الأسد أنه لا يمكن وضع جدول زمني لعملية انتقالية تنص على انتخابات في سورية، طالما أن بعض المناطق في البلاد تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وقال إن «الجدول الزمني هذا يمكن أن ينطلق عندما نبدأ بدحر الإرهاب، لا يمكنكم أن تحصلوا على أي شيء، سياسياً، طالما أن هناك إرهابيين يستولون على مناطق عدة في سورية»، وأشار إلى أنه عندما تتم معالجة هذا الوضع فإن «عاماً ونصف العام إلى عامين، تكفي لمرحلة انتقالية».

يأتي ذلك في وقت أشار لوران فابيوس إلى «انفتاح» في الموقف الروسي حول مكافحة التنظيم في سورية، حيث بدأت بقصف مواقعه على غرار فرنسا. وصرح فابيوس لإذاعة «فرانس إنتر»: «هناك انفتاح إذا أمكن القول في الموقف الروسي، ونعتقد أنه صادق، وعلينا حشد كل قواتنا» ضد التنظيم.

وتابع «عندما اقترح بوتين تشكيل ائتلاف كبير (للتدخل في سورية) كان ذلك في مطلع سبتمبر. وكان موقفي وموقف الرئيس (الفرنسي فرنسوا هولاند) في الأمم المتحدة أنها فكرة جيدة شرط أن تستهدف روسيا داعش وليس الإسلاميين المعتدلين، ويبدو أنه حصل تطور في هذه النقطة».

بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده مستعدة للعمل مع الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم في سورية، شرط أن يحترم سيادة النظام في دمشق.

وصرح لافروف في مقابلة مع «إذاعة روسيا» «نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف، وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سورية، والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية»، وقال لافروف «أنا على قناعة بأنه يمكن التوصل إلى هكذا صيغة إذا ما اتخذنا نهجاً عملياً».

وأضاف أنه لاحظ تغييراً في الموقف الغربي للمرة الأولى بعدما وجّه الرئيس بوتين دعوة إلى تشكيل تحالف واسع لمحاربة التنظيم. واعتبر أن «شركاءنا الغربيين أدركوا عدم وجود آفاق للنهج الذي سلكه كثر منهم».

ميدانياً، قال «جيش الإسلام» إنه يدرس اقتراحاً بوقف إطلاق النار قرب دمشق، طرحه وسيط دولي، فيما انحسرت العمليات العسكرية على أطراف الغوطة الشرقية لدمشق، أمس، رغم عدم توصل النظام السوري والفصائل المقاتلة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «تشهد جبهات دوما وحرستا هدوءاً حذراً (أمس)، على الرغم من عدم توصل النظام والفصائل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار». وأكد في الوقت ذاته «استمرار الاتصالات بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق.

وأوضح مصدر أمني سوري رفيع من جهته «لاتزال الاتصالات في بدايتها، وقد تحتاج إلى أيام أو أسابيع كي تثمر عن نتائج»، مؤكداً في الوقت ذاته «نحن منفتحون على أي تسوية توقف سيل الدماء».

وأعلن، أول من أمس، عن مفاوضات تجري بين الحكومة وممثلين عن الفصائل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين في الغوطة الشرقية، التي تعد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، ويحاصرها الجيش السوري منذ عامين.

ويعد «جيش الإسلام»، أكبر التشكيلات المقاتلة في ريف دمشق، المفاوض الرئيس من جهة الفصائل، في حين أوضح المصدر الأمني السوري، أول من أمس، أن «للحلفاء الروس دوراً مباشراً في التواصل مع الجهات التي تدعم الفصائل المسلحة»، وأقر بوجود «محادثات تجري بين الحكومة وبين مجموعات مسلحة في الغوطة».

وبحسب المرصد، فإن الفشل في الاتفاق على وقف لإطلاق النار كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ صباح أمس، ومرتبط بوجود «تباين في وجهات النظر بشأن بعض البنود التي يتضمنها الاتفاق، لاسيما المتعلقة بإدخال المساعدات الغذائية والإفراج عن المخطوفين العلويين تحديداً «الذين يحتجزهم جيش الإسلام».

تويتر