كيري يشير إلى أن سورية قد تبدأ مرحلة الانتقال السياسي خلال «أسابيع»

غارات روسية فرنسية مكـثفة على «داعش» في الرقة

صورة

كثّفت روسية وفرنسا، أمس، غاراتهما ضد تنظيم «داعش»، وشنّت موسكو ضربات على مدينة الرقة السورية، معقل التنظيم بصواريخ عابرة أطلقت من البحر، وقاذفات طويلة المدى، في وقت اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في باريس، أن سورية قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «أسابيع»، بين النظام والمعارضة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن روسيا شنت «عدداً كبيراً» من الضربات الجوية على مدينة الرقة.

وأضاف أن الهجمات «اشتملت على ما يبدو على ضربات بصواريخ عابرة أطلقت من البحر، وشاركت فيها قاذفات طويلة المدى».

وأشار إلى أن روسيا أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بتلك الضربات.

وجاء هذا الإعلان بعد أن توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالانتقام، بعد أن تأكد أن سبب تحطم الطائرة الروسية التي كانت متوجهة من مصر إلى روسيا، هو انفجار قنبلة.

وتعهد بوتين بتكثيف الضربات في سورية.

في السياق، أعلن قائد عملية «شمال» الفرنسية ضد «داعش»، الأميرال انطوان بوسان، أن بلاده «كثفت» الغارات الجوية ضد مناطق وجود تنظيم «داعش» في سورية والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم للاعتداءات الدامية في باريس الأسبوع الماضي.

وقال لـ«فرانس برس»، إن «(داعش) هو عدونا، (داعش) هو عدو محدد بشكل واضح».

وأضاف أن مكافحة التنظيم التي بدأت منذ عام، «سنستكملها بعزم، واليوم، نكثف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية، لكن عملنا، انخرطنا به منذ أشهر طويلة».

وأكد أن الأهداف التي ضربت، أمس، «أهداف عملنا عليها لأسابيع»، بعد «مقاطعة معلومات أتاحت لنا ان نقترح على رئيس الجمهورية» فرنسوا هولاند، إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات «رافال» و«ميراج 2000» المتمركزة في الشرق الأوسط.

وامتنع بوسان عن تقديم معلومات أو تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس التي أدت إلى مقتل 129 شخصاً على الأقل، مساء الجمعة الماضي، وتبناها التنظيم.

وأوضح الإميرال ان نحو 700 عسكري فرنسي يشاركون في عملية «شمال»، اضافة إلى ست مقاتلات «رافال» ومثلها «ميراج 2000»، اضافة إلى طائرة مراقبة بحرية «اتلانتيك 2»، مؤكداً وجود «موارد أخرى توجد هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات أواكس، وطائرات تجسس أخرى».

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أن المقاتلات الفرنسية نفذت غارة جديدة على الرقة، ودمرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب.

وقالت في بيان ان «الجيش الفرنسي شنّ للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارة جوية على (داعش) في الرقة بسورية».

وأوضحت أن الغارة شنتها «10 مقاتلات من طراز رافال وميراج 2000، وألقت 16 قنبلة، في عملية مماثلة للغارة التي نفذت مساء الأحد. وأكدت أنه تم تنفيذ الغارة بالتنسيق مع القوات الأميركية».

وتعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، برد «لا يرحم» على الاعتداءات التي أدمت باريس، وكانت الأعنف في تاريخ البلاد.

وقررت الولايات المتحدة وفرنسا إثر اعتداءات باريس تكثيف تبادل المعلومات بينهما حول الأهداف المحتملة.

من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أن سورية قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «أسابيع» بين النظام والمعارضة، إثر التسوية الدولية التي تم التوصل إليها في ختام مفاوضات فيينا.

وقال أمام بعض الصحافيين الذين رافقوه في زيارته إلى العاصمة الفرنسية، بعد أربعة ايام على الاعتداءات، «نحن على مسافة أسابيع نظرياً، من احتمال انتقال كبير في سورية، وسنواصل الضغط في هذه العملية». وأضاف «نحن لا نتحدث عن أشهر وانما أسابيع، كما نأمل».

وأوضح أن «كل ما نحتاج إليه، هو بداية عملية سياسية، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. انها خطوة جبارة»، ملمحاً بذلك إلى تسوية تنص على عقد اجتماع بين النظام السوري وأعضاء من المعارضة السورية قبل الأول من يناير 2016.

وتنص تسوية فيينا، التي وقعها السبت الماضي 20 من البلدان الكبرى، بينها روسيا والولايات المتحدة وايران والبلدان العربية والأوروبية، على وقف لإطلاق النار، واجراء انتخابات، وصياغة دستور جديد.

وأعرب كيري عن ارتياحه لوجود ايران وروسيا إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى ان هذه الخطوة «فريدة من نوعها».

في السياق، شدد الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي، أمس، على أهمية المفاوضات بين القوى العظمى من أجل تسوية النزاع السوري.

وأكد هولاند وروحاني أيضاً «الأهمية الحيوية لمكافحة (داعش) والإرهاب بكل القوى» الممكنة. واتفقا من جانب آخر على «تحديد موعد سريع لزيارة» يقوم بها روحاني إلى فرنسا، من اجل تعزيز التعاون الثنائي. وعلى اثر اعتداءات باريس، ارجأ الرئيس الإيراني زيارة إلى إيطاليا وفرنسا، كان من المفترض ان تبدأ السبت الماضي.

كما أيد الاتحاد الأوروبي «بالإجماع» طلب المساعدة الذي قدمته فرنسا بعد اعتداءات باريس.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان، أمس، «اليوم أعرب الاتحاد الأوروبي بالإجماع على لسان جميع دوله الأعضاء، عن اشد دعمه واستعداده لتقديم المساعدة المطلوبة» لفرنسا، بعد الاعتداءات التي ضربت باريس.

وطرحت فرنسا «المادة 42-7» للمعاهدات الأوروبية التي تنص على بند التضامن، اذا ما تعرض احد بلدان الاتحاد الأوروبي لاعتداء. وأضافت موغيريني «انها مادة لم تستخدم من قبل في تاريخ اتحادنا».

وقال وزير الدفاع الفرنسي «انه دعم بالإجماع»، إنه «ميثاق سياسي كبير جداً».

تويتر