المعارضة تسيطر على معقل استراتيجي لـ «داعش»

القوات النظامية تستعيد قرية «تل حدية» في حلب

صورة

سيطرت القوات النظامية السورية، أمس، على قرية تل حدية في محافظة حلب الشمالية، في تعزيز للمكاسب التي تحققها القوات الحكومية في مواجهة مسلحي المعارضة في المنطقة، في حين سيطرت «قوات سورية الديمقراطية»، على بلدة الهول الاستراتيجية في شمال شرق سورية، والتي تعد معبراً رئيساً لـ«داعش» مع العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام رسمية، إن القوات النظامية السورية سيطرت على قرية تل حدية في محافظة حلب.

ونقل التلفزيون السوري نبأ السيطرة على القرية الواقعة في ريف حلب الجنوبي، وأكد المرصد السوري النبأ.

ويأتي التقدم بعد يوم من سيطرة القوات السورية مدعومة بمقاتلي «حزب الله» اللبناني وجنود إيرانيين وضربات جوية روسية على مدينة الحاضر المجاورة، لتبسط سيطرتها الفعلية على أغلب ريف حلب الجنوبي.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«رويترز»، إن ريف حلب الجنوبي «يسقط منطقة تلو الأخرى، وإن الجيش يتقدم بسرعة».

وقالت وكالة الإعلام الروسية، أمس، إن الكرملين يعتقد أن هجوم الجيش السوري فعال، وأن السوريين يحققون تقدماً جيداً بمساعدة الضربات الجوية الروسية.

من ناحية أخرى، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تضم فصائل كردية وعربية وتتلقى دعماً اميركياً، أول من أمس،على بلدة الهول الاستراتيجية في شمال شرق سورية.

وقال المتحدث باسم القوات، العقيد طلال علي سلو، لـ«فرانس برس»، أمس، «سيطرنا على بلدة الهول بالكامل، وجثث العشرات من مقاتلي تنظيم داعش مرمية في الشوارع»، موضحاً أن البلدة كانت «خط الدفاع الأول لتنظيم داعش الإرهابي، ويتلقى عبرها الدعم الكامل من العراق».

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أنه لا يمتلك «الحق» بأن يطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي.

وقال إن «سورية دولة ذات سيادة، وبشار الاسد هو الرئيس المنتخب من الشعب، فهل يحق لنا ان نناقش معه مسائل كهذه؟ بالطبع لا».

كما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بوتين قوله إن سلاح الجو الروسي قصف أهدافاً حددها له الجيش السوري الحر في سورية، وإن هذا يثبت أن موسكو لا تقصف جماعة المعارضة المعتدلة.

واتهمت الولايات المتحدة والجيش السوري الحر، الكرملين بقصف أهداف تابعة للجيش السوري الحر، وليس تنظيم «داعش». وأضاف بوتين في مقابلة مع «إنترفاكس» ووكالة «أنباء الأناضول» التركية، «نحن مستعدون لوضع أي معلومات موثوق بها بشأن موقع الجماعات الإرهابية في الاعتبار، بل إننا عملنا بالفعل مع الجيش السوري الحر».

وأوضح أن سلاح الجو الروسي وجه ضربات لأهداف حددها الجيش السوري الحر. وقال «استبعدنا مناطق أشار قادة الجيش السوري الحر إلى أنها خاضعة لسيطرتهم، وتثبت هذه الحقيقة مجدداً أننا لا نقصف ما يعرف باسم المعارضة المعتدلة، ولا السكان المدنيين.

من جهته، حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الدول المشاركة في محادثات سلام سورية على إظهار المرونة، وقال ان فرص التوصل لحل دبلوماسي تتوقف في جانب منها على الميزان العسكري.

ودافع كيري متحدثاً قبل مغادرته الولايات المتحدة الى محادثات عن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية، حتى مع إقراره بأن الحل ليس قريباً.

وأضاف في كلمة له في مركز للأبحاث في واشنطن «لا يمكنني القول بعد ظهر اليوم، إننا قريبون من اتفاق شامل، ورسالة أميركا لكل (المشاركين)، هي أن علينا جميعاً مسؤولية في عدم التشبث بمواقفنا، بل علينا القيام بالخطوة التالية للأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء».

وقال إن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، وايضاً تضييق شقة الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وبين روسيا وإيران حول مستقبل الأسد.

من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن أملها في حدوث تقدم نحو حل سلمي للنزاع السوري خلال المؤتمر الدولي بشأن سورية الذي سيعقد في فيينا اليوم.

وتحدثت في برلين عن إمكانية إحراز «خطوة صغيرة» في طريق حل سياسي للنزاع السوري.

وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، إن هذا يتطلب «بالتأكيد التحلي بالصبر بصورة كبيرة للغاية».

وذكرت ميركل أن مشاركة روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى «أطراف فاعلة مهمة» مثل إيران والسعودية في المؤتمر، يبين أن هناك صيغاً شاملة في البحث عن حل سياسي للأزمة السورية.

تويتر