شخصيات من المعارضة ترفض الأفكار الروسية لحل الأزمة

موسكو وطهران: محادثات فيينا ليست بديلاً عن الحوار بين السوريين

مقاتلات كرديات من «وحدات حماية الشعب» يحملن أسلحتهن خلال استعدادات لمقاتلة «داعش» قرب مدينة الحسكة. رويترز

أكد وزيرا الخارجية الروسي والإيراني، أمس، في بيان نشرته الخارجية الروسية أن المحادثات المقررة السبت المقبل في فيينا حول سورية ينبغي «ألا تحل محل» المفاوضات بين المعارضة وممثلي النظام السوري، فيما رفضت شخصيات من المعارضة السورية مسودة وثيقة روسية لعملية تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات، قائلة إن هدف موسكو هو إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة وتهميش الأصوات المعارضة.

وفي التفاصيل، اعتبر الوزيران سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف في ختام محادثة هاتفية أن «المشاركين في مجموعة دعم سورية عليهم مساعدة (نظام دمشق والمعارضة) على التوصل الى اتفاق، ويجب الا تحل محادثاتهم محل المفاوضات بين السوريين».

ويعقد اجتماع دولي السبت في فيينا لرسم اطار عملية انتقالية سياسية في سورية التي تمزقها حرب مستمرة منذ اربع سنوات ونصف السنة. لكن الدول المشاركة في اللقاء «عليها الا تحاول استباق نتائج» المفاوضات بين دمشق وممثلي المعارضة السورية بحسب لافروف وظريف. كما دعا الوزيران الى «حوار سياسي بناء بين السوريين».

وتسعى فرق عمل في اللقاء المرتقب الى وضع لائحة للمجموعات «الإرهابية»، على ما اعلن ظريف الاثنين الماضي. فروسيا وإيران على خلاف مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب بخصوص تحديد المجموعات المصنفة «ارهابية»، وتلك التي يمكن اعتبارها جزءاً من المعارضة السورية.

في السياق نفسه، نقلت قناة «الميادين» التلفزيونية ومقرها لبنان عن معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قوله إن طهران لم تتخذ بعد قراراً بالمشاركة في اجتماع مقرر في فيينا هذا الأسبوع لبحث الأزمة السورية. وأضافت «الميادين» نقلاً عن عبد اللهيان أن مشاركة إيران تتوقف على إجابات من واشنطن «بشأن بعض التحركات المنفردة التي اتخذتها بعض الأطراف» المشاركة في المحادثات «دون استشارة الآخرين».

في المقابل، أظهرت مسودة وثيقة أن روسيا تريد اتفاق الحكومة السورية والمعارضة على بدء عملية إصلاح دستوري تستغرق 18 شهراً تتبعها انتخابات رئاسية. ونفت روسيا إعداد أي وثيقة قبل محادثات السلام التي تجري في فيينا هذا الأسبوع. ولم تستبعد مسودة الوثيقة مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مبكرة وهو شيء يقول خصومه إنه مستحيل إذا كان للسلام أن يسود.

وقال عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة منذر أقبيق «الشعب السوري لم يقبل قط دكتاتورية الأسد ولن يقبل إعادة انتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر». وأضاف «الروس يحاولون الآن ان يلعبوا اللعبة نفسها التي يلعبونها منذ جنيف» في اشارة الى المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة وانهارت عام 2014.

وقال هادي البحرة عضو اللجنة السياسية في الائتلاف، إن المشكلة الأساسية هي الأسد، وأي عملية سياسية يجب أن تتعامل مع هذا بتعهدات وضمانات. ورفض أيضاً فكرة إجراء انتخابات تحت اشراف النظام الحالي، وقال «كيف ستكون الانتخابات نزيهة والمواطنون داخل سورية خائفون من قمع الأجهزة الأمنية للنظام؟».

وقال عضو الائتلاف ميشيل كيلو، إن الهدف الحقيقي لموسكو هو الحفاظ على الأسد ونظامه بالضغط من أجل عملية انتخابية غير نزيهة. وقال «لسنا ضد الانتخابات فنحن ديمقراطيون. لكن ليس بإجبارنا على القبول برئيس مجرم دمر البلد. ما المنطق وراء هذه الفكرة؟». وأضاف أنه إذا نجح الروس في دفع هذه الفكرة في الجولة التالية من محادثات فيينا ونجحوا في اقناع آخرين بها ستكون كارثة.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن من يؤججون نيران الصراع في سورية سيحترقون بها، وذلك في إشارة واضحة للتدخل الروسي. وأضاف في اجتماع لرجال الأعمال بأنقرة أن عودة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إلى تشكيل حكومة بمفرده بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية هذا الشهر منحت تركيا فرصة لاتخاذ خطوات أقوى بشأن قضايا إقليمية. وحض الرئيس التركي الأسرة الدولية على تأييد اقتراحه اقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، وذلك قبل ايام من قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها بلاده.

تويتر