الأمم المتحدة: لا حلَّ عسكرياً للنزاع في سورية

«داعش» يتقدم بريف حمــص.. والطائرات الروسية تواصل غاراتها

طاقم طبي خلال نقله صبياً إلى المستشفى بعد إخراجه من وسط الركام في حلب نتيجة غارات النظام. أ.ف.ب

أعلن تنظيم «داعش» سيطرته على بلدة مهين بريف حمص الشرقي وسط سورية، وذلك إثر هجوم بسيارة مفخخة على حاجز لقوات النظام تلاه اقتحام للبلدة، في غضون ذلك واصلت الطائرات الروسية ومقاتلات النظام السوري غاراتها على مناطق عدة، في حين جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، تأكيده أنه لا حل عسكرياً للنزاع في سورية.

 

وفي التفاصيل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، إن «تنظيم داعش سيطر بسهولة على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، إثر تفجيرين انتحاريين، واتفاق مع المسلحين المحليين»، الذين خرقوا هدنة مطبقة منذ نحو عامين مع قوات النظام.

وتنتشر حواجز لقوات النظام خارج بلدة مهين، في إطار «المصالحة» مع المسلحين المحليين، إلا أن عبدالرحمن ذكر أن تنظيم داعش، الذي قدم من مدينة القريتين شرقاً، وجد «حاضنة شعبية فيها».

وقال مصدر سوري ميداني إن «الجيش السوري يعيد انتشاره في محيط بلدة مهين، بعد دخول مسلحي تنظيم داعش إليها»، موضحاً أن «مسلحي ووجهاء بلدة مهين، أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش في خرق فاضح للهدنة».

وسيطر التنظيم المتطرف على مدينة القريتين، في الأسبوع الأول من أغسطس الماضي، وهدم ديراً مسيحياً تاريخياً فيها.

وبعد دخولهم بلدة مهين «تقدم مقاتلو التنظيم باتجاه قرية صدد التاريخية ذات الأغلبية المسيحية، والتي تبعد نحو 14 كلم عن طريق دمشق - حلب الدولي، وتدور في محيطها حالياً اشتباكات مع قوات النظام»، وفق عبدالرحمن.

وهاجم عناصر تنظيم «داعش» مواقع لقوات النظام في بلدة صدد المجاورة لمهين. ويعد هذا الهجوم الأوسع للتنظيم، منذ سيطرته على مدينة القريتين بريف حمص قبل أشهر عدة.

وأفاد مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» بتجدد الاشتباكات في صدد ومهين على محاور عدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «ليس هناك تبدل جوهري، إذ انتقلت مبايعة العناصر (المسلحة في مهين) من تنظيم إلى آخر».

وتقع صدد عند منتصف الطريق بين مهين، والجزء الواقع تحت سيطرة النظام على طريق دمشق - حلب الدولي.

وبعد إعلان تنظيم «داعش» السيطرة على مهين، شنت الطائرات الروسية غارات ليلية عليها، كما استهدفت بغاراتها مواقع للمعارضة في ريفي إدلب وحماة.

وفي ريف حلب، قالت قناة «الجزيرة» إن طائرات التحالف الدولي شنت غارات عدة على مواقع للتنظيم في قريتي دلحة وحرجلة بريف حلب الشمالي. وأضافت أن الغارات تزامنت مع هجوم بري، شنته قوات المعارضة المسلحة على مواقع التنظيم.

في غضون ذلك، قتل 12 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، جراء غارات تزامنت مع قصف من قوات النظام السوري على مدينة دوما، وبلدة النشابية في غوطة دمشق الشرقية.

وفي ريف درعا، أبلغ اتحاد تنسيقيات الثورة عن سقوط ستة قتلى، ونحو 50 جريحاً، جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على مدينة جاسم وبلدة نمر.

 

وفي ريف القنيطرة، تصدت كتائب المعارضة لمحاولة قوات النظام مدعومة بميليشيات الشبيحة و«حزب الله» اقتحام بلدة مسحرة من محاور عدة، كما استهدف مقاتلو المعارضة، السبت الماضي، تجمعات لقوات النظام في تلي الشعار وبزاق بريف القنيطرة.

 

يأتي ذلك في وقت واصلت فيه كتائب المعارضة عملياتها العسكرية ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها بريف حماة، ضمن ما أطلق عليها اسم «غزوة حماة»، وسط تقدم كبير تحرزه المعارضة على جبهات عدة، عقب سيطرتها على مناطق وقرى، آخرها قرية سكيك بريف حماة.

 

من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، عن مصادر أمنية قولها أمس، إن غارات جوية شنتها طائرات تركية وأميركية في سورية، السبت الماضي، أدت إلى قتل أكثر من 50، وإصابة نحو 30 من مقاتلي تنظيم «داعش».

وفي جنيف، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تأكيده أنَّ لا حلّ عسكرياً للنزاع في سورية. وقال إن السلام في سورية يجب ألا يكون رهناً بمصير بشار الأسد، وأن الشعب السوري هو من سيقرر مصيره.

 

وجاءت تأكيدات مون في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، بمشاركة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير، والذي كان قد عقد معه اجتماعاً لبحث الأزمات الإنسانية في العالم، والإجراءات المطلوبة من الحكومات لتقليل آثار تلك الأزمات.

 

وأعلن مون ترحيبه بنتائج المحادثات التي جرت في فيينا، وتفاهم الدول المشاركة على نقاط أساسية، وأعرب عن أمله أن تتمكن الدول من تحقيق مزيد من التقدم، في سعيها لإيجاد حل سياسي للنزاع في سورية.

 

من جهته، التقى موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، صباح أمس، في دمشق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفق ما قال مكتبه في العاصمة السورية لوكالة «فرانس برس».

تويتر