المعارضة لم تتلقَّ دعوة للحضور.. وطائرات يعتقد أنها روسية تقصف درعا لأول مرة

موسكو: هدف محادثات فيينا إطلاق حوار سياسي في سورية

صورة

أعلنت روسيا أن الهدف الرئيس من محادثات فيينا اليوم لإنهاء الصراع في سورية هو إطلاق حوار سياسي، وفي حين قالت المعارضة السورية إنها لم تتلق دعوة لحضور المحادثات، كشفت جماعة معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت أهدافاً في محافظة درعا للمرة الأولى.

وفي التفاصيل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن الهدف الرئيس من محادثات فيينا لإنهاء الصراع في سورية هو إطلاق حوار سياسي. وشهدت فيينا، أمس، اجتماعات تمهيدية تسبق لقاء يعقد اليوم لبحث الأزمة السورية بحضور إيران، وهو لقاء اعتبرته السعودية اختباراً لجدية النيات بشأن التوصل لحل سياسي للأزمة.

وأعلنت إيران أنها ستشارك في لقاء فيينا بوفد يرأسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن بلاده تشارك من دون شروط مسبقة.

وستكون هذه أول مشاركة لطهران في اجتماع دولي بشأن الأزمة السورية، إذ إنها لم تشارك في مؤتمر جنيف1 عام 2012، أو محادثات جنيف2 عام 2014.

وعقد مساء أمس اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي جون كيري، والسعودي عادل الجبير، والتركي فريدون سينيرلي أوغلو.

وستتوسع حلقة هذا الاجتماع اليوم، لينضم إلى الوزراء الأربعة نظراؤهم الإيراني محمد جواد ظريف، واللبناني جبران باسيل، والمصري سامح شكري، والبريطاني فيليب هاموند، والفرنسي لوران فابيوس، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني.

وسيشارك أيضاً وزير الخارجية الأردن ناصر جودة، وفق ما نقلت وكالة الأناضول عن مصدر حكومي أردني رفيع المستوى.

وسيبحث وزراء الخارجية في هذا الاجتماع الموسع سبل تسوية النزاع في سورية. من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن لقاء فيينا سيكشف عن مدى جدية موسكو وطهران، بشأن إيجاد حل سياسي في سورية، مؤكداً أن الاجتماع سيبحث التخطيط، لخروج بشار الأسد من السلطة.

وجدد الجبير، في مؤتمر صحافي عقده مساء الأربعاء مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض، تأكيده أنه لا مستقبل للأسد في سورية، وأنه «سيتم إبعاده، إما عن طريق عملية سياسية، أو عبر عملية عسكرية».

من جهته، قال سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة، إنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية الرئيسة في سورية، ولا لممثلين للمعارضة المسلحة، لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها في فيينا اليوم لبحث الأزمة السورية.

من ناحية أخرى، لا يبدو أن واشنطن تعلق آمالاً كبيرة على الاجتماع لإحراز تقدم كبير، إذ قال مساعد وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن، خلال زيارة إلى باريس: «لا أعتقد أنه يجب أن نتوقع تقدماً كبيراً في المحادثات بفيينا»، مؤكداً أن «هذه خطوة لنرى إذا كنا نستطيع التوصل إلى اتفاق حول شكل عملية الانتقال السياسي».

بدوره، قال كيري إن «التحدي الذي نواجهه في سورية اليوم هو تحديد طريق، للخروج من الجحيم»، معتبراً أن محادثات فيينا قد تكون أفضل فرصة، لتحقيق اختراق سياسي.

أما فرنسا، التي رحبت بالمشاركة الإيرانية، فأكدت أنها بحثت مع حلفائها الغربيين والعرب الثلاثاء الماضي «آليات انتقال سياسي، يضمن رحيل بشار الأسد، وفق جدول زمني محدد».

من ناحيتها، استبعدت برلين حصول أي «اختراق» في هذه المحادثات، معتبرة أن «الاختلافات في المواقف كبيرة جداً». وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الاجتماع «لن يبت في مصير الأسد».

ومن المقرر عقد اجتماع فيينا اليوم، بحضور نحو 12 دولة، منها السعودية وإيران.

واعترضت المعارضة السورية على مشاركة إيران في المحادثات، والتي ستكون المشاركة الأولى في محادثات تتعلق بسورية، وذلك لدعمها العسكري للرئيس بشار الأسد.

وقال عضو التحالف الوطني السوري جورج صبرا، لـ«رويترز»، إن عدم توجيه الدعوة إلى سوريين «تعبير عن عدم جدية المشروع». وسئل إن كان التحالف قد تلقى دعوة لحضور المحادثات، فأجاب قائلاً: «لم يحصل».

وأضاف «هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء، لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم».

وقال رئيس المكتب السياسي، جيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر، بشار الزعبي، في تصريحات، لـ«رويترز»، إنه لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة، للمشاركة في اجتماع فيينا.

وقال: «بالنسبة لإيران فهي جزء من المشكلة وليس الحل، ومشاركتها في الاجتماع ستثبت ذلك للعالم،هذا الاجتماع تم قبوله لتعرية إيران».

وكرر صبرا معارضته لمشاركة إيران، قائلاً «إيران ليست طرفاً محايداً يمكنه أن يلعب دور الوسيط، لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سورية.. ضباطها يقاتلون ويقتلون كل يوم على الجبهات السورية».

من جهة أخرى، شنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات في محافظة درعا جنوب سورية للمرة الأولى، منذ بدء موسكو حملتها الجوية قبل نحو شهر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب المرصد «نفذت طائرات حربية، يعتقد أنها روسية غارات في مناطق في بلدات الحارة وتل عنتر وكفرناسج وعقربا في ريف درعا الشمالي».

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إنه في حال كانت موسكو خلف تلك الضربات «فستكون هذه المرة الأولى، التي تشن فيها طائرات روسية غارات في درعا». وعلى الصعيد الميداني، أفادت وكالة سورية للأنباء (سانا)، بأنه «أوقعت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة في درعا خسائر بالأفراد والعتاد، في صفوف التنظيمات المسلحة».

ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري، قوله «أسفرت عملية للجيش في بلدة عتمان بالريف الشمالي (لدرعا)، عن سقوط كامل أفراد مجموعة مسلحة بين قتيل ومصاب». ورغم الاشتباكات الدائمة بين الفصائل وقوات النظام في محافظة درعا، إلا أنها ليست جزءاً من العملية البرية الواسعة، التي بدأها الجيش السوري في السابع من أكتوبر بتغطية جوية روسية في محافظات أخرى شمال ووسط وشمال غرب البلاد.

وفي ريف حلب الجنوبي، تدور اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، في إطار العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش السوري في 16 أكتوبر، في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية.

وبحسب الجيش السوري، فإنه «فرض السيطرة الكاملة على 50 قرية ومزرعة، في ريف حلب الجنوبي». كذلك تدور اشتباكات في ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشرقي بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، التي سيطرت على عدد من البلدات والتلال، إلا أن عمليات الكر والفر لاتزال مستمرة.

وأفاد المرصد السوري بأن الفصائل استعادت سيطرتها على بلدة سكيك الاستراتيجية، في ريف حماة الشمالي.

تويتر