تركيا تقصف القوات الكردية في سورية

دمشق ترفض تنفيذ أي مبادرة قبل القضاء على الإرهاب

صورة

أكدت دمشق، أمس، أن المبادرات السياسية لن تفلح في سورية قبل القضاء على الإرهاب، في تمسك من جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بموقفه في طريقة إنهاء الحرب، بعد أن دعا حلفاؤه الروس إلى إجراء انتخابات جديدة. في حين أعلنت أنقرة أن الطائرات الحربية التركية قصفت مرتين قوات تابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية.

وقالت الرئاسة السورية، في بيان، إن المبادرات السياسية لن تفلح في سورية قبل القضاء على الإرهاب.

وأشارت إلى أنها توضح ببيانها تقارير بأن الأسد أبلغ وفداً روسياً، الأحد الماضي، باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دعا إليها حلفاؤه في موسكو.

وأضافت أنه «في إطار المبادئ العامة للدولة السورية فإن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري، سيكون موضع ترحيب وتبنٍ من قبل الدولة».

وأوضحت أن الأسد أكد مراراً «أن القضاء على الإرهاب يجب أن يجيء قبل أي مبادرات».

وأضافت أنه «لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد». ولم يحدّد البيان موقف الاسد من فكرة إجراء انتخابات.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت الماضي، إن السوريين بحاجة الى الأعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار سعي موسكو للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع. وتصف الدولة السورية كل الجماعات التي تحاربها بأنها جماعات إرهابية، بما في ذلك الجيش السوري الحر.

وقال نائب روسي التقى الأسد، الاحد الماضي، ضمن وفد لـ«رويترز»، إن أولوية الرئيس السوري هي إلحاق الهزيمة بالإرهابيين قبل إجراء الانتخابات.

من ناحية أخرى، كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عن أن الطائرات الحربية التركية قصفت مرتين قوات تابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أمس، عن داود أوغلو، قوله في مقابلة تلفزيونية الليلة قبل الماضية: «لن نترك مصير حدودنا بأيدي أي دولة أخرى، وسبق لنا أن أخبرنا روسيا والولايات المتحدة بأننا سنضرب قوات الاتحاد الديمقراطي (وحدات حماية الشعب الكردي)، في حال عبورها إلى غرب الفرات، وضربنا تلك القوات مرتين بالفعل».

وأضاف أنه لا يمكن التوصل الى حل للأزمة السورية بمعزل عن تركيا.

من جهته، أصدر حزب قوات الاتحاد الديمقراطي بياناً قال فيه، إن القوات التركية هاجمت مواقعه ثلاث مرات منذ الأحد، وأن جميع الحوادث كانت شرق الفرات.

وتخشى أنقرة التوسعات الكردية في سورية، بسبب ارتباطات حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن عمليات داخل الأراضي التركية منذ عام 1984. وفي بغداد، كشفت مصادر عراقية متطابقة، أمس، أن الغارات الجوية الروسية المتواصلة في سورية أجبرت عدداً كبيراً من عناصر تنظيم «داعش»، وأسرهم على الفرار الى مناطق في غرب العراق.

وقال ضابط رفيع في شرطة محافظة الأنبار، لـ«فرانس برس»، رافضاً كشف هويته، ان «عناصر التنظيم وبينهم أجانب ترافقهم أسرهم يهربون منذ أيام عدة من مناطق في سورية الى مناطق متفرقة في غرب العراق، بينها الرطبة»، التي تبعد 380 كلم غرب بغداد.

وأضاف «أعتقد ان الضربات الجوية الكثيفة للطيران الروسي هي التي دفعتهم للهرب».

وقال قائم مقام الرطبة، عماد أحمد، لـ«فرانس برس»، إن «عشرات الأسر منها روسية وبنغالية يرتبط أفرادها بتنظيم داعش، دخلت الرطبة أمس (الاثنين)، قادمة من سورية».

ورجح أن «تكون أغلبية هذه الأسر التي وصلت الى الرطبة قد فرت بسبب القصف الذي تنفذه طائرات حربية على مواقع في سورية»، في إشارة إلى الضربات الجوية الروسية.

وأشار إلى أن هذه الأسر «عبرت منطقة البوكمال في الجانب السوري الى مدينة القائم، ثم وصلت الى الرطبة في عشرات السيارات المدنية».

بدوره، أكد ضابط كبير في الجيش العراقي في قيادة عمليات الجزرة في الأنبار «وصول عشرات الأسر التي فرت من سورية الى الرطبة»، لافتاً الى ان «القصف الجوي المكثف الذي استهدف التنظيم في سورية وراء هربها من هناك».

تويتر