لافروف يدعو إلى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية في سورية.. و«داعش» يقطع طريق إمداد النظام إلى حلب

روسيا تعرض دعم الجيش الحــر والمعارضة تطالبها بوقف قصفه أولاً

صورة

دعت روسيا، أمس، جميع الأطراف السورية إلى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية في سورية، مؤكدة استعدادها لتقديم غطاء للجيش السوري الحر لمواجهة تنظيم «داعش»، الأمر الذي رفضته المعارضة، وطالبتها بوقف قصفه أولاً، متهمة موسكو بالالتفاف على مطالب الشعب السوري، ودعم الرئيس بشار الأسد. وفي وقت قتل أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة و«داعش» في معارك في محافظة حلب بشمال سورية خلال 24، تمكن التنظيم من قطع طريق الإمداد الرئيس لمناطق خاضعة لسيطرة النظام في حلب.

وأعربت روسيا عن أملها بالنجاح في جمع أطراف النزاع السوري «على طاولة المفاوضات» في المستقبل القريب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث لقناة «روسيا 1» نشرته وزارة الخارجية، إن التطور الأخير في المحادثات يظهر أن الغربيين يتجهون نحو «فهم أفضل» للوضع في سورية، مؤكداً أن أزمة المهاجرين المحتدمة في أوروبا ساعدت على تغيير طريقة تفكير الساسة في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف «أنا مقتنع بأن أكثر السياسيين اتزانا أخذوا العبرة، وفي ما يتعلق بسورية يتكوّن فهم أفضل للوضع حتى مع استمرار الخطاب المناهض للأسد حول الديمقراطية».

وأشار إلى أن هذا «يعطينا الأمل في تحريك العملية السياسية في مستقبل قريب، بمساعدة الأطراف الخارجية، لجمع كل السوريين على طاولة المفاوضات».

وقال «بالتأكيد من الضروري التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية».

من جهة أخرى، أعلن لافروف، أن القوات الجوية الروسية في سورية مستعدة لتقديم غطاء للجيش السوري الحر لمواجهة تنظيم «داعش».

وقال «نحن مستعدون أيضاً لدعم المعارضة الوطنية جوّياً، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر».

وأضاف «المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الأشخاص الذين يمثلونها ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الإرهاب».

ويأتي التصريح اثر الإعلان، أول من أمس، عن اتفاق بين روسيا والأردن الذي انضم الى التحالف المناهض لـ«داعش»

بقيادة أميركية «لتنسيق أنشطتهما، منها انشطة القوات الجوية في سورية». كما اتفق لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، على درس الإمكانات الجديدة للتوصل الى اتفاق سياسي لتسوية النزاع في سورية.

وسارعت المعارضة السورية، إلى رفض عرض موسكو بشأن استعدادها لدعم الفصائل المقاتلة المعتدلة في مواجهة «داعش»، كما اعتبرت دعوة روسيا لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية غير واقعية.

وقال المتحدث باسم «الفرقة 13» المدعومة من الغرب، أحمد السعود، لـ«فرانس برس»، أمس، «روسيا ضربت فصائل الجيش الحر، والآن تريد التعاون معنا، وهي متمسكة بالأسد، لم نفهم شيئاً من روسيا!».

وتؤكد روسيا ان الضربات الجوية التي تنفذها منذ 30 سبتمبر الماضي تستهدف «داعش» ومجموعات «إرهابية» اخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة أخرى.

واعتبر القيادي في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، سمير نشار، انه «بدلاً من ان تتحدث روسيا عن استعدادها لدعم الجيش السوري الحر، فلتتوقف عن قصفه»، مشيراً إلى أن «80 % من الغارات الروسية تستهدف الجيش الحر في حلب (شمال) والساحل وحمص (وسط) والغوطة الشرقية لدمشق».

وأكد نشار أن ما تفعله روسيا اليوم هو محاولة «للالتفاف على مطالب السوريين في تنحي الأسد، والانتقال من نظام حكم الى آخر».

وبالنسبة له «يتجاهل الروس واقعاً حقيقياً على الأرض مع نزوح ولجوء الملايين في سورية وخارجها، وحيث المدن تدمر يومياً». وتساءل «ما الانتخابات التي يتحدثون عنها في ظل أوضاع كهذه؟». وأكد أن «هذا النظام ورئيسه لا يمكن ان يكونا جزءاً من مستقبل سورية». أما السعود فوصف الانتخابات بـ«الكذبة الكبيرة».

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة و«داعش» قتلوا في معارك في محافظة حلب خلال 24 ساعة.

وأفاد المرصد بسقوط 28 قتيلاً على الأقل من «داعش»، نتيجة الاشتباكات المتواصلة والغارات الروسية على مناطق الاشتباكات عند طريق خناصر ــ أثريا في ريف حلب الجنوب الشرقي.

وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام، اذ تستخدمها لنقل إمداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب. وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على هذه المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ صيف 2012.

وأسفرت الاشتباكات ايضاً عن «مقتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب المرصد.

وتمكن «داعش» من قطع هذه الطريق، إثر هجوم بدأ بعمليتين انتحاريتين.

وأكد المرصد أن هذه الطريق، التي تربط حلب بمحافظتي حمص وحماة، لاتزال مقطوعة من أول من أمس، وسط اشتباكات عنيفة. وقال التنظيم إنه انتزع السيطرة على الطريق.

وفي ريف حلب الجنوبي، دارت اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في اطار العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش السوري في 16 أكتوبر في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية.

وأفاد المرصد بمقتل «ما لا يقل عن 16 عنصراً» من الفصائل المقاتلة، جراء الاشتباكات والغارات الروسية في ريف حلب الجنوبي خلال 24 ساعة .

وفي ريف حلب الشرقي، نفذ الطيران الحربي الليلة قبل الماضية، غارات عدة على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل التنظيم.

وعلى جبهة أخرى، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص (وسط) الشمالي، وسط تغطية جوية روسية، بحسب المرصد.

تويتر