موسكو وواشنطن والرياض وأنقرة تعقد اجتماعاً رباعياً في فيينا.. وكيري ولافروف يدعوان إلى توسيعه

روسيا تؤيد إجراء محادثات بين الأسد و«جميع أطياف» المعارضة

من اليمين: لافروف والجبير وكيري وسنيرلي أوغلو قبيل بدء محادثات فيينا حول الأزمة السورية. أ.ف.ب

عقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، أمس، في فيينا محادثات ترمي للتوصل إلى حل للأزمة السورية، تعد الأولى من نوعها حول الحرب في سورية بعد أسابيع من بدء الحملة الجوية الروسية دعماً للنظام السوري، وأيام من زيارة الرئيس بشار الأسد الى موسكو، وفيما أكدت روسيا أنها تؤيد إجراء محادثات بين الأسد و«جميع أطياف» المعارضة السورية، دعت واشنطن وموسكو إلى اجتماع أوسع، بهدف إحراز تقدم على صعيد «عملية سياسية»، لتسوية النزاع.

وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظراؤه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو اجتماعاً بعد ظهر أمس، في أحد قصور فيينا، في ظل معارضة واشنطن والرياض وأنقرة لموقف موسكو حليفة النظام السوري.

ورداً على سؤال للصحافيين عما يأمل الوزراء بالتوصل اليه في الاجتماع الرباعي، قال كيري «سنقول ذلك عندما نتوصل إليه».

واستضافت فيينا، أمس، محادثات دبلوماسية حول سورية، تضم الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، والأردن أيضاً.

وعقد اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة والسعودية وتركيا صباح أمس، كما التقى كيري ولافروف بشكل منفصل.

وكان وزير الخارجية الروسي عقد لقاء مع نظيره الأردني ناصر جودة.

وقال لافروف بعد هذا اللقاء إن موسكو وعمان اتفقتا على «تنسيق» العمليات العسكرية في سورية. وأشار إلى أن دولاً أخرى «ربما تنضم لهذه الآلية».

وأكد لافروف، أن موسكو تؤيد إجراء محادثات بين حكومة الأسد «وجميع أطياف» المعارضة السورية.

وأضاف «موقفنا المشترك هو اننا نحتاج إلى دعم الجهود لعملية سياسية في التسوية السورية».

وأوضح أن «ذلك يتطلب بدء محادثات واسعة بين ممثلين عن الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية بدعم من لاعبين خارجيين».

وينظر الى هذا اللقاء على أنه سابقة دبلوماسية، كونه الأول الذي يعقد على هذا المستوى بعيدا عن اشراف الامم المتحدة، وفي بادرة من الدول المعنية بالتحديد، ما يعكس مسعى جدياً لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ مارس 2011.

وعقب الاجتماع، أعرب كيري عن أمله أن يعقد خلال أسبوع اجتماع دولي جديد، حول سورية يكون «موسعاً أكثر»، بعد اجتماع فيينا.

وقال: توافقنا على التشاور مع جميع الأطراف، أملاً أن نعقد الجمعة المقبل اجتماعاً يكون «موسعاً أكثر»، بهدف إحراز تقدم على صعيد «عملية سياسية»، لتسوية النزاع.

وأضاف أن هدف الاجتماع الرباعي حول سورية، والذي استضافته فيينا كان «محاولة إيجاد أفكار جديدة للخروج من المأزق»، مع إقراره بأن المشاركين يدركون أن هذا الامر سيكون «صعباً».

لكنه وصف الاجتماع بأنه كان «بناء» من دون أن يحدد المسارات، التي تم تناولها والتي آمل أن تفضي إلى «تغيير في الدينامية». ولفت كيري إلى أن مشاركة إيران في اجتماع مماثل لم تكن واردة، وقال «حتى الآن، ليست إيران حول الطاولة، قد يحين وقت نتحدث فيه إلى إيران، لكنه لم يحن بعد».

من جهته، شدد لافروف أمام الصحافيين على ضرورة توسيع هذا الاجتماع، بحيث يشمل دولاً أخرى، وقال إن «الاجتماع الرباعي غير كافٍ، ويجب توسيعه».

ولفت خصوصاً إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، والإمارات، ومصر وإيران وقطر والأردن.

وشدد على ضرورة ترك «الشعب السوري» يقرر مصير الأسد، وهي مسألة تثير انقساماً بين موسكو وواشنطن، مكرراً رفض روسيا تنحي الأسد.

ولاتزال مواقف موسكو من جهة وواشنطن وأنقرة والرياض من جهة أخرى، متناقضة حول سورية،إذ تقود الولايات المتحدة تحالفاً من دول حليفة يشن حملة عسكرية ضد تنظيم «داعش»، ويدعم الفصائل السورية التي تحارب النظام السوري.

في المقابل، أطلقت روسيا الحليف القديم للاسد حملة غارات جوية في سورية قبل ثلاثة أسابيع لمحاربة «الارهاب» بحسب موسكو، بينما تتهمها واشنطن وحلفاؤها بأنها تسعى فقط لحماية الاسد ونظامه.

وقبل أن يوفد وزير خارجيته الى فيينا الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الولايات المتحدة تريد التخلص من الأسد».

وندد بما اعتبره «لعبة مزدوجة» يمارسها الغربيون مع «الإرهابيين» في سورية.

وتأتي محادثات فيينا بعد ان بات واضحاً تراجع لهجة الدول الغربية المعارضة للأسد، وتركيزها على أولوية محاربة تنظيم «داعش» في سورية، ما يعطي دفعاً للأسد على الساحة الدولية.

وبعد أن طالبت الولايات المتحدة بإلحاح برحيل فوري للأسد قبل بدء أي عملية سياسية في سورية، أقرت في الأشهر الماضية بأن الجدول الزمني لرحيله قابل للتفاوض.

وبعد ان أصرت السعودية على المطالبة برحيل الأسد من السلطة، قال وزير خارجيتها الاثنين الماضي، إنه يمكن للاسد البقاء في السلطة الى حين تشكيل حكومة انتقالية.

كما أن تغييراً طرأ على الموقف التركي للمرة الأولى الشهر الماضي عندما تحدثت انقرة عن «إمكانية» حصول عملية انتقالية بوجود الرئيس السوري.

ولم تتم دعوة إيران الحليف القوي الآخر لسورية الى الاجتماع في فيينا، الا ان كيري ألمح أول من أمس، إلى أن إيران وعلى غرار الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا «موافقة» على مبدأ الحل السياسي في سورية.

تويتر