مقتل 3 قياديين في «جبهة النصرة» بغارة جوية

قوات النظام تتقدّم في ريف حلب بدعم روسي

صورة

حققت قوات النظام السوري مدعومة بمقاتلين إيرانيين ومن «حزب الله» اللبناني، تقدماً جديداً في شمال البلاد مدعومة بغطاء جوي روسي، بالتزامن مع معارك عنيفة متواصلة في الوسط، بينما قتل ثلاثة قياديين في «جبهة النصرة» بغارة جوية على محافظة حلب. في وقت أكد رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن العملية العسكرية الروسية في سورية تهدف إلى هزيمة تنظيم «داعش»، وليس دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام والمسلحين الموالين لها تمكنت بدعم من مقاتلين إيرانيين ومن «حزب الله»، وبغطاء جوي روسي، من التقدم في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطرت صباح أمس، على عدد من التلال والمزارع وثلاث قرى.

وأضاف أن قوات النظام تخوض «اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي الفصائل على مشارف بلدة الحاضر» الواقعة غرب مدينة السفيرة التي ينطلق منها النظام لشن هجومه.

ووفق عبدالرحمن، فإن سيطرة قوات النظام على هذه البلدة «تجعل خطوط إمداد النظام من وسط سورية إلى حلب آمنة، كما تخوله رصد واستهداف خطوط إمداد الفصائل في المنطقة».

وتحدّث المرصد عن نزوح نحو 2000 عائلة من ريف حلب الجنوبي جراء الاشتباكات والقصف الجوي الذي أوقع 17 قتيلاً من الفصائل، وثمانية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وكان مسؤول أميركي أشار أول من أمس، إلى وجود «نحو 2000» مقاتل ينتمون الى قوات إيرانية أو مجموعات من «حزب الله» أو مقاتلين عراقيين، يشاركون في الهجوم في جنوب شرق حلب.

وتحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من دمشق، في عددها الصادر أمس، عن «تكامل مسار العملية التي انطلقت (حلب) مع معارك حماة (وسط) واللاذقية (غرب)، سعياً الى تحقيق هدف أساسي وهو عزل إدلب»، المحافظة الواقعة في شمال غرب سورية، والتي تسيطر عليها بالكامل ومنذ أشهر فصائل منضوية في إطار «جيش الفتح»، أبرزها «جبهة النصرة».

على جبهة ريف حلب الشرقي، أكد المرصد أن قوات النظام تخوض اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش» في الريف الشرقي، في إطار «محاولتها التقدم نحو مطار كويرس العسكري المحاصر» من التنظيم منذ مايو الماضي.

وقال مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، أمس، إن «الجيش السوري بات على بعد ستة كيلومترات من المطار».

وفي وسط البلاد، حيث بدأت قوات النظام عملية برية واسعة بإسناد جوي روسي، الخميس الماضي، قال المرصد إن «الطيران الحربي الروسي نفذ أمس، تسع غارات على الأقل استهدفت مدينة تلبيسة ومحيطها في ريف حمص الشمالي»، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.

وتسيطر فصائل إسلامية مقاتلة على تلبيسة منذ عام 2012، وفشلت محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيس بين مدينتي حمص وحماة.

وأعلن المرصد، أمس، أنه أحصى مقتل 72 شخصاً، بينهم 31 طفلاً وامرأة و19 مقاتلاً، خلال الـ48 ساعة الماضية في ريف حمص الشمالي «جراء قصف الطيران الحربي الروسي، والقصف المكثف لقوات النظام».

وفي محافظة اللاذقية، أفاد المرصد بغارات نفذتها طائرات حربية روسية، صباح أمس، على مناطق عدة في جبل الأكراد.

وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل في محافظة دمشق، لغارات كثيفة ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، من دون أن يتضح اذا كانت الطائرات روسية أم سورية، وفق المرصد.

وفي موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، إن سلاح الجو الروسي نفذ 36 طلعة جوية، وأصاب 49 هدفاً لتنظيم «داعش» في سورية خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضافت أن الأهداف أصيبت في محافظات حماة وإدلب واللاذقية ودمشق وحلب.

من جهة أخرى، أعلن المرصد مقتل القيادي السعودي في «جبهة النصرة»، صنفي النصر مع اثنين آخرين من كبار قادة الجبهة في حلب، جراء استهداف سيارتهم من طائرة لم يعرف بعد إذا ما كانت للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أو للقوات الجوية الروسية.

وصنفي النصر هو أحد الأسماء الحركية المحتملة لعبدالمحسن عبدالله ابراهيم الشريخ، وهو سعودي صنفته وزارة الخزانة الأميركية عام 2014 بأنه «إرهابي عالمي»، وينشط في سورية لحساب «النصرة والقاعدة».

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي، إن هدف العملية العسكرية الروسية في سورية ليس دعم الأسد، وإنما التغلب على متشددي «داعش».

وبدأت روسيا ضربات جوية في سورية بنهاية سبتمبر في خطوة تقول موسكو إنها تضعف «داعش»، ولكن القوى الغربية تقول إنها تهدف إلى دعم الأسد.

وقال ميدفيدف في تصريح لقناة «روسيا 24» بثته، أمس: «نحن بالطبع، لا نقاتل لمصلحة قادة محددين، وإنما ندافع عن مصالحنا القومية».

وأضاف أن «مسألة الرئاسة السورية أمر يقرره الشعب السوري»، مشيراً إلى ضرورة ألا يصل «داعش» إلى الحكم في سورية، وأن تُتاح لسورية سلطة حضارية.

وأجاب عن سؤال حول ما إذا كانت سورية يجب أن يحكمها الأسد بقوله: «لا بالطبع لا. الأمر يرجع إلى الشعب السوري لتقرير من يكون رئيساً لسورية، في الوقت الحالي نعمل على أساس أن الأسد هو الرئيس الشرعي».

وأكد أنه «يجب على روسيا والولايات المتحدة، وكل الدول الأخرى المعنية باحلال السلام وبوجود حكومة قوية أيضاً في هذه المنطقة وفي سورية، أن تبحث بشكل دقيق القضايا السياسية».

وأشار إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» لم يُحرز في سورية أي نتائج تُذكر على الأرض.

تويتر