بوتين يتهم واشنطن باتخاذ موقف غير بنّاء في الأزمة.. وإيران مستعدة لإرسال مقاتلين

الجيش النظامي السوري يوسّع نطاق عملياته البرية إلى محافظة حمص

صورة

بدأ جيش النظام السوري حملة عسكرية جديدة في محافظة حمص في وسط سورية، بتغطية جوية روسية، في وقت ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ«الموقف غير البناء» للولايات المتحدة في النزاع. من جهتها، أبدت إيران استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سورية في حال طلبت منها الأخيرة ذلك.

ووسّع الجيش السوري نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص، وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي، بدعم من «حزب الله» اللبناني والطائرات الروسية.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري، أن الجيش بدأ عملية في ريف حمص الشمالي والشمالي الغربي، مشيراً إلى أنه أحكم سيطرته على بلدة خالدية الدار الكبيرة في الريف الشمالي الغربي، والقريبة من محافظة حماة.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات الروسية شنت 15 غارة جوية على الأقل في منطقة المعارك، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل بينهم ستة عناصر من الفصائل المقاتلة.

وبحسب المرصد «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة»، كما في محيط قرى أخرى من بينها سنيسل وجوالك.

وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ العام 2012، وفشلت محاولات قوات النظام كافة، لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في انها تقع على الطريق الرئيس بين مدينتي حمص وحماة.

ويبدو أن العملية البرية الجديدة تهدف إلى ضمان أمن الطريق بين المدينتين، إذ تسيطر الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) على مناطق عدة في محيطه.

وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس، ان «العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع أي تواصل بين مسلحي حماة ومسلحي حمص».

وهذه العملية البرية الثانية التي يعلنها الجيش السوري بتغطية روسية، بعد حملة برية في مثلث ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس، ان «العمليات العسكرية في ريف حمص منفصلة برياً عن العملية العسكرية في ريف حماة، لكنها مرتبطة استراتيجياً».

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس، سيطرة قوات النظام على بلدتي فورو والصفصافة في ريف حماة الشمالي، ليواصل تقدمه باتجاه إدلب بتغطية روسية.

وتؤكد روسيا أن الضربات الجوية التي تنفذها منذ اسبوعين بالتنسيق مع الجيش السوري تستهدف تنظيم «داعش» المتطرف ومجموعات «ارهابية» أخرى.

ورغم ذلك ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «بالموقف غير البناء» للولايات المتحدة، التي ترفض، بحسب قوله، مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري.

وقال بوتين «أعتقد ان هذا الموقف غير بناء»، مضيفاً: «يبدو أن مصدر ضعف الموقف الأميركي هو عدم وجود خطة (حول سورية). ليس هناك أي شيء لبحثه» مع الأميركيين.

وتابع: «لا أفهم كيف يمكن أن ينتقد شركاؤنا الأميركيون حملة مكافحة الإرهاب الروسية في سورية، وأن يرفضوا الحوار المباشر حول مسائل مهمة مثل التسوية السياسية». ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن بوتين قوله خلال زيارته في كازاخستان إن دولته لاتزال مستعدة لإجراء مباحثات.

وتقول روسيا إنها عرضت على الولايات المتحدة توجه وفد من المسؤولين الأميركيين إلى موسكو للتباحث في الأزمة في سورية. وإزاء تحفظ واشنطن اقترحت توجه وفد برئاسة رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف إلى واشنطن، إلا أن الولايات المتحدة رفضت الاقتراحين، وفق ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الماضي.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، لوكالات أنباء روسية أمس، إن المحادثات بين موسكو وواشنطن شهدت حدوث تقارب بين البلدين في ما يتعلق بسلامة الطلعات الجوية فوق سورية.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أمس، عن نائب وزير الخارجية أليكسي ميشكوف، قوله إن روسيا مستعدة للتعاون مع كل «القوى البناءة»، في محاربة «داعش» في سورية بمن فيهم الأكراد.

ونقلت «تاس» عن ميشكوف قوله رداً على سؤال عما إذا كانت روسيا ستتعاون مع الأكراد «نحن في سورية بناء على دعوة الحكومة السورية، ومستعدون للتعاون مع كل القوى البناءة المستعدة للمشاركة في قتال (داعش)».

من جانبها، أعربت إيران، الداعم الأساسي للنظام السوري، أمس، عن استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سورية، في حال طلبت دمشق ذلك.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، خلال مؤتمر صحافي في دمشق «عندما يكون ذلك عبارة عن طلب من سورية، فإننا سندرسه ونتخذ القرار».

وأضاف: «قدمنا مساعدات من أسلحة ومستشارين لكلا البلدين، سورية والعراق، وطبعاً أي طلب آخر (منهما) ستتم دراسته في إيران». وأكد بروجردي أن «العمليات العسكرية» الدائرة حالياً في سورية تعتبر «داعمة للحل السياسي والسلام»، في اشارة إلى الحملة الجوية الروسية منذ 30 سبتمبر الماضي. واعتبر بروجردي، الذي أنهى زيارة استمرت ثلاثة ايام إلى سورية، أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية «فشل على الرغم من التكاليف الباهظة من مليارات الدولارات».

والتقى بروجردي صباح أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن زيارته تأتي «لإعلان الدعم مرة أخرى من حكومة إيران إلى الحكومة السورية».

تويتر