آلاف الإيرانيين يصلون سورية للمشاركة في هجوم بري بمحافظة حلب

القوات النظامية تبدأ عملية واسعة في حي جوبر الدمشقي

صورة

بدأت القوات النظامية السورية، أمس، عملية واسعة ضد الفصائل المقاتلة المتحصنة في حي جوبر شرق دمشق، بقصف مدفعي وجوي كثيف، لضمان أمن العاصمة التي تتعرض لسقوط قذائف بشكل دوري. بينما وصل آلاف المقاتلين الإيرانيين إلى سورية للمشاركة في هجوم بري تعتزم القوات النظامية مدعومة بـ«حزب الله» شنه في محافظة حلب بدعم جوي روسي.

وأكد مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، أن قوات النظام استهدفت الفصائل المقاتلة المتحصنة في حي جوبر شرق دمشق بقصف كثيف، لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي تسيطر عليها القوات انطلاقاً من حي جوبر.

وقال إن «الجيش يقوم بأعمال محدودة نوعية وفعالة في جوبر عبر القصف الجوي والمدفعي لضرب مراكز وكتل دفاعات المسلحين التي يستخدمونها في عمليات الرصد» للعاصمة، نافياً أي مشاركة للطائرات الحربية الروسية التي تساند الجيش في معاركه البرية في وسط وشمال غرب البلاد منذ أسبوع.

وأفاد سكان محليون في أحياء مجاورة لحي جوبر الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على معظمه منذ عام 2013، عن سقوط أكثر من 50 قذيفة مدفعية بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي.

ويكتسب حي جوبر الخالي من المدنيين أهمية كبيرة بالنسبة الى الفصائل المقاتلة، باعتباره مفتاحاً إلى ساحة العباسيين في وسط دمشق. ومن هنا يسعى النظام بإلحاح الى إبعاد خطر هذه الفصائل عن العاصمة.

ويتهم النظام «الإرهابيين» المتحصّنين في حي جوبر باطلاق قذائف تستهدف العاصمة، وسقط آخرها أمس، في محيط ساحة العباسيين وحي «مزة 86»، كما سقطت قذيفتان، أول من أمس، داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة.

ولحي جوبر أهمية استراتيجية اخرى بالنسبة الى الفصائل، كونه يقع عند مدخل الغوطة الشرقية، معقلها المحاصر من قوات النظام.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذ الطيران الحربي التابع للنظام ثماني غارات على الاقل استهدفت حي جوبر تزامناً مع قصف مدفعي من قوات النظام واشتباكات بين الاخيرة ومقاتلي «حزب الله» من جهة، ومقاتلي الفصائل في المنطقة الفاصلة بين الحي ودمشق.

وقال المرصد إن قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً استهدف كذلك بلدات وقرى عدة في الغوطتين الشرقية والغربية، وقُتل طفلان في مدينة دوما جراء قصف لقوات النظام.

وتحاول قوات النظام منذ سبتمبر 2014، وبدعم من «حزب الله» استعادة السيطرة على حي جوبر الذي يشهد معارك تشتد حيناً وتتراجع احياناً بين الطرفين.

في السياق، قال مسؤولان كبيران إن الجيش السوري، وقوات إيرانية، ومقاتلين من «حزب الله» متحالفين معه، يستعدون لهجوم بري على المعارضة في منطقة حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية.

وأضاف المسؤولان المطلعان على الخطط في المنطقة، واللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن آلاف الجنود الإيرانيين وصلوا للمشاركة في الهجوم البري لدعم الرئيس بشار الأسد.

والسيطرة على مدينة حلب والمحافظة التي تنتمي إليها مقسمة بين الحكومة السورية وعدد من جماعات المعارضة التي تقاتل الأسد، وتنظيم «داعش» الذي يسيطر على بعض المناطق الريفية قرب المدينة.

وقال مسؤول: «التحضيرات الميدانية الكبيرة في تلك المنطقة واضحة».

وأضاف «هناك حشود كبيرة من الجيش السوري، وقوات النخبة في حزب الله وآلاف الإيرانيين الذين وصلوا على دفعات خلال الأيام الماضية».

وقال المسؤول الثاني المقرب من الحكومة السورية، إن «القرار بخوض معركة حلب اتخذ والتنفيذ قريب جداً، ولم يعد خافياً أن الإيرانيين أصبحوا بالآلاف في سورية، وأن دورهم الأساس هو المشاركة في معركتي إدلب والغاب وحلب».

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الطيران الروسي قصف 40 «هدفاً إرهابياً» في سورية في الساعات الـ24 الماضية، أي بتراجع عدد الغارات مقارنة مع ضربات الأيام الماضية.

وقالت الوزارة إن الأهداف التي قصفت تقع في محافظات حلب (شمال)، وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (شمال غرب)، وحماه (وسط)، ودير الزور (شرق).

إلى ذلك، حدد السفير الروسي في سورية، ألكساندر كينشاك، أمس، اللائحة الدقيقة للجهات التي يستهدفها قصف الطيران الحربي الروسي، مؤكداً أن مقاتليها الذين يصورهم الغرب بأنهم «ثوار» ليسوا إلا «متطرفين» و«إرهابيين»، مستثنياً الجيش السوري الحر.

وذكر الكساندر كينشاك أن تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة» يعتبران «إرهابيين بنظر الجميع، ويندرجان على اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي».

كما اعتبر أن المجموعات الأربع الأخرى التي تقاتل جيش الأسد أو «داعش» تحيط بها «تكهنات وتشويه ومحاولات لتصوير مجموعات قطّاع الطرق هذه على أنها مجموعات ثوار، وأعضاء في الجناح المسلح للمعارضة السورية المعتدلة».

واتهم السفير تحديداً جماعة «جيش الإسلام»، وهي أهم القوى المعارضة في منطقة دمشق بقيادة زهران علوش، «بالمسؤولية عن إطلاق قذائف هاون أدت الى سقوط المئات من الضحايا المدنيين» في العاصمة السورية.

وأضاف «هذا ليس سوى إرهاب بحت».

كما تستهدف الضربات الروسية «جيش الشام» وحركة «أحرار الشام»، و«جيش الفتح».

وفي بكين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، أمس، إن الصين لا تعتزم إرسال سفن حربية إلى سورية للقتال الى جانب روسيا، بعد تقارير أوردتها وسائل إعلام أفادت بعزم بكين القيام بذلك.

وتناقلت وسائل إعلام صينية تقارير إخبارية من روسيا والشرق الأوسط ذكرت أن الصين ستقاتل إلى جانب روسيا في سورية، وأن حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» يمكن أن تشارك أيضاً.

وأشارت صحيفة «غلوبال تايمز»، التي تديرها صحيفة «الشعب» الرسمية التابعة للحزب الشيوعي في افتتاحيتها، أمس، إلى أن تدخّل الصين عسكرياً في سورية «شائعة لا أساس لها».

وأضافت «لم تكن الصين هي التي جلبت الفوضى لسورية، ولا يوجد سبب يجعل الصين تندفع صوب جبهات القتال وتقوم بدور صدامي».

تويتر