سقوط قذيفتين على السفارة الروسية في دمشق خلال تجمع داعم للتدخل في سورية

المعارضة تستعيد السيطرة علـى كفرنبودة وتعزز مواقعها بريف حماة

صورة

استعادت المعارضة، أمس، السيطرة على بلدة كفرنبودة في محافظة حماة (وسط)، بعد تراجع القوات النظامية السورية من البلدة، التي سيطرت عليها أول من أمس، بغطاء جوي روسي، إثر اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة، تزامناً مع وصول مقاتلين من «حزب الله» إلى الريف الشمالي، فيما نشرت المعارضة المزيد من الرجال والأسلحة، بما في ذلك عدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات، للتصدي لهجمات القوات النظامية وحلفائها. في حين سقطت قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في دمشق، خلال بدء تجمع أمامها دعماً لتدخل موسكو العسكري في سورية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن قوات النظام السوري تراجعت من بلدة كفرنبودة بريف حماة بعد سيطرتها عليها أول من أمس بغطاء جوي روسي، في إطار مساعيها لمحاصرة مدينة خان شيخون، حيث توجد «جبهة النصرة».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم مقاتلو حزب الله، انسحبوا إلى خارج البلدة من الناحية الجنوبية، وبات وجودهم يقتصر على المنطقة الفاصلة بينها وبين تلة المغير التي بدأ النظام الهجوم منها».

ووفق المرصد، قتل 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين، منذ بدء الاشتباكات في كفرنبودة.

وأعلن «جيش الفتح»، المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة وإسلامية، في بيان على «تويتر»، أمس، «بدء غزوة تحرير حماة»، داعياً مقاتلي الفصائل إلى أن «يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم».

وفي ريف حلب الشمالي، أفاد المرصد بمقتل سبعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال جراء قصف لطائرات حربية على بلدة حيان.

كما قتل 12 مدنياً، بينهم طفلان وأصيب العشرات بجروح جراء غارات جوية استهدفت بلدة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية، من دون أن يحدد ما إذا كانت الطائرات روسية أو تابعة للنظام.

وفي اللاذقية، أغلقت السلطات القسم المدني من مطار حميميم، الذي تتخذه الطائرات الروسية قاعدة لها لمدة 90 يوماً قابلة للتجديد «نتيجة الازدحام الجوي الناجم عن حركة الإقلاع والهبوط للطائرات الحربية»، وفق ما أوضح مصدر داخل المطار.

وأكد المرصد أمس «وصول إمدادات أسلحة روسية جديدة، بالتزامن مع نقل إيران آلاف من مقاتليها إلى سورية عبر هذا المطار».

وبحسب مصدر سوري، يسعى النظام انطلاقاً من حماة جنوباً واللاذقية غرباً، إلى استعادة السيطرة على محافظة إدلب، التي يسيطر عليها «جيش الفتح».

وقال مقاتلو المعارضة والمرصد السوري، أمس، إن المقاتلين في سورية ينشرون المزيد من الرجال والأسلحة، بما في ذلك عدد كبير من الصواريخ المضادة للدبابات، للتصدي لهجمات برية تشنها القوات السورية وحلفاؤها بدعم من الضربات الجوية الروسية.

وقال العقيد السابق بالجيش السوري، فارس البيوش، الذي يرأس حالياً «لواء فرسان الحق»، إن عدداً من جماعات المعارضة المدعومة من أعداء الأسد، والتي تنشط تحت لواء الجيش السوري الحر نشرت صواريخ مضادة للدبابات على طول خط المواجهة الممتد من كفرنبودة حتى بلدة معان على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى الشرق.

وأكد أن الهدف هو الحيلولة دون تقدم قوات النظام شمالاً من مورك إلى خان شيخون، الواقعة تحت سيطرة المعارضين. وتقع البلدتان على طريق سريع من الشمال للجنوب يربط مدينة حماة بحلب وإدلب.

ويستخدم مقاتلو المعارضة صواريخ «تاو» الموجهة المضادة للدبابات، لضرب الدبابات ومركبات الجيش السوري الأخرى. وقال البيوش إن مقاتلي المعارضة يملكون «عدداً ممتازاً» من الصواريخ.

وأوضح، لـ«رويترز»، أن منصات إطلاق الصواريخ تاو نشرت على طول خط المواجهة بأكمله، وأن المقاتلين سيتحركون «بمشيئة الله» للهجوم وليس للدفاع فقط.

وقال قائد آخر طلب عدم نشر اسمه «الوضع حتى الآن جيد: إمدادات الصواريخ والذخيرة مستمرة، ولكن ليست هناك زيادة واضحة».

وقال «أبوالبراء الحموي»، وهو الاسم الحركي لأحد مقاتلي المعارضة من «أجناد الشام»، التي تقاتل في منطقة سهل الغاب: إن رجالاً وأسلحة وصلوا إلى المنطقة.

وأكد أن مقاتلي المعارضة أحبطوا هجوماً من القوات الحكومية على بلدة المنصورة في سهل الغاب، وإن قوات الحكومة منيت بخسائر.

وفي جنوب سورية، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف موقعين في هضبة الجولان، رداً على سقوط صواريخ أطلقت من سورية صباح أمس، في الجزء المحتل من هضبة الجولان من دون إيقاع أضرار أو إصابات.

وحمل «الجيش السوري مسؤولية هذا الخرق الواضح للسيادة الإسرائيلية».

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف موقعين في هضبة الجولان، رداً على سقوط صواريخ أطلقت من سورية صباح أمس، في الجزء المحتل منه دون إيقاع أضرار أو إصابات. وفي إطار مساعي التنسيق بين موسكو وواشنطن في سورية، ندد الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، بانعدام التعاون مع الولايات المتحدة حول سو رية. وأسف لعدم تلقيه «أبداً» ردوداً على الأسئلة التي طرحها على الأميركيين بشأن الأهداف التي على الطيران الروسي ضربها، وتلك التي عليه تجنبها، موضحاً أنه لا «ضمانات» تحول دون وقوع الذخائر التي يلقيها الأميركيون من الجو في أيدي «إرهابيين». وقال «أعتقد أن بعض شركائنا مصابون بتشوش ذهني، ليس لديهم أي فهم واضح عما يجري حقيقة، وما هي الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الطيران الروسي قصف 86 «هدفاً إرهابياً» في سورية، خلال 24 ساعة، ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 30 سبتمبر الماضي.

وفي دمشق، سقطت قذيفتان، أمس، داخل حرم السفارة الروسية، خلال بدء تجمع متظاهرين أمامها، دعماً لتدخل موسكو العسكري في سورية.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في المكان، إن قذيفتين سقطتا داخل حرم السفارة القائمة في حي المزرعة في العاصمة بفارق دقائق، فيما كان نحو 300 شخص بصدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام في سورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سقطت قذيفتان على أراضي السفارة، إحداهما بالقرب من ملعب رياضي، والأخرى على سقف مبنى سكني»، مؤكداً عدم سقوط جرحى.

ووصف لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الرواندي لويس موشيكيوابو الحادث بأنه «اعتداء إرهابي»، مشيراً إلى أن السلطات الروسية بالتعاون مع نظيرتها السورية «تحاول تحديد المسؤولين».

تويتر