روسيا تربط مدة ضرباتها الجوية بالهجوم البري لقوات النظام.. واتهامات غربية لحملة موسكو

«داعش» يتقدم سريعاً باتجاه مدينة حلب

طفلة سورية تبكي لدى وصولها مع مجموعة من اللاجئين على متن قارب مكتظ إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. أي.بي.إيه

أحرز تنظيم «داعش»، أمس، تقدماً سريعاً باتجاه مدينة حلب في شمال سورية، بعدما نجح في طرد الفصائل المقاتلة من مواقع عدة شمالاً، مستغلاً تشتت الفصائل بسب الضربات الجوية الروسية على مواقعهم. وفي حين اتهمت دول غربية مجدداً روسيا بإعطاء الأولوية لمساندة النظام السوري في حملتها الجوية، بدلاً من محاربة المتطرفين، أكد الكرملين أن العملية العسكرية

 

التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سورية، مرتبطة بالتقدم الذي تحرزه قوات النظام السوري على الأرض.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» أحرز تقدماً سريعاً، باتجاه مدينة حلب في شمال سورية.

وأكد أن ما يحصل هو بمثابة «أكبر تقدم لتنظيم داعش باتجاه حلب» العاصمة الاقتصادية السابقة لسورية.

وأضاف أن التنظيم استغل تشتت الفصائل المقاتلة، بسبب العملية البرية ضدها في مناطق عدة، للتقدم ميدانياً، خصوصاً في شمال مدينة حلب.

واعتبر أن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة، التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة».

ونقل عن مصادر ميدانية أنه إثر معارك عنيفة استمرت طوال الليلة قيل الماضية وفجر أمس، طرد التنظيم المتطرف الفصائل المقاتلة من بلدات عدة، تسيطر عليها منذ عام 2012، بينها تل قراح وتل سوسين وكفر قارص، فضلاً عن قاعدة مدرسة المشاة.

ووفق عبدالرحمن «قتل العشرات من الطرفين» خلال الاشتباكات. وأعلن التنظيم في بيان باسم «ولاية حلب» سيطرته على مدرسة المشاة، التي اعتبرها ذات «أهمية استراتيجية». ووفق عبدالرحمن «قتل العشرات من الطرفين» خلال الاشتباكات.

وبعد سيطرته على تلك البلدات، لم يعد التنظيم يبعد عن مدينة حلب سوى 20 كيلومتراً فقط، ليصبح أيضاً على خطوط التماس مع مناطق وجود قوات النظام السوري، خصوصاً قرب المدينة الصناعية في منطقة الشيخ نجار، بحسب عبدالرحمن.

وأكد عبدالرحمن أن التنظيم «وصل إلى أقرب نقطة له من مدينة حلب». وأوضح أن التنظيم تقدم من مناطق وجوده في شمال شرق حلب، خصوصاً مدينة الباب، أحد معاقله في المنطقة.

وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها.

إلى ذلك، واصلت القوات السورية النظامية، بدعم من «حزب الله» اللبناني والطيران الحربي الروسي عمليتها البرية ضد الفصائل المقاتلة، في وسط وشمال غرب البلاد، حيث لا وجود لتنظيم «داعش».

وأسهم دعم «حزب الله» والتغطية الجوية الروسية في تقدم القوات السورية في عمليتها البرية، التي أطلقتها على جبهات عدة، في وسط وشمال غرب البلاد.

وأعلنت القوات النظامية، أول من أمس، أن المساندة الروسية كانت فعالة، لافتة إلى أنها أحرزت تقدماً في منطقة الجب الأحمر الجبلية بين محافظتي حماة (وسط) وريف اللاذقية (غرب). وهي تعتبر ذات أهمية استراتيجية لإشرافها على منطقة سهل الغاب، التي تخوض فصائل «جيش الفتح»، وهي تحالف من فصائل مقاتلة و«جبهة النصرة» مواجهات منذ أشهر للسيطرة عليها.

وبحسب عبدالرحمن، فإن الحملة البرية «تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوماً مضاداً، لاستعادة محافظة إدلب شمالاً».

وفي موسكو، أعلن الكرملين، أمس، أن الجيش الروسي سيواصل ضرباته العسكرية في سورية، طوال الفترة التي سيستغرقها الهجوم البري، الذي تشنه القوات النظامية السورية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي»، إن «هذه العملية تهدف إلى تقديم دعم للقوات الحكومية السورية، وستستمر طوال هجوم القوات السورية».

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء الماضي، ضربات المقاتلات الروسية في سورية تستحق «تقديراً ممتازاً»، فيما أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو تكثيفاً للعمليات التي ستكون «منسقة مع العمليات البرية» للقوات النظامية السورية.

وكررت فرنسا، أمس، اتهامها لروسيا بأن حملتها الجوية تهدف إلى حماية النظام السوري عوضاً عن استهداف «داعش». وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن «80 إلى 90% من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو 10 أيام لا تستهدف (داعش)، بل تسعى خصوصاً إلى حماية بشار الأسد».

وأعلن لودريان أن المقاتلات الفرنسية قصفت، أول من أمس، معسكر تدريب تابعاً للتنظيم المتطرف في معقله بالرقة (شمال)، مؤكداً عزم بلاده على تنفيذ ضربات أخرى ضد المتطرفين.

إلى ذلك، دعا وزيرا الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والإسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغالو، في مؤتمر صحافي مشترك، الولايات المتحدة وروسيا إلى التحاور والتعاون لإيجاد حل سياسي للنزاع في سورية، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك أمس في مدريد. وقال شتاينماير إن «الأولوية الآن هي التقريب بين الولايات المتحدة وروسيا، ما دامت القوتان الكبريان العالميتان في نزاع لن نتمكن من إطلاق عملية سياسية» في سورية.

ودافع شتاينماير عن ثلاثة مبادئ تشكل قاعدة للمفاوضات: ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية وإقامة دولة علمانية، فيها تحترم الأقليات الدينية والإتنية، تشكيل حكومة انتقالية مادامت المؤسسات السورية لم تشهد حالة انهيار تام.

من جهته، شدد الوزير الإسباني على «ضرورة أن يتعاون» جميع الفرقاء المعنيين بالنزاع السوري. وقال «من الضروري أن يتعاون جميع الفرقاء، تركيا والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، ومن الأهمية البحث عن صيغ تعاون بين روسيا والولايات المتحدة لمحاربة العدو» في سورية. وتشن روسيا حليفة نظام الأسد، منذ نهاية سبتمبر الماضي، غارات جوية تقول إنها تستهدف الجماعات «الإرهابية» وفي مقدمها «داعش»، لكن الولايات المتحدة التي تقود تحالفاً يشن ضربات جوية منذ عام، تتهم روسيا باستهداف جميع المعارضين السوريين، لتعزيز موقع نظام الأسد.

تويتر