حلف الأطلسي يدعو موسكو إلى وقف مساندة نظام الأسد.. وفصائل المعارضة تصيب طائرة مروحية بريف حمــــاة الشمالي

قوات برية سورية وطائرات روسـية تشن هجوماً واسعاً في سهل الغــــاب

صورة

أعلن جيش النظام السوري أمس، أن المساندة الروسية كانت فعالة لقواته التي تنفذ عملية برية واسعة في وسط البلاد، وفيما عقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً وزارياً في بروكسل ركز على نشاط موسكو العسكري في سورية، ودعاها إلى وقف مساندة نظام الرئيس بشار الأسد، أعلنت فصائل المعارضة السورية أمس، اسقاط طائرة مروحية، بالقرب من بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.

 

وتفصيلاً، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد علي عبدالله أيوب، في تصريح نقله التلفزيون الرسمي السوري، إن الضربات الجوية الروسية «خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الأخرى»، مؤكداً ان القوات المسلحة السورية حافظت على «زمام المبادرة العسكرية».

وأضاف ان القوات المسلحة السورية بدأت «هجوماً واسعاً بهدف تحرير المناطق والبلدات التي عانت الكثير»، من دون تحديد هذه المناطق.

وكان الجيش السوري بدأ الأربعاء عملية برية واسعة في ريف حماة (وسط)، مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية.

ولم يكن في الإمكان الحصول على تفاصيل ميدانية دقيقة عن سير العمليات، الا أن موسكو كثفت امس، حملتها الجوية في مناطق قريبة من محور قرى سهل الغاب، حيث تجري المعارك، في محافظات اللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وإدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتُعد هذه المنطقة استراتيجية وهي ملاصقة لمحافظة اللاذقية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وتعد معقلاً للأقلية العلوية.

وتقدم مقاتلو المعارضة في المنطقة قبل شهرين وهددوا المنطقة الساحلية المهمة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على غرب سورية، ما حفز روسيا على التدخل لدعمه الأسبوع الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقاتل من المعارضة إن القوات البرية السورية تقصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح-سطح فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «تندرج الضربات الروسية على حماة واللاذقية في اطار عملية واحدة وتأتي مساندة للعملية البرية التي اطلقتها قوات النظام».

وبحسب مصدر عسكري سوري في سهل الغاب، استهدفت الضربات الروسية صباح الخميس ثلاث قرى على الأقل في المنطقة.

ووفق عبدالرحمن «اسقطت فصائل مقاتلة أمس طائرة مروحية» بالقرب من بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، من دون ان يتمكن من تحديد ما اذا كانت روسية أو سورية.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي ان الطائرات الروسية نفذت أمس، «ضربات مركزة في ريف اللاذقية الشمالي دمرت من خلالها 27 هدفاً لجبهة النصرة».

وأعلنت موسكو للمرة الأولى أول من امس، اطلاق اربع سفن روسية في بحر قزوين، 26 صاروخاً عابراً على 11 هدفاً لتنظيم «داعش» في سورية تم تدميرها. وأظهر رسم بياني نشر على الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع الروسية الصواريخ وهي تطلق من بحر قزوين، الذي يبعد نحو 1500 كلم عن الأهداف وتمر فوق ايران والعراق قبل ان تضرب في سورية.

وندد حلف شمال الأطلسي الذي عقد وزراء دفاع الدول الأعضاء فيه اجتماعاً في بروكسل أمس ، بـ«التصعيد المقلق» للنشاط العسكري الروسي.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحافيين، إن هذا التصعيد «واضح نظراً للانتهاكات الاخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية»، في اشارة الى اتهام تركيا موسكو بتكرار انتهاك مجالها الجوي نهاية الأسبوع الماضي.

وأضاف أمين الحلف، إن الهجمات الروسية تستهدف جماعات معارضة أخرى غير «داعش»، مشيراً الى وجود عسكري روسي قوي في سورية وهجمات جوية، وصواريخ من البحر واختراقات للمجال الجوي التركي، ما يسبب قلقاً للناتو.

ورداً على سؤال عما اذا كان الحلف الأطلسي مستعداً لدرس امكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال ستولتنبرغ «الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا».

من جهتها، اكدت واشنطن مجدداً انها لا تتعاون مع روسيا في عمليات القصف الجوي في سورية، التي وصفها وزير الدفاع اشتون كارتر «بالخطأ الأساسي».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء، ان واحدة على الأقل من طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» اضطرت لتغيير مسارها اثناء تحليقها في الأجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيراً من مقاتلة روسية.

وعادت الولايات المتحدة للحديث ولكن بحذر شديد، عن امكانية فرض منطقة حظر جوي في سورية وهو ما تطالب به تركيا العضو الأساسي في حلف شمال الأطلسي، مؤكدة في الوقت نفسه انه لم يتخذ أي قرار بشأنها.

وسأل صحافيون الرئاسة ووزارة الخارجية الأميركيتين عن مدى صحة ما ذكرته شبكة «سي ان ان» من أن وزير الخارجية جون كيري سلم قبل ايام البيت الأبيض مشروعاً لإقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية. ورفض المتحدث باسم الخارجية جون كيربي التعليق على ما اذا كان الوزير قد قدم فعلاً توصية بهذا الصدد الى الرئيس باراك اوباما أو لا، ولكنه اقر في الوقت نفسه بأن هذا الموضوع هو مدار بحث في واشنطن.

من جهة أخرى، قالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 18 ضربة جوية ضد تنظيم «داعش» في العراق كما وجهوا ضربتين جويتين للتنظيم المتشدد في سورية.

وجاء في البيان الصادر عن قوة المهام المشتركة امس، أن الضربات الجوية في العراق تركزت قرب ست مدن هي بيجي وكركوك والموصل والرمادي وسنجار والسلطان عبدالله.

وأضاف أن الضربتين الجويتين في سورية قصفتا أهدافاً لتنظيم «داعش» لتجميع النفط قرب بلدة الهول السورية.

تويتر