هولاند يدعو أوروبا إلى التحرك ويحذّر من «حرب شاملة»

القوات السورية تبدأ عملية برية واسعة بغطاء جوي روسي

صورة

بدأت القوات النظامية السورية والموالون لها، أمس، عملية برية واسعة في وسط البلاد بدعم من الطائرات الحربية الروسية، بالتزامن مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن طيران بلاده سيساند «بشكل فعال» الجيش السوري في عملياته البرية. فيما أقر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بأن أوروبا «تأخرت» في تقدير حجم «المآسي» في الشرق الأوسط وإفريقيا التي تسببت بأسوأ أزمة لاجئين، محذراً من عواقب «حرب شاملة» في سورية.

وأكّد مصدر عسكري سوري في دمشق لـ«فرانس برس»، أن «الجيش السوري بدأ بمساعدة القوات الرديفة له عملية برية على محور ريف حماة الشمالي، تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي».

وقال إن الهجوم البري يستهدف «أطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيداً للتوجه نحو بلدة كفرزيتا» التي تتعرض منذ أيام لضربات روسية جوية.

وتواجه القوات السورية في تلك المنطقة، وفق المصدر، «جيش الفتح» المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل أخرى مقاتلة، أبرزها حركة «أحرار الشام» الإسلامية و«صقور الغاب» و«تجمع العزة».

وأكد مصدر عسكري في ريف حماة، أن «الجيش السوري يعمل في عملياته الأخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي».

ويسيطر «جيش الفتح» على محافظة إدلب المجاورة لحماة.

وحاول «جيش الفتح»، خلال الأشهر الاخيرة، التقدم من إدلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخوله استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية (غرب) التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتسعى القوات السورية النظامية، وفق المصدر، الى «تأمين طريق دمشق ــ حلب الدولي» الذي يمر عبر حماة، و«المغلق حالياً بسبب العمليات العسكرية».

وتزامن بدء هذه العملية مع إعلان الرئيس الروسي أن الطيران الروسي سيساند «بشكل فعال» الجيش السوري في عملياته البرية.

وقال بوتين بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الروسي إن العمليات العسكرية الروسية المقبلة في سورية «ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري، كما أن سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري». وأضاف خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، نقله التلفزيون الروسي: «ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع - ضد الإرهابيين - وبالتأكيد لايزال من المبكر استخلاص نتائج، لكن ما تم القيام به حتى الآن يستحق تقديراً جيداً».

وتحدّث بوتين عن هجوم بري محتمل للقوات السورية ضد تنظيم «داعش»، مؤكداً أن العمليات العسكرية الروسية في هذا البلد «ستكون متزامنة» مع تحركات القوات الحكومية.

من جهته، قال شويغو لبوتين في إيجاز متلفز إن القوات الروسية ضربت 112 هدفاً في سورية منذ الأسبوع الماضي.

وفي مؤشر إلى تصعيد التدخل الروسي في سورية، أكد شويغو أن أربع سفن حربية روسية تابعة لأسطول بحر قزوين أطلقت أمس، 26 صاروخاً عابراً على 11 هدفاً لتنظيم «داعش» في سورية ودمّرت كلها.

من جانب آخر، أعلن بوتين أن نظيره الفرنسي، اقترح عليه فكرة «توحيد» الجهود بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري الحر المعارض، وذلك خلال قمة خصصت لأوكرانيا، يوم الجمعة الماضي، في باريس وحضرتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.

لكن أوساط الرئيس الفرنسي أكدت أن هولاند لم يقدم مثل هذا الاقتراح، وانما تحدث فقط عن ضرورة إشراك المعارضة المعتدلة. وفي باريس، قال هولاند إن أوروبا «سعت جاهدة لإنقاذ أرواح بشرية، ومكافحة الشبكات الإجرامية» التي تستغل تدفق اللاجئين، لكن «أوروبا تأخرت في إدراك أن المآسي في الشرق الاوسط وإفريقيا ستؤدي الى عواقب عليها».

إلى ذلك، ناشد الرئيس الفرنسي أوروبا التحرك في سورية.

وقال: «إذا سمحنا بتفاقم المواجهات الدينية، بين الشيعة والسنة، لا تظنوا أننا سنكون بمنأى: ستكون هناك حرب شاملة يمكن أن تطال أيضاً أراضينا بالذات». وأضاف أنه «يجب أن نبني في سورية مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلاً سياسياً يعطي الشعب السوري بديلاً غير بشار الاسد أو (داعش)». وأكد مبدياً انتقاده الشديد مرة أخرى للرئيس السوري «إنه مازال اليوم يقصف ويقتل».

تويتر