مقاتلات تركية تتعرض لمضايقة جديدة.. وأردوغان يحذر موسكو من خسارة صداقة بلاده

غارات روسية للمرة الأولى على مدينة تدمر

صورة

شنت الطائرات الروسية، للمرة الأولى، منذ بدء غاراتها في سورية ضربات جوية استهدفت مدينة تدمر الأثرية، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وفي حين تعرضت مقاتلات تركية لـ«مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ29» مجهولة الهوية عند الحدود التركية السورية، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، روسيا لعدم «خسارة صداقة تركيا»، بينما اعتبر حلف شمال الأطلسي أن انتهاك طائرتين روسيتين للمجال التركي «لم يكن عرضياً».

ونقل التلفزيون السوري الرسمي، أمس، عن مصدر عسكري، قوله إن «القوات الجوية لروسيا الاتحادية، بالتعاون مع القوات الجوية السورية، استهدفت أوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، ما أدى إلى تدمير 20 عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن الطيران الروسي شن 30 غارة على الأقل، أمس وأول من أمس، استهدفت مدينة تدمر، وأدت إلى مقتل 15 من التنظيم وإصابة العشرات بجروح

وتأتي هذه الضربات، وهي الأولى على تدمر منذ بدء روسيا الأربعاء الماضي شن غارات جوية في سورية، بعد الإعلان عن تفجير التنظيم الأحد «قوس النصر» الاثري الشهير في المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي.

وفي شمال البلاد، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن القوات الجوية الروسية، بالتعاون مع القوى الجوية السورية، نفذت سلسلة من الضربات الجوية الدقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم «داعش» الإرهابي، في منطقة دير حافر والباب في محافظة حلب، ما أدى إلى تدمير مقر لقادة التنظيم الإرهابي.

كما استهدفت الضربات الروسية مناطق في الريف الشرقي لمدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية، «أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من التنظيم»، بحسب المرصد.

من جهته، قال تلفزيون «المنار»، التابع لـ«حزب الله» المتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد، إن سلاح الجو الروسي نفذ أيضاً أربع غارات جوية في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب (شمال غرب).

من ناحية أخرى، قال الجيش التركي إن مقاتلات تركية من طراز «إف16» تعرضت، أول من أمس، لـ«مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ29» مجهولة الهوية عند الحدود التركية السورية.

وأضاف، في بيان، أن «المضايقة» التي تعني أن طائرة الميغ شغلت رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ «استمرت أربع دقائق و30 ثانية».

وأشار إلى «مضايقة» أخرى طالت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض-جو، نشرت على الأراضي السورية، استمرت أربع دقائق و15 ثانية.

وتأتي هذه الحوادث بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من مقاتلات روسية في نهاية الأسبوع، ما سبب توتراً بين روسيا التي تدخلت عسكرياً في سورية وتركيا العضو في الحلف الاطلسي.

ومن بروكسل التي يزورها، دعا أردوغان روسيا لعدم «خسارة صداقة تركيا».

وقال إن «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع، لكن إذا خسرت روسياً صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في مجالات عدة، فإنها ستخسر الكثير، يجب أن تعلم روسيا ذلك».

وأضاف أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، والتغاضي عن ذلك».

بدوره، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، أن انتهاك المجال الجوي التركي من قبل مقاتلتين روسيتين في نهاية الأسبوع «ليس عرضياً».

وقال إن «المعلومات والاستخبارات التي تلقيناها، تدفعني إلى القول بأن الأمر لا يشبه حادثاً عرضياً».

وأكد ستولتنبرغ، بمقر الحلف في بروكسل: «في الواقع حدث انتهاكان في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ما يضاف إلى تأكيد أن الامر لا يبدو حادثاً عرضياً». فيما تحدثت موسكو عن «ظروف مناخية سيئة» لتفسير هذين الحادثين.

واستدعت تركيا مرتين السفير الروسي في أنقرة، للتعبير له عن «معارضتها الحازمة» لهذه الانتهاكات.

وحذرت تركيا السفير الروسي من أن بلاده «ستحمل المسؤولية»، في حال تكرار مثل هذه الحوادث. كما حذر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أول من أمس، من أن بلاده ستفعّل قواعد الاشتباك العسكري في حال انتهاك مجالها الجوي.

واستدعت تركيا مرتين السفير الروسي في أنقرة، للتعبير له عن «معارضتها الحازمة» لهذه الانتهاكات. وحذرت تركيا من أنها ستحمل بلاده «المسؤولية»، في حال تكررت مثل هذه الحوادث.

تويتر