موسكو تعلن تدمير مركز قيادة وتحصينات لـ «داعش» في الرقة

أوباما يحذّر روسيا من الانـزلاق إلى «مستنقع» في ســـورية

صورة

حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما، روسيا، من أن حملة القصف الجوي التي تشنها لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ستجر موسكو إلى «مستنقع» يصعب الخروج منه، مؤكداً في الوقت نفسه أن واشنطن وموسكو لن تخوضا «حرباً بالوكالة»، بسبب الأزمة السورية، في حين شنّ الطيران الروسي، أمس، ضربات استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» في اليوم الرابع على بدء عملياته في سورية، أدت إلى تدمير مركز للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة للتنظيم بالقرب من مدينة الرقة.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «لا يفرق بين (داعش) والمعارضة (السورية) المعتدلة، التي تريد رحيل الأسد». وأضاف «من وجهة نظرهم كل هؤلاء إرهابيون، وهذا يؤدي إلى كارثة مؤكدة».

واتهم الرئيس الأميركي موسكو «بدعم نظام مرفوض من قبل الغالبية الكبرى للشعب السوري».

وأكد أن واشنطن «ستواصل دعم» المعارضين المعتدلين، لأن هذه المجموعات «تستطيع المساعدة في جمع القطع والربط بينها لإقامة دولة متماسكة ومتجانسة»، بعد حكم الأسد، مشدداً على ان الغارات الجوية الروسية «على المعارضة المعتدلة لن تكون مجدية».

وقال أوباما إنه يرغب في العمل مع بوتين، خصوصاً إذا ساعدت موسكو في «تسوية سياسية» بدلاً من مضاعفة دعمها العسكري للأسد.

وأضاف «قلت لبوتين إنني مستعد للعمل معه إذا كان يرغب في البحث مع شريكيه الأسد وإيران، في انتقال سياسي».

وأوضح أنه «يمكننا ان نجلب بقية العالم إلى حل تفاوضي، لكن حلاً عسكرياً فقط يتمثل في محاولة روسيا وإيران دعم الاسد، ومحاولة تهدئة السكان ستغرقهما في مستنقع».

وقال «سنواصل الاتصال (مع موسكو)، لكن لن يكون بإمكاننا تنظيم هذه المفاوضات، ما لم يكن هناك اعتراف بأنه يجب تغيير الحكومة» السورية. وأشار إلى أن «المشكلة هنا هي الاسد والعنف الذي يمارسه على الشعب السوري، وهذا يجب ان يتوقف».

وأضاف «وحتى يتوقف ذلك نحن على استعداد للعمل مع جميع الأطراف المعنية، لكن لسنا على استعداد للتعاون مع حملة روسية تحاول ببساطة القضاء على كل من لا يعجبه أو ضاق ذرعاً بالأسد».

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن سلسلة من الضربات الجوية التي شنتها خلال 24 أدت إلى تدمير مركز للقيادة وتحصينات تحت الأرض تابعة لتنظيم «داعش» بالقرب من مدينة الرقة، التي تعد أبرز معاقل التنظيم في شمال سورية.

وقالت، أمس، في بيان إنه «في الـ24 ساعة الماضية قامت مقاتلات إس يو-34 وإس يو-24 إم ضمن التشكيل الروسي الجوي في سورية بأكثر من 20 طلعة فوق تسع منشآت للبنى التحتية تابعة لتنظيم داعش».

وأضافت الوزارة التي نشرت تسجيلات فيديو للغارة أن «مقاتلات إس يو-34 ألقت قنبلة خارقة للتحصينات من طراز بيتاب-500 على مركز للقيادة في الرقة وتحصينات تحت الأرض كانت تخزن فيها متفجرات».

وأكدت أن «انفجاراً قوياً داخل التحصينات معناه أيضاً أن الإرهابيين كانوا يستخدمونه لتخزين كمية كبيرة من الذخائر».

وأشارت إلى أن مقاتلات «إس يو-24» دمرت مستودعاً للذخائر، متحدثة عن «سحابة ضخمة من الدخان» وفجوة سببتها الغارة.

وأعلنت أن المقاتلات الروسية استهدفت ايضاً مركز تدريب للتنظيم بالقرب من معرة النعمان في محافظة إدلب، ما ادى إلى تدمير معدات وذخائر. إلا ان المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أنه لا وجود للتنظيم في محافظة إدلب.

وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن، عن ضربات جوية روسية استهدفت مواقع للتنظيم غرب الرقة وشمالها بعد منتصف الليلة قبل الماضية، مضيفاً أن «دوي القصف سمع في المدينة». وأحصى المرصد، أمس، مقتل 39 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال و14 مقاتلاً، منذ بدء الضربات الروسية في سورية الأربعاء الماضي. وقال ان اثنين من المقاتلين من «جبهة النصرة» في إدلب، و12 آخرين من تنظيم «داعش» في الرقة.

واستهدفت روسيا منذ بدء عملياتها مواقع للتنظيم المتطرف، بالإضافة إلى مواقع تابعة لـ«جبهة النصرة» ولفصائل إسلامية متحالفة معها، بحسب مصادر سورية والمرصد.

كما استهدفت الضربات، على نطاق أضيق، مواقع تابعة لمقاتلي الفصائل المعارضة التي تتلقى دعماً أميركياً.

وتنتقد دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية هذه الاستراتيجية الروسية، مصرّة على وجوب ألا تستهدف الضربات مقاتلي المعارضة الذين يتلقون دعماً منها.

من جهته، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، نظيره الروسي بإعادة النظر في الضربات التي يشنها في سورية، متهماً العسكريين الروس بـ«غض الطرف عن سقوط مدنيين قتلى».

وفي حديث لقناة «الجزيرة» القطرية، بثت وكالة «أنباء الأناضول» التركية نصه، عبّر أردوغان عن غضبه، وقال إن موسكو أكدت لأنقرة ان ضرباتها ستستهدف «داعش»، لكنها وُجهت في الواقع ضد المعارضين السوريين المعتدلين. وأبدى خشيته من ان تدفع بلاده التي تتقاسم حدوداً مشتركة على طول 911 كلم مع سورية، وتستقبل نحو مليوني لاجئ سوري، ثمن تحركات موسكو.

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، لشبكة التلفزيون الروسي، أمس، إن الهدف من العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في سورية هو «حماية شعب روسيا من التهديدات الإرهابية»، مشدداً على ضرورة درء التهديدات الإرهابية في الخارج حتى لا تطال روسيا.

وأكد اهتمام روسيا بإنهاء الصراع الدائر في سورية. وأضاف ان «الأكثر أهمية هو حل النزاع السوري من خلال المفاوضات بين المعارضة والسلطة»، مشدداً على أهمية جلوس المعارضة والسلطة إلى مائدة المباحثات، لإعداد اقتراحات بشأن مستقبل سورية.

تويتر