أوروبا تدعو إلى قصف «داعش» فقط.. ودمشق مستعدة للمشاركة في «مجموعات العمل» المقترحــة من دي ميستورا

الغارات الروسية في سورية تستمر 4 أشهر.. و«التحالف» يحذر من التصــعيد

سوريون يسعفون مصاباً في غارة للقوات النظامية على مدينة دوما بريف دمشق. أ.ف.ب

أكدت موسكو، أمس، أن الغارات الجوية الروسية في سورية ستستمر «ثلاثة إلى أربعة أشهر»، وأن وتيرتها ستتصاعد، فيما حذرت دول من التحالف الدولي من أن الغارات الروسية ستؤدي إلى تصعيد النزاع، ودعت تلك الدول موسكو إلى التوقف فوراً عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية، بينما شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تستهدف الغارات في سورية تنظيم «داعش» دون سواه. في وقت أعلن فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة السورية قررت المشاركة في مجموعات العمل التي شكلها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، بهدف التوصل لاتفاق سلام.

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي، أليكسي بوشكوف، أمس، أن الغارات الجوية الروسية في سورية ستستمر «ثلاثة إلى أربعة أشهر».

وقال لإذاعة «أوروبا 1» الفرنسية: «هناك دائماً مخاطر أن تطول، لكن الحديث في موسكو يدور حول ثلاثة إلى أربعة أشهر من العمليات»، وحين سئل عن تكثيف الغارات لاحقاً أجاب «بالتأكيد».

وأضاف أن ضربات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، لم تكن مجدية بالقدر الكافي، وأنه ينبغي الانتقال إلى مرحلة أخرى في مكافحة تنظيم «داعش» في سورية.

وقال «أعتقد أن التكثيف هو المهم، والتحالف الأميركي تظاهر بقصف داعش لمدة سنة، وليست هناك نتيجة، إن قمتم بذلك بشكل أكثر فاعلية أعتقد أن النتائج ستظهر».

وأكد أن «20% فقط من عمليات (التحالف الدولي) حققت نتيجة، أما في 80% (من الحالات) فإنهم لم يقصفوا حتى».

كذلك رفض المسؤول البرلماني الاتهامات الغربية بأن الطائرات الروسية لا تعطي الأولوية لضرب «داعش» أو لا تقتصر عليه. وقال «إن الهدف الرئيس هو مجموعات داعش الأقرب إلى دمشق»، فيما يؤكد الغربيون أن روسيا تضرب بعيداً عن قواعد «داعش» الواقعة في شرق سورية. وشدد بوشكوف على أنه «تنبغي تسوية الحسابات مع داعش، بالقضاء على التنظيم أو شله، وبعدها سنرى بالنسبة لمصير سورية». وأكد أن مشروع عقد مؤتمر دولي بمشاركة الرئيس بشار الأسد، وإيران، ستكون عندها «فكرة منطقية». وقال «على مدى أربع سنوات صمدت حكومة الأسد، وهي اليوم القوة العسكرية الوحيدة على الأرض التي تقاتل داعش».

وأضاف «لا نعتقد أن الأسد هو المسؤول الوحيد» عن الفوضى في سورية وما يواكبها من قتلى منذ أربع سنوات.

من جهتها، أعلنت سبع دول من التحالف الدولي، أن الغارات الروسية في سورية ستؤدي إلى تصعيد النزاع في هذا البلد.

وقال تلك الدول في بيان، نشر على موقع وزارات الخارجية الأميركية والألمانية والفرنسية، إن «هذه الأعمال العسكرية ستؤدي إلى تصعيد أكبر وستزيد من التطرف والأصولية»، ودعا البيان روسيا «إلى وقف هجماتها فوراً على المعارضة والمدنيين في سورية»،وأضاف أنه على موسكو أن تركز جهودها على محاربة «داعش».

وشددت روسيا على أنها تستهدف فقط مواقع للتنظيم، بينما أكدت تركيا، وعدد من دول الغرب، أن روسيا استهدفت مواقع لمجموعات معتدلة تحارب نظام الأسد. وأعرب البيان عن «القلق الشديد» إزاء الغارات الجوية الروسية التي «أوقعت ضحايا من المدنيين ولم تستهدف» تنظيم «داعش».

والدول السبع التي أعدت البيان المشترك هي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة.

وفي بروكسل، شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تستهدف الغارات الجوية في سورية تنظيم «داعش» دون سواه.

وقالت المتحدثة باسم الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، كاثرين راي، أمس «نحن قلقون جداً من معلومات عن غارات جوية ضربت المدنيين في حمص، ندعو روسيا للضرب بدقة».

وأضافت «نقول إن الضربات يجب ألا تمس المدنيين وتستهدف داعش».

في السياق، أغارت الطائرات الحربية الروسية للمرة الأولى على محافظة الرقة في سورية، المعقل الرئيس للتنظيم، ما أسفر عن مقتل 12 على الأقل من مقاتليه.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية شن غارات، مساء أول من أمس، على الرقة في سياق عمليات قصف استهدفت أيضاً محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) وحماة (وسط).

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الطيران الروسي ضرب «داعش» في محافظة الرقة، والمدينة التي تحمل الاسم ذاته وتعد معقل التنظيم.

وأفادت وزارة الدفاع في بيان أن قاذفات تكتيكية من طراز «سوخوي-34» استهدفت بصورة خاصة «مركزاً للقيادة مموهاً في كسرة فرج» جنوب غرب الرقة. كما قصفت الطائرات الروسية «معسكر تدريب» للتنظيم قرب قرية معدان جديد، على بعد 70 كلم شرقاً.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، إن «الضربات الروسية استهدفت الأطراف الغربية لمدينة الرقة ومنطقة مطار الطبقة إلى الجنوب الغربي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 متطرفاً». وقصف الطيران الروسي أيضاً للمرة الأولى محافظة حلب في الشمال.

وقالت الوزارة إن «مركزاً للقيادة وآخر للاتصالات (لتنظيم داعش) دمّرا» في دارة عزة بمحافظة حلب. وأضافت أن «قاذفات من طراز سوخوي-25 ، ضربت معسكراً لداعش في معرة النعمان في محافظة إدلب»، وأوضحت أن «ملاجئ محصنة ومخزونات من الأسلحة دمرت بالكامل».

وقال المرصد إنه لا وجود للتنظيم في معرة النعمان أو دارة عزة حيث تتمركز «جبهة النصرة».

واستهدف الطيران الروسي أيضاً بلدة الهبيط في محافظة ادلب. وفي هذه المنطقة قال المرصد إن سبعة مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا في غارات روسية، أول من أمس.

إلى ذلك أغارت طائرات «سوخوي-24 إم» على «مركز للقيادة لداعش» في كفر زيتا في محافظة حماة، وقال المرصد إنه لا وجود للتنظيم في هذه البلدة التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة إسلامية.

إلى ذلك، أعلن المعلم، أمس، أمام الأمم المتحدة أن الحكومة السورية تقبل المشاركة في مباحثات تمهيدية، اقترحتها الأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر سلام. وكان يشير إلى «أربع لجان خبراء»، اقترحها دي ميستورا لإجراء «مشاورات تمهيدية غير ملزمة».

من ناحية أخرى، قال المعلم إن الضربات الجوية ضد المتشددين في بلاده غير مجدية، إذا لم تتم بالتنسيق مع حكومته. وأضاف أن «الإرهاب لا يحارب من الجو فقط، وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم تؤدِ إلا إلى انتشاره وتفشيه».

وأوضح أن سورية «لا يمكنها تنفيذ إجراءات ديمقراطية متعلقة بالانتخابات أو الدستور وهي تكافح الإرهاب»، مؤكداً أن الحكومة تكفل «العودة الآمنة والحياة الكريمة» للمواطنين الذين يريدون العودة للبلاد.

تويتر