أوباما وبوتين سيعملان على مكافحة «داعش».. والمعارضة تتمسك برفض أي دور مستقبلي للأسد

اتفـاق روسـي أميركــي على عدم تفكيك سورية

صورة

اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على «مبادئ أساسية» بشأن سورية، تتضمن أن تبقى «دولة موحدة وعلمانية»، مع ضرورة التصدي لتنظيم «داعش»، في حين أكدت قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية تمسكها برفض أي دور محتمل للرئيس السوري بشار الأسد، في تسوية النزاع المستمر في البلاد منذ عام 2011، على الرغم من التحول الذي طرأ على المواقف الغربية تجاه دمشق، بقبول بقاء الأسد في السلطة للتصدي للتنظيمات المتطرفة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على «بعض المبادئ الأساسية» بشأن سورية.

وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «إم.إس.إن.بي.سي»، «هناك اتفاق على أنه يجب أن تكون سورية دولة موحدة وعلمانية، وأن هناك حاجة إلى التصدي لتنظيم داعش، وأنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة»، مشيراً إلى أنه لاتزال هناك خلافات على النتيجة التي ستسفر عنها عملية الانتقال.

وأضاف كيري أن الرئيسين أوباما وبوتين «يبحثان عن طريق للمضي قدماً» في سورية.

ووصف كيري اجتماع أوباما وبوتين لمناقشة الأزمة بأنه «بنّاء بصدق ومتحضر جداً»، وشهد «مناقشة صريحة للغاية». وقال كيري «الكل يفهم أن سورية في خطر والعالم يبحث سريعاً عن أي حل».

وأضاف «نبحث عن سبيل لنصل إلى نقطة تمكننا من إدارة عملية انتقالية والاتفاق على النتيجة».

والتقى أوباما وبوتين، أول من أمس، في الأمم المتحدة وبحثا عن حلول في مواجهة الفوضى في سورية، لكنهما لم يحققا أي اختراق حول مصير الأسد.

وبعد لقاء استمر نحو 90 دقيقة، وبدأ بمصافحة فاترة، تحدث الرئيس الروسي عن «لقاء بنّاء وعلى قدر كبير من الانفتاح»، مع نظيره الأميركي، وأشار إلى تعاون ممكن، إلا انه شدد في الوقت نفسه على وجود خلافات حقيقية حول وسائل إنهاء حرب أودت بحياة أكثر من 240 ألف شخص.

ولم ينفِ بوتين إمكانية توجيه ضربات روسية ضد «داعش» في سورية، لكنه استبعد إرسال قوات برية لمقاتلة المتطرفين، مشيراً إلى رغبته في «تقديم مساعدة أكبر إلى الجيش السوري». وقال «أدركنا ان عملنا المشترك ينبغي تعزيزه، والآن نبدأ البحث في انشاء الآليات المناسبة».

وفي إشارة إلى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردد بوتين في انتقاد أوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقال «أكنّ احتراماً كبيراً لنظيري الأميركي والفرنسي، لكنهما ليسا مواطنين سوريين، وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى».

وتعقيباً على تصريحات بوتين، تحدث أوباما عن «إرادة مشتركة» في ايجاد حلول في مواجهة الحرب في سورية، لكنه اشار إلى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة.

في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن موسكو وواشنطن ستواصلان المحادثات للتوصل إلى تسوية في الملف السوري ومكافحة «داعش».

وقال في مقابلة مع التلفزيون الروسي «لم نتفق على مراحل محددة»، لكن الرئيسين أوباما وبوتين «اتفقا على مواصلة التعاون».

وأوضح أن «محادثات بين وزارتي الدفاع ووزارتي الخارجية» للبلدين ستجريان «لجعل هدفنا المشترك، أي القضاء على (داعش)، أكثر قابلية للتحقيق».

وأكد لافروف أن موسكو لا يمكن أن تسمح بتفكك سورية، معتبراً أن البديل سيكون «داعش».

في السياق، أكدت قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية أن بقاء الأسد في الحكم لايزال من المحظورات، وأصرّت على رفض اي دور محتمل له في تسوية النزاع.

ولم يعد مطلب رحيل الأسد، الذي تمسكت به عواصم عدة داعمة للمعارضة سابقاً، يشكل شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات حول مستقبل سورية، بعد ان باتت فكرة ضرورة بقاء الاسد في السلطة للتصدي للتنظيمات المتطرفة أكثر تداولاً في الاسابيع الأخيرة على وقع التعزيزات العسكرية الروسية إلى دمشق.

وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية خالد خوجة، أن «لا أحد يمكنه الصفح» عن ممارسات نظام الأسد. وناشد المجتمع الدولي التحرك «لتجنب رواندا جديدة»، في إشارة إلى المجازر التي وقعت في هذا البلد الإفريقي. وقال في مؤتمر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «ما يجري في سورية هو إبادة تتم تحت أنظار العالم».

وأضاف أن «95% من القتلى في الغارات الجوية لقوات الأسد مدنيون». وتساءل «أتعتقدون ان النظام يقاتل (داعش)؟ الإحصاءات تقول غير ذلك».

وأوضح خوجة أن «الخطوة الأولى اللازمة هي وقف الغارات الجوية للنظام السوري، وأن يفرض المجتمع الدولي منطقة حظر جوي في سورية».

من جهته، أكد المتحدث باسم حركة «أحرار الشام» الإسلامية أحمد قره علي، لـ«فرانس برس»، أن «بقاء الاسد واستمرار نظامه بمثابة إفشال لأي عملية سياسية».

وقال إن ذلك «يدل أيضاً على الاستهتار بتضحيات الشعب السوري، والأهم من ذلك الاستهتار بإرادة الشعب السوري».

وأضاف «من جهتنا لم يتغير شيء، ونحن نعول على عملنا على الأرض ووحدة القرار السوري، وسنعمل على التوصل إلى مواقف موحدة من الجميع إزاء التطورات السياسية التي تخص سورية».

وقال الناشط ابراهيم الإدلبي الذي شارك في اولى التحركات الاحتجاجية التي اندلعت ضد نظام الاسد في منتصف مارس 2011، «لن نرضى كسوريين ببقاء الأسد في الفترة الانتقالية». وأضاف أنه «لا يمكن اعتبار قاتل إرهابي حامياً وصمام أمان». بدوره، قال مدير وكالة «شهبا» المحلية في حلب، مأمون أبوعمر، «لقد كبر تنظيم داعش في سورية بمباركة من الأسد، وتوسع على حساب الثورة والفصائل، لا على حساب النظام».

وأضاف أن «من قدم مئات الآلاف من الشهداء وتحمل الدمار لا يمكنه القيام بخطوة إلى الوراء».

بدوره، قال المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية» التابعة للجيش السوري الحر، الرائد عصام الريس لـ«فرانس برس»، إنه «ليس أمامنا إلا أن نعد لعمل عسكري أكبر، ونضع مزيداً من الضغط لإظهار ضعف الاسد وحلفائه»، متسائلاً «هل يمكن الاعتماد على نظام عاجز عن السيطرة على معابره الحدودية؟».

 

 

تويتر