بوتين يدعو إلى تشكيل تحالف واسع لمحاربة «داعش» بمشاركة الأسد

أوباما مستعد للعمل مع روسيا وإيران لحل الأزمة السورية

صورة

أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، في الامم المتحدة استعداده للعمل مع روسيا وإيران اللتين تدعمان نظام الرئيس بشار الأسد بهدف التوصل الى حل للنزاع السوري، فيما دعا نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً أن موسكو لا تعتزم القيام بـ«عمليات برية» في سورية «في الوقت الراهن» لكنها ستكثف دعمها للرئيس بشار الأسد.

وقال أوباما في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع» السوري.

وأضاف «ولكن ينبغي أن نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة الى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب».

ودان من يؤيدون «قادة مثل بشار الأسد» الذي وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال».

وأضاف «يقال لنا ان هذا الوضع هو المطلوب للتغلب على الفوضى، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب او لمنع التدخل الخارجي».

وأكد أنه «استناداً الى هذا المنطق، علينا ان ندعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة لقتل الاطفال الأبرياء لأن البديل هو أسوأ بالتأكيد».

إلى ذلك، قال أوباما ان «الولايات المتحدة لا ترغب في العودة الى الحرب الباردة» مع روسيا، رغم العقوبات المفروضة على موسكو لتدخلها في النزاع الأوكراني.

ودافع أوباما عن الاتفاق النووي المبرم في يوليو مع ايران ودعا الكونغرس الى رفع الحصار الاقتصادي الأميركي عن كوبا «الذي يجب أن يزال».

من جهته، دعا الرئيس الروسي، أمام الجمعية العامة في اول مداخلة له في الأمم المتحدة منذ 10 سنوات، إلى تشكيل «تحالف واسع» لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية.

وقال بوتين انه يجب تشكيل تحالف يشبه التحالف «ضد النازية» خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن الدول الإسلامية «يجب ان تلعب دوراً رئيساً» في التحالف.

وأضاف «علينا ان نعالج المشكلات التي تواجهنا جميعاً ونؤلف تحالفاً واسعاً ضد الارهاب».

وانتقد بوتين رفض الغرب التعاون مع قوات الأسد في القضاء على تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سورية والعراق.

وأكد انه «من الخطأ الجسيم عدم التعاون مع الطرف الذي يحارب الارهابيين وجهاً لوجه».

وأضاف «علينا ان نقر بأن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس الاسد تقاتل فعلاً تنظيم داعش ومنظمات ارهابية أخرى في سورية». وكان بوتين أكد في برنامج «60 دقيقة» مع محطة «سي بي اس» الأميركية، بثته أول من أمس، أن موسكو لا تعتزم القيام بـ«عمليات برية» في سورية «في الوقت الراهن» لكنها ستكثف دعمها للأسد.

وقال إن «روسيا لن تشارك في أي عمليات برية على الأراضي السورية أو في أي دول اخرى. لا نخطط لذلك، أقله في الوقت الحاضر».

بدوره، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى تشكيل «جبهة موحدة» لقتال المتطرفين في الشرق الأوسط.

وقال في كلمته امام الجمعية إن ايران «مستعدة للمساعدة في احلال الديمقراطية في سورية» وفي اليمن.

وأضاف «أود ان ادعو العالم بأجمعه خصوصاً الدول في منطقتي الى وضع خطة عمل مشتركة شاملة لتشكيل جبهة موحدة ضد التطرف والعنف».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، افتتح، أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل مزيد من الجهود لحل ازمة الهجرة.

وقال «احث اوروبا على القيام بمزيد» من الجهود.

وأكد أن معالجة هذه الأزمة يجب ان تكون «بموجب القوانين الدولية وحقوق الإنسان والتعاطف».

وأضاف كي مون أن «100 مليون شخص في العالم بحاجة لمساعدة انسانية فورية» وأن 60 مليوناً نزحوا من منازلهم أو لجأوا الى دول أخرى.

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن مجموعة الاتصال حول سورية تجتمع الشهر المقبل بمشاركة واشنطن وموسكو.

وقال إنه «سيتم تشكيل أربع مجموعات عمل في جنيف، كما أن لقاء مجموعة الاتصال التي تضم اللاعبين الرئيسين سيكون الشهر المقبل على ما اعتقد بعد انتهاء اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وأضاف أن واشنطن وموسكو والرياض وطهران وأنقرة والقاهرة سترسل ممثلين عنها، معرباً عن الأمل في عقد لقاء لمجموعة الاتصال «في أقرب وقت ممكن».

وقال بوغدانوف «لم يحسم مستوى التمثيل حتى الآن. أعتقد ان العمل يمكن أن يكون على مستويات عدة، الخبراء ونواب وزراء أو الوزراء أنفسهم، إذا لزم الأمر».

ومن المفترض ان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في هذا الاجتماع، بعد ان اجتمع بالفعل الشهر الجاري مع رؤساء أربع مجموعات عمل محددة الموضوعات شكلتها الأمم المتحدة لإعادة اطلاق المفاوضات بين السوريين.

وفرق العمل الأربع هذه تشكل أساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا أواخر يونيو لإحلال السلام في سورية، في حين فشل مؤتمرا جنيف في انهاء النزاع.

 

تويتر