خلافاً لدول أوروبية أخرى

آيسلندا ترحب باللاجئين السوريين

الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأيسلنديين‭ ‬أبدوا‭ ‬استعدادهم‭ ‬لاستقبال‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭. ‬أرشيفية

خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت أزمة كبيرة في جميع أنحاء أوروبا. وحاول مئات الآلاف من السوريين العثور على ملاجئ لهم في الدول المتطورة، على الرغم من أن موطنهم الجديد لا يبدو موضع ترحيب بهم أو أنه سعيد بارتفاع تعداد المهاجرين القادمين إليه. ومن ناحية أخرى، يبدو سكان جزيرة آيسلندا أكثر إيجابية إزاء هذا الوضع. ووافقت السلطات المحلية في الجزيرة على قبول 50 طالب لجوء إنساني في غضون العامين المقبلين. وربما يبدو ذلك نقطة صغيرة في بحر، لكن ذلك يعني أن كل مهاجر سيجد الفرصة للعيش حياة كريمة ومستقرة.

وهذا الترحيب ليس من طرف الحكومة فحسب، وإنما من قبل المواطنين العاديين، الذين يحاولون تقديم العون إلى من هو بحاجة إلى المساعدة. ويهاجم السكان الآيسلنديون حكومتهم، ويقترحون عليها إيواء وتقديم المساعدات والمساعدات العامة للقادمين إلى بلادهم، ويبدو الشعب متلهفاً لإقناع وزير الرفاه، إيغلو هارذر، لقبول مزيد من اللاجئين. وأنشأ الناشطون المحليون صفحة على موقع «فيس بوك»، حيث جمعوا كل المتطوعين معاً. وحثوا الشعب الآيسلندي على كتابة رسائل شخصية للوزير، لدفعه إلى قبول مزيد من اللاجئين السوريين.

ويكمن سبب هذا السلوك الترحيبي ليس في العقلية الإسكندنافية، وإنما في الوضع السكاني لهذه الدولة، ولا يزيد سكان هذه الدولة على 300 ألف نسمة. ويمثل اللاجئون السوريون بالنسبة لهم مورداً بشرياً، نظراً إلى أنهم يتمتعون بالخبرة والمهارة. ويرى السكان المحليون اللاجئين القادمين من سورية باعتبارهم أصدقاء المستقبل وأحباءهم، وربما أزواجاً لهم.

وأصبح هناك في صفحة «فيس بوك»، التي تحمل عنوان «سورية تناديكم» نحو 12 ألف مشارك في غضون ثلاثة أيام. وعرض المشاركون كل شيء يمكنهم تقديمه، بدءاً من المساعدة والرعاية الطبية والإيواء إلى ألعاب الأطفال، والملابس والأطعمة الأساسية. وقدمت العائلات غرف نوم أطفالهم وغرف الضيوف في بيوتهم، ومدخراتهم أيضاً لتقديمها إلى اللاجئين. وحتى أن بعضهم كان مستعداً لدفع ثمن تذاكر الطيران إلى آيسلندا.

وتبدو الأزمة السورية بعيدة عن الحل في الوقت الحالي، وبناء عليه فإن أي شكل من أشكال المساعدة لا يقدر بثمن في هذا الوضع الصعب. وثمة فرصة كبيرة أن الآلاف من الرسائل الشخصية من الشعب الآيسلندي يمكن أن تؤدي إلى إقناع السلطات الآيسلندية بقبول مزيد من اللاجئين من سورية.

 

تويتر