المعارضة تتوقع حرباً أصعب مع الروس في سورية

مقتل 18 مدنياً في قصف لقوات النظام على حلب

صورة

قتل 18 مدنياً على الأقل، وأصيب العشرات، أمس، في قصف للقوات النظامية السورية على حي الشعار، الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب شمال سورية، في حين أكد مقاتلو المعارضة أن تدخل روسيا دعماً لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد، لن يؤدي إلا إلى تصعيد الحرب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن 18 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح، نتيجة قصف لقوات النظام استهدف حي الشعار الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب.

وبحسب عبدالرحمن، تعرض حي الشعار لقصف بصاروخ «أرض-أرض»، قبل أن تستهدف قوات النظام الحي مجدداً بقذائف صاروخية تزامنت مع عمليات إسعاف المصابين وإخلاء الجرحى وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.

وأشار إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى في حالات خطرة»، لافتاً إلى استمرار عمليات الإنقاذ.

وتظهر مقاطع فيديو التقطها مصور لـ«فرانس برس»، رجال إنقاذ وشباناً يعملون على رفع المصابين والبحث عن المفقودين بين الركام، فيما ينقل آخرون جثثاً. وتبدو في احد المشاهد جثة فتى موضوعة داخل كيس بلاستيكي.

ويقول أحد سكان الحي بانفعال «هنا سوق شعبية، الناس كلها تتسوق، أيام أعياد، كلهم مدنيون يستهدفهم (النظام) بالصواريخ والطيران والبراميل». وتبدو واجهات الأبنية والمحال التجارية في الشارع الذي طاوله القصف متضررة وبعضها مدمر كلياً. وقال أحد عناصر الدفاع المدني إنه يعمل وزملاؤه على «رفع الناس من تحت الركام وإخماد الحرائق».

وعمل رجال إطفاء في الشارع على إخماد حرائق اندلعت في سيارات كانت متوقفة على جانبي الطريق، وأدى القصف إلى احتراقها بالكامل.

في شمال شرق سورية، قتل أربعة اشخاص على الأقل، أمس، في تفجير سيارتين مفخختين في أطراف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة.

وأفاد المرصد في بريد إلكتروني بمقتل أربعة اشخاص، بينهم عناصر من قوات الأمن الداخلي الكردية، جراء تفجير آليتين مفخختين في محيط مدينة رأس العين على الطريق الواصل بين مدينة رأس العين والحسكة.

من ناحية أخرى، أكد مقاتلون معارضون أن تدخل روسيا دعماً لحليفها لأسد لن يؤدي إلا إلى تصعيد الحرب.

ودفع نشر روسيا لقوات تابعة لها إلى إعادة تقييم الحرب في ما بين قوى المعارضة التي حققت تقدماً في غرب سورية في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يكون العامل الذي حفز موسكو على اتخاذ قرار إرسال قوات إلى سورية.

وقال مقاتلون من المعارضة لـ«رويترز» إنهم واجهوا بالفعل مقاومة أكبر من جانب القوات الحكومية في تلك المناطق، خصوصاً المنطقة الساحلية، حيث تتركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والآن يتنبأ هؤلاء بأن تزداد الحرب صعوبة بسبب التدخل الروسي.

وأملاً في تبلور الدعم الإضافي يستحضر رجال المعارضة الفشل السوفييتي في أفغانستان كنموذج لكفاحهم، ويصورون روسيا على أنها قوة محتلة جديدة. لكنهم يقولون أيضاً إن هذا معناه أن الحرب التي أصبحت في عامها الخامس ستمتد لفترة أطول.

وقال «أبويوسف المهاجر»، الذي يحارب في منطقة اللاذقية، حيث تم نشر قوات روسية «دخل في حساباتنا أن المعركة ستمتد الآن لسنوات أطول منها من دون الروس».

وأضاف المقاتل الذي ينتمي لجماعة «أحرار الشام»، وهي عضو في «جيش الفتح»، الذي حقق تقدماً في غرب البلاد الخاضع لسيطرة قوات الأسد، أن «التدخل الروسي جاء لإنقاذ النظام».

وأكد مسؤولون أميركيون أن روسيا تقوم بتجميع وجود عسكري ملموس في المطار بما في ذلك مقاتلات حربية وطائرات هليكوبتر هجومية ومدفعية، وما يصل إلى 500 فرد من مشاة البحرية.

وعلى الرغم من أن روسيا لم تعلن أهدافاً محددة لوجودها، وقالت إنه لدعم أهداف دمشق في محاربة الإرهاب، فإن مقاتلي المعارضة في الغرب يعتقدون أن منطقة عملياتهم لها الأولوية، لأنها تمثل أكبر خطر مباشر على الأسد.

ودفعت المكاسب الأخيرة بمقاتلي المعارضة إلى سهل الغاب الواقع إلى الشرق مباشرة من جبال العلويين المطلة على الساحل، وأكد المقاتلون في تلك المنطقة أن المقاومة أشد من جانب القوات الحكومية، حتى من قبل أنباء نشر قوات روسية.

وقال المهاجر «اليوم لدينا نوع جديد من الجنود يقاتلنا بشراسة وحرفية أكبر، ساحة المعركة تغيرت، فقد أصبحت الآن موطنهم العلوي». وقال مقاتل آخر «كلما حققنا تقدماً صوب الساحل ازدادوا شراسة في المعركة».

وأكد بعض المقاتلين أنه لا توجد بادرة على زيادة الدعم الروسي حتى الآن. وقال آخرون إن الهجمات الجوية أصبحت أكثر دقة، وظهرت أنواعاً جديدة من العربات المصفحة.

وقال قائد من «جبهة النصرة» يستخدم الاسم الحركي «أبوأنس اللاذقاني»، «المعلومات التي لدينا أن روسيا تولت مهمة حماية الساحل، وأنها تقود المعارك التي نخوضها الآن قرب جورين». وجورين، مدينة تخضع لسيطرة القوات الحكومية تطل على سهل الغاب، وبها قاعدة عسكرية. وأضاف اللاذقاني «الوجود الروسي سيغير طبيعة المعركة، وتيرة تقدمنا ستصبح أصعب قليلاً».

وقال مقاتل آخر إن الروس يجازفون «بأفغانستان أخرى، حيث يرسلون جنوداً يعودون إليهم في نعوش».

من جهته، قال المتحدث باسم جماعة «ألوية سيف الشام»، إحدى جماعات الجيش السوري الحر في جنوب سورية «أبوغيث الشامي»، إنه إذا تدخلت روسيا تدخلاً كبيراً بما يتجاوز ما تردد في الأنباء حتى الآن، فسيمثل ذلك استمراراً للصراع. وأضاف أن «روسيا لا تهدف إلى حل سياسي، فهي لا تريد إلا الحفاظ على النظام السوري، أما بالنسبة للدول التي تؤيدنا، فأنا أعتقد أنه سيحدث تغيير في مواقفها تجاهنا من خلال الدعم أو ربما تحول سياسي».

وفي جنيف، قال محققو الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، أمس، إن الدول التي تزود الأطراف المتصارعة في سورية بالسلاح مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان الخطرة التي ترتكب في هذا الصراع. وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية، باولو سيرجيو بينيرو، «إذا استمرت الحرب في سورية في المستقبل القريب، فذلك يعني أن الدول ستؤجج حرباً للإبقاء على نفوذها على دولة ستكون بالكاد موجودة».

وأضاف، دون الإفصاح عن أسماء دول معينة موردة للأسلحة، «مسؤولية هذه الجرائم تقع على عاتق الأشخاص الذين يحملون الأسلحة، الذين يساعدون ويحرضون بوضع الأسلحة في أيديهم، سواء كانوا عناصر تابعة لدول أو غير ذلك».

تويتر