وقف إطلاق النار بـ 4 بلدات.. والمعلم يعتبر مشاركة روسيا في محاربة «داعش» تكشف عدم وجود اســتراتيجية أميركية

دخول 75 مقاتلاً معارضاً إلى سورية بعد تلقّيهم تدريبات في تركيا

أيهم أحمد الموسيقي الذائع الصيت في مخيم اليرموك جنوب دمشق يعزف على البيانو وسط الدمار، قبل أن يدمر «داعش» آلته ليلتحق أيهم بصفوف المهاجرين. أ.ف.ب

دخل 75 مقاتلاً من فصائل المعارضة السورية تلقوا تدريبات عسكرية لمواجهة تنظيم «داعش»، بإشراف أميركي في تركيا، إلى محافظة حلب في شمال سورية، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وفصيل مقاتل أمس، فيما أفاد المرصد بمقتل 14 شخصاً وإصابة 22 آخرين جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها كتائب مقاتلة معارضة على مناطق في حي الميدان الخاضع لسيطرة القوات النظامية بمدينة حلب، وقال المرصد وتلفزيون المنار التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية إن الأطراف المتحاربة اتفقت على وقف إطلاق النار في بلدتين شيعيتين في شمال غرب سورية وبلدتين قرب الحدود اللبنانية، بينما توقع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن تؤدي مشاركة روسيا في محاربة «داعش» و«جبهة النصرة» الى تغيير أساسي في الحملة الدولية ضد المسلحين، معتبراً انها تكشف عدم وجود استراتيجية أميركية في هذا الصدد.

وفي التفاصيل، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن: «دخل 75 مقاتلاً جديداً إلى محافظة حلب بين ليل الجمعة وصباح السبت، بعد أن خضعوا لدورة تدريبية على يد مدربين أميركيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا». وأكد المتحدث باسم الفرقة 30، حسن مصطفى، التي وصل عدد من المقاتلين المدربين إلى مقرها، دخول المجموعة إلى سورية.

وأوضح أن المقاتلين خضعوا «لتدريب استغرق شهرين في تركيا وتوجهوا بعدها مباشرة إلى خطوط التماس مع تنظيم (داعش)، وهم موجودون اليوم في بلدة تل رفعت» المجاورة لمدينة مارع المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» في محافظة حلب.

وامتنع مصطفى عن التعليق حول الأسلحة والامدادات التي حملها المقاتلون معهم من تركيا.

وبحسب عبدالرحمن، دخلت المجموعة ضمن موكب مؤلف من 12 عربة، مزودين بأسلحة خفيفة وذخائر تحت غطاء جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن ويشن ضربات ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق.

وقال المرصد إن المجموعة وصلت إلى الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي، وسلكت طريق الإمداد الرئيس للمقاتلين والعتاد إلى محافظة حلب.

واستهدف هذا الطريق مراراً من قبل مسلحي تنظيم «داعش»، لمنع وصول الدعم إلى مقاتلي الفصائل.

وأوضح عبدالرحمن ان المقاتلين المدربين حديثاً انتشروا لتأمين الدعم لمجموعتين، الأولى هي الفرقة 30 التي سبق وتلقت تدريبات أميركية، بالإضافة إلى لواء «صقور الجبل».

في السياق نفسه، قال المرصد إن 14 سورياً قتلوا في قصف صاروخي للمعارضة على مناطق في حي الميدان الخاضع لسيطرة القوات النظامية بمدينة حلب.

وقال المرصد في بيان إن القذائف انطلقت الليلة قبل الماضية من حي بستان باشا المجاور للميدان، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.

يأتي ذلك في وقت قال المرصد وتلفزيون المنار إن الأطراف المتحاربة اتفقت على وقف إطلاق النار في بلدتين شيعيتين في شمال غرب سورية، وبلدتين قرب الحدود اللبنانية.

وذكر المرصد و«المنار» أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ ظهر أمس.

وبحسب المرصد، لم ترد أي معلومات حول مدة وقف اطلاق النار، لكن المفاوضات مستمرة للتوصل إلى اتفاق أوسع. واشار عضو في المجلس المحلي لمدينة الزبداني إلى «تكتم شديد على تفاصيل الاتفاق»، مضيفاً «لم يحدد موعد لانتهاء الهدنة».

وأوقف المقاتلون من الطرفين عملياتهم العسكرية، صباح أمس، بحسب المرصد.

وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو هجوماً عنيفاً على مدينة الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لاتزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها، بحسب ما يقول المرصد. ورداً على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين، واللتين يقيم فيهما مواطنون شيعة.

وينتمي جزء كبير من المقاتلين داخل الزبداني، وفي محيط كفريا والفوعة، إلى حركة احرار الشام التي تقاتل إلى جانب فصائل «جيش الفتح»، وأبرزها «جبهة النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في سورية.

سياسياً، قال المعلم في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أول من أمس، نشرت وكالة الانباء السورية الرسمية مقتطفات منها أمس: «يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح، وهو مشاركة روسيا في محاربة (داعش) وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وهذا شيء أساسي». وأضاف «هذا شيء يقلب الطاولة على من تآمر على سورية، ويكشف ان الولايات المتحدة وتحالفها لم توجد لديهم استراتيجية لمكافحة (داعش)». وجدد الاشارة الى أن «مكافحة الارهاب تحتل الأولوية» بالنسبة الى الحكومة السورية، مضيفاً «مكافحة الارهاب هي التي تفتح الباب للحل السياسي». ورأى أن «موسكو تعمل في ظل القانون الدولي بالتنسيق مع سورية، لكن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك، وما تقوم به غير فعال»، في إشارة الى الضربات التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد مواقع المسلحين وتحركاتهم. ورحب المعلم بمبادرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الداعية «لإقامة جبهة عريضة من الدول بالتعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب».

تويتر