لافروف يعتبر رفض التعاون مع الأسد في مكافحة الإرهاب «خطأ كبيراً»

روسيا تبني مدرجاً في مطار اللاذقية.. وتواصل الإمدادات العسكرية إلى سورية

عدد من الطلاب السوريين يؤدون تحية العلم وهم يستعدون لبدء العام الدراسي في مدرسة بدمشق أمس. إي.بي.إيه

تقوم روسيا ببناء مدرج قرب مطار عسكري بمحافظة اللاذقية (غرب)، مركز ثقل النظام السوري، حسب ما أفاد، أمس، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى وجود مئات المستشارين العسكريين والفنيين الروس، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستواصل الإمدادات العسكرية إلى سورية، ووصف رفض الغرب التعاون مع الأسد في مكافحة الإرهاب في سورية بأنه «خطأ كبير»، بينما هاجمت المعارضة السورية موقعاً استراتيجياً بريف اللاذقية.

وفي التفاصيل، أورد المرصد الخبر في حين يثار جدل واسع حول احتمال إرسال روسيا، حليفة دمشق القوية، لتعزيزات عسكرية إلى هذا البلد الذي يشهد صراعاً مسلحاً غير مسبوق. وذكر المرصد «أن القوات الروسية تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، بريف مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية» الساحلية.

ولفت المرصد إلى أن «الجهات الروسية القائمة على إنشاء المدرج تمنع أي جهة سورية، مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج». كما أشار المرصد إلى أن المطار «شهد، في الأسابيع الأخيرة، قدوم طائرات عسكرية محملة بمعدات عسكرية إضافة لمئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن «السلطات الروسية تعمل على توسعة مطار الحميدية، الذي عادة يستخدم من أجل رش الأراضي بالمبيدات الحشرية للمزروعات»، وهو يقع جنوب محافظة طرطوس (غرب)، التي تعد الخزان البشري للقوات النظامية والواقعة جنوب اللاذقية.

ورسمياً، فإن روسيا غير موجودة في سورية إلا عبر منشآتها اللوجيستية العسكرية في ميناء طرطوس على المتوسط. وكان الإعلام الرسمي السوري أفاد، أول من أمس، بوصول طائرتين روسيتين محملتين بالمساعدات الإنسانية في مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية.

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، قوله إن روسيا ستواصل الإمدادات العسكرية إلى سورية. وأضاف «كانت هناك إمدادات عسكرية، وهي مستمرة وستتواصل، يرافقها حتماً أخصائيون روس يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة».

كما قال لافروف، في حوار تلفزيوني تم بثه أمس: «إنه من العبث أن يتم استبعاد الجيش السوري من مكافحة تنظيم داعش، القوة العسكرية الأكثر تأثيراً في البلاد هي بالفعل القوات المسلحة السورية».

وأضاف أن هناك ساسة غربيين أقروا في مباحثات شخصية أن تنظيم «داعش» هو الخطر الأكبر وليس الأسد، لكنه أشار إلى أنّ لا أحد يقول ذلك في العلن، وقال «إنهم يخشون فقدان ماء الوجه». وأكد لافروف أن روسيا سوف تواصل دعمها للقيادة السورية من الناحية العسكرية أيضاً.

وأشار إلى أن الهدف من الإمداد بالأسلحة هو مكافحة الإرهاب، وقال إن إقامة أعضاء من الجيش الروسي في سورية «ليس سراً». وأوضح أن هؤلاء الأشخاص هم خبراء يدربون الجنود السوريين على التعامل مع الأسلحة.

ويقول مسؤولون أميركيون إن نيات روسيا غير واضحة، كما أنه من غير الواضح إن كانت تخطط لمهاجمة مقاتلي تنظيم «داعش» في سورية أو محاولة دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من خلال ضرب الجماعات المسلحة.

وتعمل روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد، منذ أشهر، على تشكيل تحالف عسكري موسع يضم تركيا والسعودية والجيش السوري لمحاربة تنظيم «داعش» المتطرف، لكن هذه المبادرة لم تحظ بتأييد.

ميدانياً، أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، أمس، عن مقتل جنود من القوات الحكومية في هجمات على مواقعهم في منطقة «استراتيجية» بريف اللاذقية شمال غرب البلاد. وقالت «شبكة سورية مباشر» إن الهجوم الذي شنته مجموعة من «كتائب أنصار الشام»، استهدف مواقع القوات الحكومية في «تلة قبر حشيش»، و«تلة الزراعة» في جبل الأكراد.

وطبقاً للشبكة المعارضة، فإن تلة قبر حشيش تعد منطقة استراتيجية، كونها تطل على سهل الغاب في ريف حماة، والذي يشهد مواجهات مستمرة بين القوات الحكومية والمعارضة.

من ناحية أخرى، ذكر المرصد أن الطيران المروحي قصف بستة براميل متفجرة مناطق في مدينة الزبداني، بالتزامن مع قصف بـ10 صواريخ على الأقل، يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، أطلقها الجيش السوري على مناطق في مدينة الزبداني. وأوضح المرصد، وهو جماعة سورية معارضة يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له أن الاشتباكات استمرت بين الفصائل المسلحة ومقاتلين محليين من جهة، و«حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني وقوات الجيش السوري وجيش التحرير الفلسطيني من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، ما أدى لمقتل مقاتل من الفصائل المسلحة، في حين قتلت طفلة جراء إصابتها في قصف لقوات النظام على مناطق في بلدة مضايا.

وقالت مصادر أهلية إن إحدى المناطق في ضاحية الأسد شهدت عمليات سرقة لمنازل من قبل لجان مسلحة من الحي، حيث تشهد مناطق قريبة من الضاحية اشتباكات إضافة لسقوط عشرات القذائف على الحي.

 

 

 

تويتر