موسكو تدعو التحالف إلى التنسيق مع دمشق لضرب «داعش»

«جيـش الإســلام» يقـتـحم سجن عدرا الأكبر في سورية

صورة

اقتحم «جيش الإسلام»، أمس، سجن عدرا الأكبر في سورية، والواقع قرب دمشق، واستولى على مبنين، وسط معارك عنيفة مع القوات النظامية، في وقت دعت روسيا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى التعاون مع دمشق لتنسيق ضرباته ضد تنظيم «داعش» بشكل أفضل، مطالبة واشنطن بـ«إعادة تفعيل قنوات» التواصل مع موسكو، لتفادي وقوع «حوادث غير متعمدة».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن «جيش الإسلام» اقتحم سجن عدرا واستولى على مبنين في قسم النساء، مشيراً إلى أن المسلحين بدأوا هجومهم الأربعاء الماضي على سجن دمشق المركزي، المعروف بسجن عدرا في الغوطة الشرقية في ضواحي العاصمة.

وأضاف أن «جيش الإسلام»، الفصيل المعارض الأكبر في ريف دمشق، تقدم خلال اليومين الماضيين، باتجاه سجن عدرا، ليسيطر على تلال محيطة به، قبل أن يتمكن من الاستيلاء على المبنين.

وأشار إلى أنه «ليس واضحاً حتى الآن إن حافظ المسلحون على مواقعهم في المبنين، أو انسحبوا نتيجة القصف المكثف من قوات النظام».

وأكد أن السجن يضم حالياً بين جدرانه نحو 5000 معتقل، فيما سعته الحقيقية لا تتخطى الـ3000.

وبحسب عبدالرحمن، فإن أغلبية السجناء من الناشطين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأوضح عبدالرحمن أن القوى الأمنية انسحبت من قسم النساء، وأخلت المعتقلات منه، بعد إعلان «جيش الإسلام» عن الهجوم قبل أيام عدة.

وأكد سيطرة «جيش الإسلام» على منطقة «تل كردي» القريبة من مدينة دوما في الغوطة الشرقية والمحاذية للسجن.

ونشر «جيش الإسلام» شريط فيديو يظهر مسلحاً يطلق النيران من مدفع رشاش، في حين يركض آخرون بين المباني، فضلاً عن جثث قال المسلحون إنها تعود إلى عسكريين من قوات النظام.

وتعرض سجن عدرا في السابق إلى قصف مدفعي، والشهر الماضي أسفرت قذائف مصدرها مواقع الفصائل المقاتلة المحيطة بالعاصمة سقطت في محيط السجن، عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 56 آخرين بجروح، بحسب التلفزيون الرسمي السوري.

من ناحية أخرى، دعت روسيا التحالف الدولي إلى التعاون مع دمشق لتنسيق ضرباته ضد «داعش» بشكل أفضل.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي «ندعو مرة جديدة أعضاء التحالف إلى التعاون مع الحكومة السورية والجيش السوري».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المنغولي، لونديغ بوريفسورين، أنه من أجل شن ضرباته يتحتم على التحالف «التعاون مع قوات برية، إلا أن القوات البرية الأكثر فاعلية والأقوى في مكافحة تنظيم داعش هي قوات الجيش السوري».

وأكد لافروف أن روسيا «تدعو إلى أن تكون مكافحة (داعش) عملاً جماعياً يتم طبقاً لمعايير القانون الدولي»، داعياً كذلك واشنطن إلى «إعادة تفعيل قنوات» التواصل مع موسكو.

وأضاف أن «هذا مهم لتفادي وقوع حوادث غير متعمدة».

وأكد لافروف مجدداً أن روسيا «ستواصل إمداد الحكومة السورية بالتجهيزات الضرورية، من أجل أن تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر الإرهابي».

وكان لافروف نفى أول من أمس، أي تعزيز للوجود العسكري الروسي في سورية رداً على اتهامات الولايات المتحدة التي أشارت إلى نشر معدات وجنود في الآونة الأخيرة في مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب سورية، معقل الطائفة العلوية التي تتحدر منها عائلة الأسد.

لكنه أقرّ لأول مرة بأن «الطائرات التي أرسلتها روسيا إلى سورية تنقل تجهيزات عسكرية، بموجب عقود قائمة (موقعة مع دمشق) ومساعدة إنسانية».

وقال مسؤولون أميركيون لـ«فرانس برس»، إن وصول طائرتي شحن عملاقتين من نوع «انطونوف -124 كوندور»، وطائرة نقل ركاب يشير إلى بناء «قاعدة جوية متقدمة» في اللاذقية.

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن فرنسا «قلقة» من المعلومات التي تتحدث عن تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية، مشدداً على أنه «يجب ألا نؤجج النزاع».

وأضاف فابيوس لقناة التلفزيون الفرنسية «فرانس-3»، أول من أمس، «هذا الأمر يقلقني. زميلي سيرغي لافروف نفى، لكنني قلق لأنني أجريت اتصالاً هاتفياً مع (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري، الذي قال لي انه يملك معلومات في هذا الاتجاه». وقال «لن نصل إلى حل بتأجيج النزاع».

ورداً على سؤال لمحطة «بي إف إم تي في-اذاعة مونتي كارلو»، أمس، صرح فابيوس بأنه سيبحث في هذه القضية، اليوم في برلين مع نظيره الروسي. وقال «سأناقش ذلك مع لافروف. علينا أن نبحث في النوايا وسنرى ما سيحدث».

وأوضح أنه «اذا كان الأمر يتعلق بأسلحة فالروس يمدون السوريين بالأسلحة تقليدياً». وأضاف «اذا كان الأمر يتعلق بطواقم، فعلينا ان نفهم ما هو هدفها. اذا كان الأمر يتعلق بالقاعدة في طرطوس، فلمَ لا؟ بما ان الروس لديهم قاعدة في طرطوس كما تعرفون».

وقال «لكن اذا كان الأمر يتعلق بهجوم محتمل، فضد من؟».

إلى ذلك أكد فابيوس أن «حل الأزمة سياسي»، وأنه «يجب التوصل إلى اتفاق من جهة مع عناصر من نظام بشار الأسد، وهؤلاء ليسوا ملائكة، والمعارضة». وعبر عن أمله في أن يسهم «الأميركيون والروس والإيرانيون» بشكل إيجابي في البحث عن هذا الحل.

تويتر