المعارضة تسيطر على مطار «أبوالضهور» آخر قاعدة عسكرية للنظام في إدلب

تعزيزات روسية إلى سورية.. وواشنطن تحذّر من «مواجهة» مع مـوسكو

لاجئ سوري يرفع شارة النصر لدى نزوله من سفينة الركاب «فثيريوس فينيزيلوس» في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا. رويترز

اعترفت موسكو، أمس، بوجود خبراء عسكريين روس في سورية، في أول تأكيد رسمي لهذا الأمر، بعد أسابيع من تزايد الحديث عن احتمال تزايد الوجود الروسي هناك، فيما أكدت واشنطن أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سورية في مطار اللاذقية في الأيام الاخيرة، محذرة من أن التعزيزات الروسية قد تشعل «مواجهة» مع قوات التحالف الدولي التي تنفذ ضربات جوية ضد تنظيم «داعش». في حين سيطر «جيش الفتح»، أمس، بشكل كامل على مطار أبوالضهور العسكري، آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة إدلب في شمال غرب سورية.

وأكد مسؤولون أميركيون، لـ«فرانس برس»، أن ثلاث طائرات عسكرية روسية على الأقل هبطت في سورية في الأيام الأخيرة، وقال المسؤولون طالبين عدم ذكر أسمائهم إن اثنتين من هذه الطائرات هما طائرتا شحن عملاقتان من طراز «أنتونوف 124 كوندور»، أما الثالثة فهي طائرة لنقل الأفراد.

وأوضح أحدهم أن الطائرات هبطت في مطار اللاذقية (شمال غرب)، التي تعتبر أحد معاقل الرئيس بشار الأسد.

ولفت إلى أن الروس أنشأوا في هذه المنطقة مباني مؤقتة، يمكنها إيواء «مئات الأشخاص» إضافة إلى تجهيزات مطار.

وأضاف أن «كل هذا يؤشر إلى إقامة قاعدة جوية متقدمة»، لافتاً إلى أن «لا معلومات» عن وجود أسلحة روسية في المكان.

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست «لقد أظهرنا أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، إثر تقارير حول نشر روسيا عسكريين إضافيين وطائرات عسكرية في سورية».

وأضاف أن «هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خسائر أكبر في الأرواح، كما أنها يمكن أن تزيد من تدفق اللاجئين، وحصول مواجهة مع التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش داخل سورية».

وقال أرنست «لقد أوضحنا بالتأكيد وجهات نظرنا لروسيا»، مضيفاً «إذا كانوا يريدون المضي قدماً في تقديم هذا النوع من الدعم، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ويأتي بنتائج عكسية للمجتمع الدولي».

وكان وزير الخارجية جون كيري أجرى، السبت الماضي، اتصالاً بنظيره الروسي سيرغي لافروف، لإبلاغه بـ«قلق الولايات المتحدة» حيال تعزيزات عسكرية روسية محتملة في سورية.

في السياق، أعلنت موسكو، أمس، أن لديها خبراء عسكريين في سورية، في أول تأكيد رسمي لهذا الأمر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الخبراء يقدمون المساعدة في ما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سورية، التي تقول موسكو إنها تهدف إلى محاربة الإرهاب.

وشددت على أن توريد بلادها معدات عسكرية إلى سورية يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم مساعدة إضافية لسورية في مكافحة الإرهاب.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عن زاخاروفا القول: «لم نخفِ أبداً علاقاتنا العسكرية الفنية مع سورية، ونحن نزود سورية منذ زمن بعيد بالأسلحة والمعدات الحربية، ونقوم بذلك بمراعاة العقود الموقعة، وبما يتطابق بالكامل مع القانون الدولي».

وأكدت زاخاروفا وجود خبراء عسكريين روس في سورية، وكشفت أن مهمتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة.

وفي دمشق، أكد مسؤول عسكري سوري أن وجود الخبراء العسكريين الروس في سورية زاد خلال العام الماضي.

وقال إن «الخبراء الروس موجودون دائماً، لكن العام الماضي زاد وجودهم بشكل كبير».

وفي برلين، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير فرنسا وبريطانيا وكذلك روسيا من التوسيع العسكري للنزاع في سورية.

وقال خلال مناقشة الميزانية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، أمس، إنه ربما يكون هناك حالياً «للمرة الأولى نقطة بداية للتعامل مع النزاع في سورية بشكل مختلف».

وأضاف أنه «لا يمكن أن يعول شركاء مهمون على الخيار العسكري حالياً، ويدمرون مجدداً الحلول التفاوضية». ودعاً إلى عدم التراخي مطلقاً في التوصل لحل تفاوضي من أجل سورية. وأشار إلى أنه ينظر «ببعض الفزع» للتطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية.

من ناحية أخرى، سيطر «جيش الفتح»، المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية وأخرى مقاتلة، أمس، بشكل كامل على مطار أبو الضهور العسكري في محافظة إدلب.

وأكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات النظامية أخلت مواقعها في المطار «بعد معارك عنيفة» وحصار استمر سنتين.

وجاء في خبر عاجل للتلفزيون «بعد معارك عنيفة شهدها مطار أبو الضهور بريف إدلب، شهدت بسالة كبيرة لحامية المطار على مدى أكثر من سنتين من الحصار التام، الحامية تخلي مواقعها إلى نقطة أخرى».

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «جيش الفتح» تمكن من السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة إدلب، بشكل كامل، بعد هجوم عنيف بدأ أول من أمس.

ورجح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن تكون قوات النظام المنسحبة من المطار متجهة نحو نقطة مشرق العسكرية على بعد نحو 30 كيلومتراً، والواقعة في محافظة حماة (وسط).

وقال المرصد إن المهاجمين «استغلوا سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية»، التي تشهدها مناطق عدة في سورية.

وبات وجود النظام مقتصراً في إدلب على عناصر قوات الدفاع الوطني وميليشيات أخرى موالية له، و«حزب الله» اللبناني في بلدتي الفوعة وكفريا، ذواتا الأغلبية الشيعية المحاصرتين.

تويتر