موغيريني تعتبر أن أزمة اللاجئين طويلة

المهاجرون يتدفقون على النمسا بعد سماح المجر بعبورهم

صورة

تدفق آلاف من المهاجرين المرهقين إلى النمسا، أمس، في حافلات عبر الحدود بعد أن توقفت الحكومة المجرية عن محاولة منعهم من العبور، فيما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تدفق اللاجئين، الذي أدى إلى انقسامات عميقة داخل الاتحاد، طويل الأمد وعلى الدول الأعضاء ان تتكيف مع هذا الواقع الجديد.

ونشرت حكومة المجر اليمينية، أمس، عشرات الحافلات لنقل المهاجرين من العاصمة بودابست لنقل أكثر من 1000 مهاجر معظمهم سوريون انطلقوا سيراً على الأقدام أول من أمس، على الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى فيينا. وقالت النمسا إنها اتفقت مع ألمانيا على السماح للمهاجرين بالدخول والتنازل عن قواعد نظام اللجوء الذي كان على شفا الانهيار

بسبب أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ حروب يوغوسلافيا في تسعينات القرن الماضي.

واصطف المهاجرون المرهقون في طوابير طويلة ولفوا أجسادهم بالبطانيات وأكياس النوم لتحميهم من المطر. وكان بعضهم يحمل أطفالاً ونزلوا من الحافلات على الجانب المجري من الحدود ثم توجهوا للنمسا سيراً على الأقدام واستقبلهم عمال الإغاثة بالفاكهة والمياه، وحمل بعض النمساويين الذين كانوا بانتظارهم لافتات كتب عليها «مرحباً أيها اللاجئون».

وقال رجل سوري يدعى محمد «نحن سعداء. سنذهب إلى ألمانيا»، بينما قال آخر طلب عدم نشر اسمه «ينبغي إخراج المجر من الاتحاد الأوروبي. يا لها من معاملة سيئة».

وقالت شرطة النمسا، أمس، إن 4000 شخص عبروا الحدود خلال الليلة قبل الماضية وصباح أمس، ويتوقع ان يصل العدد لاحقاً إلى 10 آلاف.

وجرى توفير قطارات لنقلهم من بلدة نيكلسدورف الحدودية إلى فيينا. وقالت المجر إن سلامة المرور كانت السبب وراء قرارها السماح للمهاجرين بالتحرك.

لكن القرار بدا اعترافاً بأن الحكومة فقدت السيطرة في وجه أعداد هائلة من المهاجرين العازمين على الوصول إلى الدول الأغنى في شمال وغرب أوروبا في ختام رحلة كثيراً ما تكون محفوفة بالمخاطر هرباً من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان في صفحته على موقع «فيس بوك»، أمس، إنه «بسبب الوضع الطارئ اليوم على الحدود المجرية اتفقت النمسا وألمانيا في هذه الحالة على السماح بتواصل رحلة المهاجرين إلى البلدين». في السياق، اعتبرت فيديريكا موغيريني أن تدفق اللاجئين، أزمة طويلة الأمد.

وقالت بعد اجتماع غير رسمي استمر يومين لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «انها (أزمة) طويلة الأمد، كلما تقبلناها بسرعة أصبحنا أكثر سرعة في اتخاذ إجراءات فعالة كأوروبيين متحدين». وأضافت أن الأزمة «تؤثر فينا جميعاً، في الأشهر القليلة الماضية كانت ايطاليا واليونان ومالطا، والآن المجر وقد يأتي دور عضو آخر في الاتحاد مستقبلاً». وكشفت ازمة تدفق المهاجرين انقسامات عميقة في الاتحاد الذي يضم 28 دولة، فيما تدعو ألمانيا إلى استقبال عدد اكبر من الاشخاص الفارين من الحرب والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز في وقت سابق، ان هذه المحنة والخسارة البشرية الكبيرة هي «انذار» لأوروبا لحل اكبر ازمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

ورأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن التفاهم مع النمسا والمجر على السماح للاجئين بالدخول ينبغي ألا يشكل سابقة.

وتريد المفوضية بلورة آلية دائمة للتوزيع، لكن ازاء الوضع الملح خصوصاً في المجر وايطاليا واليونان سيطلب رئيس المفوضية جون كلود يونكر من الدول الأعضاء «توزيع 120 ألف لاجئ اضافي بشكل عاجل داخل الاتحاد الأوروبي».

تويتر