معارك عنيفة بين «داعش» والمعارضة جنوب دمشق

لافروف يشترط توحيد المعـارضة لحلِّ الأزمة السورية

لافروف لدى استقباله حسن عبدالعظيم على رأس وفد من المعارضة السورية في الداخل. أ.ب

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، المعارضة السورية إلى توحيد مواقفها، معتبراً أن تلك الخطوة تعد من أهم مقدمات حل الأزمة في سورية، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة بين تنظيم «داعش» ومقاتلي المعارضة، جنوب دمشق، في أقرب نقطة يصلها التنظيم حتى الآن من العاصمة.

واستقبل لافروف، أمس، وفداً من المعارضة السورية في الداخل، أتى إلى موسكو في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة في سورية، وهي الزيارة الرابعة لوفد من المعارضة إلى موسكو في غضون شهر.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني عن لافروف قوله خلال لقائه أعضاء «لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية»، إن «مهمة توحيد صفوف أطياف واسعة من المعارضة السورية على أساس قاعدة بناءة لإجراء حوار مع الحكومة حول جميع القضايا الرئيسة، تعد من أهم مقدمات حل الأزمة».

وأكد أن روسيا «تدعم بثبات سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، كما أنها تؤمن بقدرة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، وحل القضايا الصعبة التي تواجهها البلاد».

وأعلن أن موسكو «تسعى خصوصاً لجمع أكبر عدد من المعارضين السوريين على منصة مخصصة للحوار مع النظام» في دمشق، حسبما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» للأنبار.

وقال لافروف «ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها، لقد باتت زيارات الوفود السورية بمثابة تقليد».

من جهته، أعلن عبدالعظيم ان وفده الذي وصل أول من أمس، إلى روسيا يشكر موسكو على «تنظيم اللقاء»، مشيراً إلى «عمل في العمق» تبذله روسيا لحل الأزمة في سورية. وذكرت القناة أن المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة حسن عبدالعظيم، أكد خلال لقائه لافروف، سعي المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر «جنيف 3».

وتأتي هذه الزيارة فيما يستأنف النشاط الدبلوماسي حول الملف السوري،

ففي أواخر 2014 وبداية السنة الجارية، استضافت موسكو جولتين من المفاوضات بين النظام ومعارضة الداخل التي لا تمثل جميع أطياف المعارضة.

وأتاحت تلك اللقاءات تبني مبادئ عامة في يناير، و«وثيقة عمل» في أبريل، لكن من دون ان تفضي إلى حلول ملموسة، خصوصاً أن المعارضة في الخارج التي يدعمها الغرب لم تشارك فيها.

ومازال مصير الرئيس بشار الأسد مثار خلافات بين الروس من جهة، والغربيين وبعض البلدان العربية ومعارضين سوريين، من جهة أخرى. وكرر لافروف، أمس، أن طرح رحيل الأسد شرطاً مسبقاً لتسوية النزاع «غير مقبول بالنسبة لروسيا».

وتدعو موسكو من جهة اخرى إلى تشكيل ائتلاف واسع يضم خصوصاً تركيا والعراق والسعودية، والجيش النظامي السوري، لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية.

وكان لافروف استقبل في أغسطس الماضي رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، ومن بعده وفداً من تجمع القاهرة برئاسة المعارض السوري هيثم المناع.

كما توجه ايضاً ممثلون من المعارضة في الداخل، خصوصاً اعضاء من المجتمع المدني ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر إلى موسكو.

على الصعيد الميداني، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن تنظيم «داعش» ومقاتلي المعارضة يخوضان «حرب شوارع» جنوب دمشق.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن اشتباكات دارت في حي القدم أحد الأحياء الجنوبية لدمشق، حيث بسط التنظيم المتطرف سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين.

وأضاف أن «هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصلها التنظيم من مركز العاصمة»، مشيراً إلى مقتل 15 مقاتلاً من الجانبين خلال المعارك التي اجبرت السكان على الفرار.

وقدم التنظيم من منطقة الحجر الأسود المجاور، حيث يوجد منذ يوليو 2014.

وأكد مصدر أمني سوري لـ«فرانس برس» الاقتتال بين الجانبين. وقال «إنهما يتقاتلان معاً، وهذا يفرحنا، ونحن متنبهون في حال حدوث أي امتدادات» نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

ويسود الهدوء نسبياً حي القدم، بحسب المرصد، منذ بدء سريان الهدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تم التوصل إليها منذ عام.

ويستخدم التنظيم منذ طرده من الغوطة الشرقية حي الحجر الأسود كقاعدة من اجل شن هجومه ضد العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري.

وحاول التنظيم السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في ابريل انطلاقاً من حي الحجر الأسود، إلا أنه تم صده وتراجع عن بعض الأحياء التي سيطر عليها فيه.

كما اختطف عناصر التنظيم في ابريل مقاتلين اثنين من القدم، وقطع رأسيهما في الحجر الأسود.

وفي شمال البلاد، تمكن «جيش الفتح» من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها أغلبية من الطائفة الشيعية، وبسط سيطرته على بلدة صواغية المجاورة لها في ريف إدلب.

ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و«حزب الله»، ومطار أبوالظهور العسكري، حيث تقاتل قوات نظامية.

ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية مارس الماضي.

تويتر