«الائتلاف» يتهم المجتمع الدولي بالتواطؤ مع «النظام» ضد المدنيين

الأمم المتحدة تعرب عن «ذهولها» وتندد بالغارات على دوما

صورة

دانت الأمم المتحدة، أمس، الغارات الجوية التي شنتها القوات النظامية على سوق في بلدة دوما السورية، وتسببت بمجزرة راح ضحيتها 96 قتيلاً، معربة عن «ذهولها» من التجاهل التام لحياة المدنيين. في وقت اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تواطؤ المجتمع الدولي الذي سمح للنظام بالتمادي في ارتكاب المذابح بحق المدنيين.

ودان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي مستورا، أمس، الغارات الجوية على سوق في بلدة دوما السورية، التي أسفرت عن مقتل 96 شخصاً.

وقال في بيان، إن قصف الحكومة لدوما، أول من أمس، «كان مدمراً، فالهجمات على المناطق المدنية وإطلاق قنابل جوية بشكل عشوائي، وكذلك القنابل الحارقة، أمر يحظره القانون الدولي».

وأضاف أن هذه القنابل «ضربت تجمعاً للمواطنين»، و«قتلت نحو 100 منهم» في سوق مزدحمة وسط دوما (13 كلم شمال شرق دمشق). وأكد أنه «من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف».

وأشار إلى أن الهجوم أعقب قصف دمشق الأسبوع الماضي من قبل جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن قطع إمدادات المياه، وهذه تدابير تؤثر في المدنيين وهي غير مقبولة.

وقال إنه «يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون قيد أو شرط ويجب أن يتوقف القتل، حل هذا الصراع لن يكون بطريقة عسكرية، كما تم إثبات ذلك في السنوات الاخيرة».

من جهته، أعرب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين من دمشق، أمس، عن «ذهوله» من الغارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما.

وتزامنت الغارات الجوية على دوما مع وجود أوبراين في دمشق، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في مايو خلفاً لفاليري آموس.

وقال أوبراين خلال مؤتمر صحافي في دمشق «هالتني أخبار الضربات الجوية على وجه الخصوص»، التي «تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق».

وأضاف «أصبت بالذهول جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع»، مشدداً على أن الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف».

وناشد «جميع أطراف هذا النزاع الطويل حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي».

وتعرضت مدينة دوما، أول من أمس، إلى خمس غارات جوية على الأقل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بارتفاع حصيلة القتلى «جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى 96 شهيداً على الأقل بينهم أربعة أطفال، فيما أصيب 250 آخرون بجروح».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن قصف دوما «يأتي في اطار سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام السوري».

وأضاف «يريد النظام أن يظهر انه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من دون أن يبدي اي اهتمام بالمجتمع الدولي».

وقال مصور لـ«فرانس برس» في دوما، إن الأهالي شيعوا القتلى، أمس، بعد ان حال القصف الجوي الذي طال موقع المقبرة دون تشييعهم أول من أمس. وأضاف أنه «بعد كل مجزرة يضطر الأهالي إلى دفن اربعة اشخاص فوق بعضهم بعضاً بسبب ارتفاع عدد القتلى». وأوضح أن ما رآه في المدينة أول من أمس، كان «أشد قسوة مما شاهده بعد قصف المدينة بالسلاح الكيماوي قبل عامين». وفي إسطنبول، اتهم الائتلاف الوطني السوري النظام بـ«تعمد» قتل المدنيين، منتقداً تقصير المجتمع الدولي.

وقال رئيس الائتلاف خالد خوجة في مؤتمر صحافي، أمس، إن جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين «تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ».

وأضاف أن «من يسلح نظاماً مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية».

واعتبر خوجة أن «من يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع». وتخضع مدينة دوما منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة شحاً في المواد الغذائية والادوية.

واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء الماضي قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

وفي غرب سورية، استهدفت قذائف صاروخية، أمس، أحياء سكنية في مدينة اللاذقية الساحلية موقعة ضحايا للمرة الثانية في غضون أقل من أسبوع.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل بمقتل ستة أشخاص وإصابة 19 آخرين بجروح جراء «قذائف حقد الإرهابيين على المدينة». وأكد المرصد من جهته استهداف المدينة، مشيراً إلى مقتل ثلاثة أشخاص فقط.

تويتر