التحالف الدولي يستهدف مستودع ذخيرة لـ «جيش الفتح» شمال غرب سورية

37 قتيلاً بقصــف للنظـام علــــــــــى الغوطة.. و«العفو» تتهمـه بـ «جرائــــم حرب»

سوريون يُعالجون في مستشفى ميداني بعد إصابتهم بغارات شنتها قوات النظام على مدينة دوما شرق دمشق. أ.ف.ب

قتل 37 مدنياً، أمس، في غارات شنتها القوات النظامية السورية على مناطق في الغوطة الشرقية لدمشق، فيما قتل 13 بقذائف استهدفت أحياء في دمشق، بينما اعتبرت منظمة العفو الدولية قصف النظام للمدنيين المحاصرين في الغوطة «جرائم حرب». في حين استهدفت ضربات جوية شنها التحالف الدولي مستودع ذخيرة تابعاً لـ«جيش الفتح» شمال غرب سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن طائرات النظام الحربية نفذت غارات عدة، استهدفت مناطق في غوطة دمشق الشرقية، تسببت في مقتل 37 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة أكثر من 120 آخرين بجروح.

وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.

وطال القصف الجوي مدن وبلدات دوما وسقبا وحمورية وكفربطنا، في ريف دمشق.

وتظهر صور التقطها مصور لـ«فرانس برس»، في مدينة دوما، نحو 17 جثة موضوعة داخل أكياس بلاستيكية على الأرض داخل مستشفى ميداني، وتبدو في صورة أخرى جثة طفلين قتلا جراء القصف الجوي لقوات النظام على المدينة.

وفي صور أخرى، تظهر مجموعة من الجرحى وهم مستلقون على الأرض التي تغطيها بقع الدماء، وبين الجرحى أطفال يبكون والدماء تسيل منهم جراء إصاباتهم.

وتأتي الغارات الجوية على ريف دمشق بعد ساعات من قصف مقاتلي الفصائل أحياء عدة في دمشق، صباح أمس، «بأكثر من 50 قذيفة صاروخية»، بحسب المرصد.

وقال المرصد إن القصف تسبب في مقتل 13 شخصاً، بينهم 10 مدنيين، بالإضافة إلى إصابة 60 شخصاً آخرين بجروح خطرة.

وطالت القذائف أحياء عدة في دمشق، أبرزها المزة وساحة الأمويين وشارع بغداد والقزاز، ومحيط السفارة الروسية، ومناطق في دمشق القديمة والمهاجرين.

في السياق، اتهمت منظمة العفو الدولية، أمس، القوات النظامية بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

وذكرت أن القصف «الذي لا هوادة فيه»، وشن هجمات على 163 ألف شخص من المدنيين المحاصرين في منطقة الغوطة الشرقية، ينبغي النظر إليهما باعتبارهما جرائم حرب.

وقالت إن القصف الجوي، الذي يتسبب أيضاً في تدمير مبانٍ سكنية ومساجد وأسواق، بينما تقوم قوات الحكومة السورية بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، والقنابل غير الموجهة إلى المناطق المأهولة بالسكان «في سلسلة من الهجمات المباشرة والعشوائية على المدنيين، إنما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب».

وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، سعيد بومدوحة: «تتعرض حياة المدنيين في الغوطة الشرقية على مدار ثلاث سنوات للدمار إثر سفك الدماء والمأساة، فهم محاصرون من جميع الاتجاهات من دون وجود سبيل للفرار من القصف الجوي غير القانوني، والهجمات الجوية التي تشنها قوات الحكومة».

كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع، المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سورية.

إلى ذلك، قال المرصد في بريد إلكتروني إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي نفذت ضربات عدة استهدفت، الليلة قبل الماضية، مستودع ذخيرة تابعاً لـ«جيش السنة»، الذي ينضوي في إطار «جيش الفتح»، في منطقة أطمة بريف إدلب.

وتسببت الضربات الجوية، وفق المرصد، في مقتل 10 مقاتلين من «جيش السنة» من جنسيات غير سورية، إضافة إلى مقتل طفل.

ويتألف «جيش الفتح» من تحالف فصائل مقاتلة وإسلامية، بالإضافة إلى «جبهة النصرة».

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن «منطقة أطمة التي طالتها ضربات التحالف الدولي، تضم مخيماً كبيراً للنازحين السوريين، لكنه لم يصب بأي أذى»، مضيفاً أن طائرات التحالف «استهدفت مستودعاً للذخيرة، لكنّ مدنيين يسكنون على مقربة منه».

سياسياً، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أمس، دول الجوار إلى العمل على «مكافحة الإرهاب والتطرف».

وقال: «أقول للاعبين الآخرين ولجيراننا آن الآوان لأن يهتموا بالحقائق ويرضخوا لمطالب الشعب السوري ويعملوا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية».

تويتر