مقتل 25 معارضاً في هجوم لـ «داعش» على مدينة مارع شمال سورية

روسيا والسعودية تخفقــان في الاتفاق على مصير الأســـــد

صورة

أكدت روسيا والسعودية، أمس، وجود توافق بينهما حول بعض جوانب الأزمة السورية، فيما أخفقتا في التغلب على خلافاتهما بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتبر خلافاً محورياً في الأزمة السورية. في وقت قتل 25 عنصراً على الأقل من الفصائل المعارضة المقاتلة في هجوم نفذه تنظيم «داعش» على مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، التي تعقد معقلاً رئيساً لمقاتلي المعارضة في شمال سورية.

وفي التفاصيل، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره السعودي، عادل الجبير، أمس، في موسكو، استمرار الخلافات العميقة بين موسكو والرياض حول سورية ومصير الأسد الذي تصر السعودية على رحيله من السلطة.

وأكد الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، أن السعودية لن تتعاون مع النظام في دمشق.

وقال: «في ما يتعلق بتحالف تشارك فيه السعودية إلى جانب الحكومة السورية فهو مستبعد، وليس جزءاً من خططنا».

وذكر أن السعودية تشكل «أصلاً» جزءاً من تحالف ضد «الإرهابيين»، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سورية والعراق منذ أغسطس 2014.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أطلق في نهاية يونيو فكرة إنشاء تحالف واسع، يضم تركيا والعراق والسعودية على وجه التحديد، وكذلك القوات النظامية السورية لمكافحة «داعش» بشكل أفضل.

ويحاول وزير الخارجية الروسي تسويق هذه الفكرة، كما فعل خلال زيارته للدوحة الأسبوع الماضي، لكن المبادرة الروسية تتقدم ببطء، وتكشف الخلافات أكثر فأكثر.

فموسكو تعتبر أن «داعش» هو العدو الذي تجب محاربته، بينما يعتبر العرب والغربيون وتركيا أن الأسد هو هذا العدو. وحمّل الجبير الرئيس السوري مسؤولية ظهور تنظيم «داعش» في سورية، مؤكداً أنه فضل «توجيه سلاحه ضد شعبه وليس ضد (داعش)». وشدد على أن «بشار الأسد يشكل جزءاً من المشكلة وليس من الحل لهذه الأزمة السورية». وأكد على ضرورة الحفاظ على المؤسسات السورية، خصوصاً العسكرية، من أجل مرحلة ما بعد الأسد. وتحدث عن توافق من أجل توحيد المعارضة السورية. وقال الجبير ولافروف إنهما ناقشا التقريب بين جماعات المعارضة المختلفة، لتحسين فرصها في مواجهة «داعش»، وتعزيز التنسيق في المحادثات الدولية بشأن حل الصراع.

وقال لافروف في وصفه للاقتراح الروسي «المحادثات تتعلق بالتنسيق بين كل هؤلاء الذين يقاتلون بالفعل الإرهابيين، ومن ثم يكون تركيزهم الرئيس على محاربة الإرهابيين، وترك تسوية الخلافات بينهم إلى وقت لاحق»، مؤكداً أن «زيادة تنسيق الجهود على الأرض ستساعد على بلوغ هذا الهدف».

وأضاف أن «الأمر لا يتعلق بتشكيل تحالف تقليدي بقائد أعلى وقوات مسلحة تطيعه»، بل «بتنسيق تحركات الذين يحاربون الإرهابيين أصلاً»، أي الجيشين السوري والعراقي والأكراد «ليدركوا مهمتهم الأولى وهي مكافحة التهديد الإرهابي، ويضعوا جانباً تصفية حساباتهم».

وأوضح أنه «خلافاً لتنظيم (داعش) لا يهدد بشار الأسد أي بلد مجاور»، داعياً «الجميع إلى المقارنة بين حجم هذه التهديدات».

لكن الجبير قال «موقفنا لم يتغير، ليس هناك مكان للأسد في مستقبل سورية».

لكن لافروف أعاد التأكيد على أن الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الأسد. وقال «القرار حول جميع قضايا التسوية، ومن بينها ما يتعلق بإجراءات المرحلة الانتقالية والإصلاحات السياسية، يجب أن يتخذه السوريون أنفسهم»، بما يتناسب مع اتفاق «جنيف2». وأشار إلى أن «الاختلافات مستمرة» بين الدولتين، مؤكداً أن «مصير الرئيس الأسد جزء من هذه الخلافات».

وتدعم روسيا النظام في دمشق، فيما تؤيد السعودية المعارضة، وتطالب برحيل الأسد عن السلطة في سورية، حيث أسفر النزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات عن مقتل أكثر من 240 ألف شخص.

من ناحية أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن تنظيم «داعش» هاجم الليلة قبل الماضية مدينة مارع، التي تعد معقلاً رئيساً للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تخللها تفجير أربعة عناصر من التنظيم أنفسهم بأحزمة ناسفة.

وأضاف أن الاشتباكات والتفجيرات الانتحارية تسببت بمقتل 25 مقاتلاً من الفصائل على الأقل وثمانية من التنظيم «بينهم الانتحاريون الأربعة».

وتقع مدينة مارع على طريق امداد رئيسة نحو تركيا، وتعد أحد أبرز معاقل فصائل المعارضة التي تخوض معارك ضد النظام و«داعش» في آن معاً.

وكتب مدير «وكالة شهبا» المحلية في حلب مأمون الخطيب، على صفحته على موقع «فيس بوك»، إن «خلية من تنظيم (داعش) تسللت إلى مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، وقام عناصرها بإطلاق القنابل اليدوية والرصاص الحي على المدنيين».

وأوضح أن مقاتلي الفصائل «حاصروا» عناصر التنظيم في أحد احياء المدينة، ما دفع عدداً منهم إلى تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة.

ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، توقفت فجر أمس، وفق المرصد.

وسيطر التنظيم الأحد الماضي على قرية أم حوش الواقعة جنوب مدينة مارع، بعد اشتباكات تسببت بمقتل 37 عنصراً من الفصائل، ولايزال 20 آخرون في عداد المفقودين، بحسب المرصد.

كما قتل 19 مقاتلاً من عناصر التنظيم في هذه المعركة، جراء ضربات جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة أميركية، والذي يستهدف مواقع المتطرفين في سورية، ويحاول التنظيم منذ أشهر السيطرة على مدينة مارع، نظراً لموقعها الاستراتيجي، وبهدف قطع الإمدادات إلى الفصائل المقاتلة.

تويتر