31 قتيلاً بتحطم طائرة حربية خلال قصفها مدينة أريحا

واشنطن تقرر تقديم غــــطـاء جوي للمعارضة السورية.. وروســيا تنتقد

صورة

قرّرت الولايات المتحدة تقديم غطاء جوي بالتعاون مع تركيا، لمقاتلي المعارضة السورية، الذين دربهم الجيش الأميركي في مواجهة أي مهاجمين، الأمر الذي انتقدته روسيا، معتبرة أن دعم معارضي حليفها الرئيس بشار الأسد، ستقوض قدرة دمشق على قتال تنظيم «داعش». في حين قتل 31 شخصاً، أمس، بسقوط طائرة حربية سورية أثناء قصفها مدينة أريحا، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غرب سورية.

وقال مسؤولون أميركيون، إن الولايات المتحدة قرّرت السماح بشنّ غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية، الذين دربهم الجيش الأميركي في مواجهة أي مهاجمين، حتى لو كانوا من القوات الموالية للأسد.

وأوضحوا أن القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما، والذي قد يعمق الدور الأميركي في الصراع السوري، يهدف إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش»، وليس القوات الحكومية السورية.

وتعرضت أول دفعة من القوات التي دربتها الولايات المتحدة، ونشرتها في شمال سورية للنيران يوم الجمعة من متشددين آخرين، ما أدى إلى شنّ الولايات المتحدة أول غارات جوي معروفة لمساندة تلك القوات.

وقال مسؤولون أميركيون، اشترطوا عدم نشر أسمائهم، كي يتسنى لهم تأكيد تفاصيل القرار، إن الولايات المتحدة ستشنّ هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف «داعش». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من كشف عن القرار.

ومن المقرر أن توفر الولايات المتحدة أيضاً دعماً دفاعياً لصد أي مهاجمين.

وقلل مسؤولون أميركيون مراراً من احتمال إقدام القوات الموالية للأسد على استهداف مقاتلي المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة، ولم تصوّب القوات الحكومية السورية نيرانها على طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، التي تقوم بقصف أهداف تابعة لـ«داعش» في سورية، ومع ذلك لا يستبعد الأميركيون احتمال نشوب «اشتباك غير مقصود».

وامتنعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والبيت الأبيض، عن مناقشة القرار المتعلق بقواعد الاشتباك، أو تأكيد تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين لم تُنشر أسماؤهم.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، اليستير باسكي، إنه لم يتم تقديم دعم واسع النطاق إلا للقوات التي دربتها الولايات المتحدة، بما في ذلك «الدعم بنيران دفاعية لحمايتهم». وأشار كدليل على ذلك إلى الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الجمعة الماضي. وأضاف «لا ندخل في تفاصيل قواعد الاشتباك التي نتبعها، ولكن نقول دائماً إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرة هذه القوات على تنفيذ مهمتها بنجاح».

وامتنعت أيضاً المتحدثة باسم البنتاغون، الكوماندر اليسا سميث، عن التعليق على قواعد الاشتباك، واكتفت بتوضيح أن البرنامج العسكري الأميركي يركز «أولاً وقبل كل شيء»، على محاربة «داعش». وقالت «على الرغم من ذلك، نعرف أن كثيراً من هذه الجماعات تقاتل الآن على جبهات عدة، بما في ذلك ضد نظام الأسد وتنظيم داعش، وإرهابيين آخرين».

وتنتمي القوات التي دربتها الولايات المتحدة إلى «الفرقة 30». وأعلنت «جبهة النصرة» الأسبوع الماضي، أنها خطفت قائد الفرقة، لكن مسؤولين أميركيين تحدثوا، شريطة عدم نشر أسمائهم، وقالوا إنه لم يتلق تدريباً من الولايات المتحدة.

من جهتها، ردت روسيا على القرار الأميركي قائلة إن أي دعم لمعارضي الأسد سيقوض قدرة دمشق على قتال «داعش»،

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن «موسكو شدّدت مرات عدة على أن مساعدة المعارضة السورية، سواء كانت بوسائل مالية أو فنية (عسكرية)، ستؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار الوضع في البلاد».

من ناحية أخرى، سقطت طائرة حربية سورية، أمس، نتيجة «خلل تقني»، خلال قصفها مدينة أريحا، ما تسبب في مقتل 31 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 60 آخرين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«فرانس برس»، أمس، إن طائرة حربية تحطمت خلال قصفها حيّاً في وسط مدينة أريحا الواقعة في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ 28 مايو الماضي. وأوضح أن «الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما تعرضت لخلل تقني»، أدى إلى سقوطها. وأشار عبدالرحمن الى «مقتل 31 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان»، نقلاً عن مصادر طبية وسكان الحي، مضيفاً أنه «لم يتم التعرف إلى هوية خمسة منهم». ونقل المرصد عن سكان محليين قولهم، ان سقوط الطائرة قرب سوق للخضار تسبب «في انفجار ضخم» في المنطقة، حيث أدى القصف الجوي المستمر لقوات النظام إلى تدمير مبانٍ عدة. وقال عبدالرحمن ان تحطم الطائرة «تسبب في إصابة نحو 70 شخصاً على الأقل، بجروح، فيما لايزال ستة أشخاص آخرين تحت الأنقاض ولا يمكن معرفة إذا كانوا على قيد الحياة».

تويتر