أنقرة تؤكد قدرة عملياتها العسكرية على تغيير المعطيات في المنطقة

اتفاق أميركي ــ تركي على تطهير شمال سورية من «داعش»

صورة

أكدت الولايات المتحدة أنها وتركيا متفقتان على العمل معاً لتطهير شمال سورية من تنظيم «داعش»، فيما أعلنت أنقرة أن هجومها ضد متمردي حزب العمال الكردستاني و«داعش»، يمكن أن «يغيّر التوازن» في المنطقة، في حين تواجه تركيا اتهامات بقصف الأكراد في سورية.

وأعلن مسؤول أميركي بارز أن الولايات المتحدة اتفقت مع تركيا على العمل معاً لتطهير شمال سورية من «داعش». وقال لـ«فرانس برس»، أمس، إن «الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم (داعش)، وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سورية».

في السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي حضره محررون ورؤساء تحرير وسائل إعلام تركية، أن «تركيا قادرة على أن تستخدم القوة بشكل فاعل من شأنه أن يساعد على تغيير التوازن في سورية، والعراق وجميع أنحاء المنطقة، يجب ان يكون العالم مدركاً ذلك».

وأشار إلى أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سورية.

وأضاف «لن نرسل قوات برية إلى الأراضي السورية، لكن لا نريد أن نرى (داعش) بالقرب من الحدود التركية».

وبرر داود أوغلو العملية العسكرية ضد التنظيم، بالهجوم الانتحاري في سروج قبل أسبوع، الذي نسبته السلطات التركية إلى التنظيم، إضافة إلى مقتل جندي تركي بإطلاق نار من قبل متطرفين الخميس الماضي.

وقال «نريد التأكد من ان التنظيم يدفع ثمناً غالياً لمقتل 32 شخصاً (في سروج)، حتى لا يعيد الكرة أبداً، وأدى مقتل الجندي إلى تسريع ردنا».

إلا أن داود أوغلو رفض إعطاء تفاصيل حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة أنجرليك (جنوب تركيا) لشنّ غاراتها ضد المتطرفين في سورية والعراق.

وأكد أن الضغوط التي تمارسها تركيا لفرض منطقة حظر جوي في شمال سورية «أخذت في الاعتبار إلى حد ما».

وأضاف: «إذا لم نرسل قوات برية، وهو ما سنقوم به، فإن علينا حماية بعض العناصر (من المعارضة السورية المعتدلة)، الذين يتعاونون معنا على الأرض».

وأوضح أن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني تهدف إلى «إعادة فرض النظام» في تركيا.

وتبنّى حزب العمال الكردستاني الأربعاء قتل شرطيين تركيين في جيلان بينار قرب الحدود مع سورية، رداً على هجوم سروج الانتحاري.

من ناحية أخرى، اتهمت قوات كردية سورية تشكل رأس الحربة في المعركة ضد «داعش» على الأراضي السورية، الدبابات التركية بقصف قرية زور مغار بمحافظة حلب على الحدود التركية وشرق قرية جرابلس، شمال سورية يسيطر عليهما مقاتلوها، ما أسفر عن إصابة أربعة منهم. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات القصف.

ونددت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان بالقصف، مؤكدة انه «بدلاً من مهاجمة المواقع التي يحتلها الإرهابيون من (داعش)، تهاجم القوات التركية مواقع دفاعاتنا».

وأضافت «ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم».

لكن مسؤولاً تركيا نفى ذلك. وقال لـ«فرانس برس»، إن «حزب الاتحاد الديمقراطي (الحزب الكردي الرئيس في سورية)، مثل سواه، ليس جزءاً من أهداف عملياتنا العسكرية».

من جهته، شدّد مسؤول في وزارة الخارجية التركية لـ«فرانس برس» على أن القصف التركي جاء رداً على إطلاق نار من سورية، وقال «من المستحيل أن تكون هذه القرية تعرضت للقصف».

من جهة اخرى، أمرت أنقرة بشنّ سلسلة من الغارات على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ونفذت مقاتلات تركية الليلة قبل الماضية مزيداً من الضربات ضد المتمردين.

وبعد بضع ساعات من الغارات التركية الأولى، أعلن الأكراد انتهاء الهدنة التي يلتزمونها منذ عام 2013، وأعلنوا رداً على الغارات مسؤوليتهم عن مقتل جنديين تركيين بانفجار سيارة مفخخة في جنوب شرق تركيا.

وقال داود أوغلو «هذه الهجمات تهدد الديمقراطية»، مؤكداً عدم شعوره بأي عداء تجاه أكراد سورية. وأضاف أنه «إذا قطع حزب الاتحاد الديمقراطي علاقاته مع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ولم يشكل أي تهديد لتركيا، فسيكون بإمكانه أن ينضم إلى التحرك من أجل سورية ديمقراطية». وأوضح أنه «إذا حاول القيام بعملية تطهير عرقي في المنطقة، فإن الأمور ستكون مختلفة». واتهمت تركيا أخيراً أكراد سورية بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، معربة عن القلق حيال قيام كيان كردي مستقل معادٍ لها على حدودها الجنوبية.

وشنّت الشرطة التركية حملة توقيفات غير مسبوقة ضد ناشطين يشتبه في انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني و«داعش» وأقصى اليسار.

وأكد مسؤول تركي اعتقال 900 شخص منذ يوم الجمعة الماضي.

من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جشاوش أوغلو، أمس، أن متمردي حزب العمال الكردستاني «لم يوقفوا يوماً اعمالهم الإرهابية»، مشدداً على ان ذلك لا يعني نهاية عملية السلام.

وقال خلال زيارة إلى لشبونة «نحن لم نقل يوماً ان عملية مفاوضات السلام انتهت، لكن حزب العمال الكردستاني لم يحترمها يوماً».

وأضاف أن المتمردين الأكراد «اغتنموا الوضع في المنطقة مع بدء تركيا التصدي لـ(داعش)، وكثفوا هجماتهم وأنشطتهم الإرهابية في تركيا». وقال «لذلك علينا ايضاً ان نضرب أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق».

من جهة أخرى، حمّل وزير الخارجية على حزب الشعب الديمقراطي (مؤيد للأكراد)، الذي حقق نجاحاً غير مسبوق في الانتخابات التشريعية في يونيو، بفوزه بـ13% من الأصوات، فاتهمه بأنه «تابع لحزب العمال الكردستاني».

 

تويتر