أكد انهيار الاقتصاد وتماسك الجيش رغم نقص طاقته البشرية

الأسد: الحل السياسي للأزمة السورية «دون مكافحة الإرهاب» بلا معنى

الأسد خلال خطاب متلفز له أمس في دمشق. أ.ب

رفض الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة، أمس، الحل السياسي للأزمة السورية، معتبراً أن الحديث عن حل سياسي لا يعتمد على إنهاء الارهاب هو حديث أجوف وعديم المعنى، فيما اعترف بأن سورية أصبحت منهارة اقتصادياً، وأن السوريين لن يتمكنوا من مشاهدة خطابه بسبب انقطاع الكهرباء، وأكد أن الجيش متماسك في معظم المناطق المهمة، وقادر على الانتصار في النزاع الذي يخوضه منذ أكثر من أربع سنوات، على الرغم من «نقص» في الطاقة البشرية لديه، مشيراً إلى أن الدعم العسكري الإيراني اقتصر على الخبراء، بينما تقاتل المقاومة اللبنانية مع الجيش السوري.

وتفصيلاً، جدد الأسد في كلمة ألقاها أمام رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والمهنية في قصر الشعب، وبثها التلفزيون السوري مباشرة، التأكيد على أن أي مسار سياسي لا يضمن «محاربة الإرهاب» لحل الأزمة المستمرة للسنة الخامسة «لا فرصة له ليرى النور».

وعلى الرغم من تأكيد الأسد أن «كل شيء متوافر» في الجيش، إلا أنه أقر بوجود «نقص في الطاقة البشرية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن نسبة الالتحاق بالجيش ازدادت خلال الشهرين الماضيين.

واعتبر الأسد أنه «ليس هناك جيش في العالم يقاتل أربع سنوات ونيفاً أكثر من 100 دولة على الأرض ولا يتعب، لكن تعب الجيش لا يعني أبداً أن الانهزام مفردة في قاموسه»، مؤكداً «امتلاك الإرادة والثقة بالانتصار».

وأضاف: «لا يوجد انهيار، وسنصمد، وسنحقق الانتصار».

وقال الأسد «يوجد التحاق، وازداد الالتحاق في الأشهر الماضية، ولابد من أن نقوم بخطوات محددة، لنصل إلى فكرة الاستكمال لتصل إلى مستوى هذه المهام العاجلة».

وأصدر الأسد، أول من أمس، عفواً عن المنشقين عن الجيش السوري، من الذين لم يشاركوا في العمليات العسكرية، وأشار خلال كلمته إلى أن العفو «يهدف إلى تشجيع المتخلفين على الالتحاق بالجيش».

وعزا الأسد انسحاب قواته من بعض المناطق خلال الأشهر الماضية إلى أن «الدول الداعمة للإرهابيين، كثفت دعمها لهم أخيراً، بشرياً وعسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً، وفي بعض الأماكن تدخلت بشكل مباشر، كما حصل في إدلب من قبل الأتراك لدعمهم، كل ذلك أدى في الفترة السابقة لأن يتمكن الإرهابيون من السيطرة على بعض المناطق».

وأوضح أن «قواتنا المسلحة ــ وأي قوات مسلحة في العالم ــ لا يمكن لها أن توجد في كل بقعة على امتداد الوطن»، لافتاً إلى أنه «عندما نريد أن نركز القوات في منطقة مهمة نقوم بعملية حشد للعتاد والمقاتلين، لكن هذا الشيء يكون على حساب أماكن أخرى»، مضيفاً «أحياناً قد نضطر في بعض الظروف إلى أن نتخلى عن مناطق من أجل نقل تلك القوات إلى المنطقة التي نريد أن نتمسك بها».

كما جدد الأسد تمسك بلاده «بمكافحة الإرهاب» مدخلاً للمسار السياسي لحل الأزمة، وقال «ليس هناك حل سياسي حقيقي أو مبادرات جادة إن لم تكن مترافقة ومتزامنة مع القضاء على الإرهاب، عندها سيكون الحوار سورياً بامتياز، بعيداً عن الابتزاز والإملاء».

وقال إنه يؤيد أي حوار سياسي حتى وإن كان تأثيره محدوداً على حل الأزمة، ولكنه أشار إلى أن الحديث عن حل سياسي للأزمة أجوف وعديم المعنى، مقراً بأن سورية أصبحت منهارة اقتصادياً.

ميدانياً، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، استعادة السيطرة على مجموعة نقاط في غرب بلدة صرين بريف حلب، بعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم (داعش) المتطرف.

 

تويتر