أنقرة تطلق حملة ضد «التنظيم» والأكراد.. وتتحدث عن فرض منطقة حظر جوي بمحاذاة حدودها الجنوبية

الطيران التركي يقصف مـواقع لـ «داعش» في سورية

صورة

شن سلاح الجو التركي، أمس، أولى غاراته على مواقع لتنظيم «داعش» في سورية، بعد أربعة أيام على هجوم انتحاري دامٍ نسبته الحكومة إلى التنظيم، فيما أكدت أنقرة إطلاق حملة شاملة تتضمن عمليات أمنية ضد التنظيم والمتشددين اليساريين والأكراد. فيما ذكرت وسائل إعلام تركية أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بالسماح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة أنجرليك التركية لشن هجمات على التنظيم، يتضمن إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من سورية الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا.

وقصف الطيران التركي مواقع لتنظيم «داعش» في سورية، في أولى عملية من هذا النوع.

وقالت السلطات التركية إن ثلاث مقاتلات «إف ــ 16» من سلاح الجو التركي قصفت ثلاثة مواقع للتنظيم في المنطقة الحدودية داخل الأراضي السورية المقابلة لمدينة كيليس (جنوب)، غداة فتح عناصر من التنظيم النار من سورية على مركز حدودي للجيش التركي في كيليس، ما أدى إلى مقتل ضابط صف وإصابة عسكريين اثنين بجروح.

وعملاً بقواعد الاشتباك التي يعتمدها الجيش التركي منذ 2012 كلما طال إطلاق نار أراضيه، رد على الفور بفتح النار على مواقع التنظيم، وأطلقت دبابات من كتيبة المدرعات الخامسة قذائف عدة بحسب وكالة الاناضول.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن تسعة عناصر من «داعش» قتلوا وأصيب 12 آخرون في الغارات الجوية التركية.

وذكر أن الغارات استهدفت بالتحديد مناطق تقع بين شرق بلدة الراعي وغرب جرابلس في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب. ويفصل بين البلدتين شريط حدودي مع تركيا يمتد على نحو 70 كيلومتراً، ويسيطر عليه التنظيم.

وأشار المرصد إلى أن القتلى والجرحى نقلوا الى مستشفى منبج الذي يديره التنظيم في شمال شرق محافظة حلب.

وتأتي هذه المواجهة المباشرة بعد أربعة أيام على الهجوم الانتحاري الذي أوقع 32 قتيلاً و100 جريح في سروج.

وقالت السلطات التركية إن الانتحاري شاب تركي يبلغ من العمر 20 عاماً ويدعى الشيخ عبدالرحمن الأغوز. وذكرت الصحف انه أقام في صفوف تنظيم «داعش» في سورية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمس، أن العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في تركيا ضد عناصر يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» ستتواصل.

وقال للصحافة في أعقاب الغارات على مواقع للتنظيم وحملة التوقيفات التي استهدفت عناصر في التنظيم وحزب العمال، إن العمليات التي بدأت أمس «ليست آنية بل ستتواصل»، مؤكداً أن «العملية التي جرت ضد داعش حققت هدفها ولن تتوقف».

وأضاف «أقول ذلك هنا بوضوح تام، إن مشاركة تركيا في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في سورية غير واردة إطلاقاً، لكننا سنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية حدودنا».

وأكد رئيس الحكومة أن «أدنى تحرك يشكل خطراً على تركيا سيؤدي إلى أقسى ردود الفعل».

وأوضح أن بلاده، على عكس بعض المعلومات، لم تنذر مسبقاً النظام السوري بالغارات الجوية التي نفذتها فجر أمس، على مواقع للتنظيم على الأراضي السورية. وقال إن «هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة». وأشار إلى أن الشرطة أوقفت أمس، 297 شخصاً يشتبه في ارتباطهم «بمجموعات إرهابية» من مسلحي «داعش» والاكراد واليسار المتطرف في 13 محافظة في البلاد، من بينهم 37 أجنبياً.

كما قتلت ناشطة من اليسار المتطرف في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في أحد أحياء اسطنبول، بحسب وكالة انباء الأناضول.

والناشطة عضو في «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» وهي مجموعة ماركسية تقف وراء هجمات عدة في تركيا. واستهدفت العملية أيضاً عناصر من «حزب العمال الكردستاني» الذي أعلن تبني مقتل شرطيين اثنين الاربعاء الماضي في جيلان بينار (جنوب) على الحدود مع سورية، رداً على هجوم سروج.

وتتعرض الحكومة التركية منذ هجوم سروج لانتقادات شديدة تأخذ عليها سوء تقديرها لحجم خطر التطرف وصولاً إلى غض الطرف عن أنشطة تنظيم «داعش» على أراضيها التي تشكل جسر عبور للمقاتلين الأجانب إلى سورية. إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية، أمس، أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة بالسماح للطائرات الاميركية باستخدام قاعدة أنجرليك لشن هجمات على تنظيم «داعش» في سورية، يتضمن أيضاً إقامة منطقة حظر طيران على أجزاء من سورية الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا. وذكرت صحيفة «حرييت»، أن الاتفاق الذي يسمح للطائرات الاميركية باستخدام قاعدة انجرليك في جنوب تركيا يتضمن إقامة منطقة حظر طيران من 90 كلم بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين.

وستقدم منطقة حظر الطيران الدعم لمنطقة آمنة مقررة على الأرض يمكن أن تمتد حتى 50 كلم في عمق سورية. وقالت الصحيفة إن طائرات النظام السوري لن تتمكن من التحليق في منطقة حظر الطيران وسيتم استهدافها في حال فعلت ذلك. والمنطقة الآمنة ستعمل على منع تسلل المتطرفين والتخفيف من تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.

وجاء الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات بين انقرة واشنطن.

وزاد الاستياء لدى المسؤولين الأميركيين بعد تمنع تركيا عن لعب دور كامل في التحالف ضد التنظيم بما في ذلك استخدام انجرليك. وقالت الصحيفة، إن قوات التحالف بقيادة أميركية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وضربات في المنطقة.

وأضافت أن الاتفاق ينص على أن «الطائرات الأميركية المجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام قاعدة أنجرليك الجوية» لشن غارات ضد «داعش»، كما ستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية. ولا يتضمن الاتفاق وصول أي قوات برية أميركية إلى تركيا، لكن سيسمح لكتيبة يصل عددها إلى 50 موظفاً عسكرياً أميركياً بالدخول لتقديم الدعم التقني. والاتفاق يتعلق فقط باستخدام قاعدة انجرليك الجوية القريبة من مدينة اضنة على مقربة من الحدود السورية.

غير أن الطائرات الحربية الاميركية ستتمكن من استخدام قواعد باتمان وديار بكر وملاتيا في شرق تركيا في حالات الطوارئ. ومن دون تحديد موعد دقيق قالت «حرييت»، إن قاعدة أنجرليك ستفتح «في وقت قريب جداً» أمام القوات الأميركية للاستخدام في شن غارات في سورية.

 

 

تويتر