«التنظيم» يتقدم على حساب قوات النظام في الحسكة

مقتل أبرز قياديين لـ «داعش» في سورية بغارة للتحالف

عنصر من القوات النظامية يمر أمام مبنى مدمر في مدينة الحسكة. أ.ف.ب

قتل قياديان بارزان في تنظيم «داعش»، أمس، في غارات للتحالف الدولي على مناطق في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، في حين أحرز التنظيم تقدماً على حساب القوات النظامية في مدينة الحسكة، بعد معارك أوقعت خلال ثلاثة أسابيع نحو 170 قتيلاً في صفوف الطرفين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قياديين اثنين بارزين في تنظيم «داعش» قتلا في غارات نفذتها، فجر أمس، طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في محافظة الحسكة.

وأكدت مصادر في المنطقة للمرصد، بمحافظتي الحسكة ودير الزور، أن القياديين الاثنين هما أبوأسامة العراقي والي «ولاية البركة» (الحسكة)، وأحد أبرز القيادات التي دخلت إلى سورية قادمة من العراق، أواخر عام 2011، كما كان له الدور الأساسي في الانقسام الذي حصل في أبريل 2013، بين «جبهة النصرة» و«دولة العراق الإسلامية»، عندما أعلن عن تشكيل «داعش»، والقيادي الآخر هو عامر الرفدان الوالي الأسبق لـ«ولاية الخير» (دير الزور)، والذي لعب الدور الرئيس في سيطرة التنظيم على محافظة دير الزور مسقط رأسه، قبل أن يتم نقله منها لتولي مناصب قيادية في العراق، بعد الخلافات التي حصلت داخل التنظيم في محافظة دير الزور، على أن الوالي يجب أن يكون من «المهاجرين» لأنهم الأغلبية ضمن مقاتلي التنظيم في المحافظة.

كما وردت معلومات للمرصد عن مقتل قيادات أخرى من عناصر التنظيم، في الغارات التي نفذتها طائرات التحالف على مناطق في محافظة الرقة، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

في السياق، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن التنظيم «سيطر في الأيام الـ10 الأخيرة على المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة والمدينة الرياضية وحي الزهور ومناطق من حي غويران»، وتقع كلها جنوب المدينة.

وأضاف أن منازل المدنيين تعرضت للنهب في حي الزهور.

ويأتي تقدم التنظيم بعد شنه هجوماً في 25 يونيو الماضي على مدينة الحسكة، التي تتقاسم قوات النظام و«وحدات حماية الشعب» الكردية السيطرة عليها، وتمكنه من السيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية، هما النشوة الغربية والشريعة.

وشهدت الأطراف الجنوبية للمدينة، أمس، اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلي التنظيم. وبحسب المرصد، فجر التنظيم منذ بدء هجومه على الحسكة 17 عربة مفخخة على الأقل، استهدف معظمها مواقع لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المدينة وأطرافها.

وقال، أمس، مراسل «فرانس برس» الموجود في الجزء الغربي من حي غويران، وهو جزء تحت سيطرة قوات النظام، إن آثار القذائف تبدو واضحة على الجدران، فيما تتصاعد سحب دخان سوداء من بعيد.

وتسببت المعارك والقصف بين الطرفين، وفق المرصد، في مقتل 100 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين وإصابة 100 آخرين بجروح، كما قتل 70 عنصراً على الأقل من مقاتلي التنظيم، بينهم 15 طفلاً مقاتلاً دون الـ16 عاماً.

ودفعت المعارك أكثر من 120 ألفاً من سكان المدينة إلى النزوح في الفترة الممتدة بين 25 و30 يونيو، وفق الأمم المتحدة.

وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين «حزب الله» اللبناني والفرقة الرابعة من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، في محاولات من الحزب وقوات النظام للسيطرة على مدينة الزبداني القريبة من الحدود السورية – اللبنانية.

تويتر