مقتل 34 من «داعش» بريف الرقة و19 مدنياً في قصف متبادل بحلب

الأمم المتحدة: عدد اللاجئين السوريين تخطى 4 ملايين

أطفال سوريون فروا مع عائلاتهم في اتجاه الحدود مع تركيا هرباً من القتال الدائر بين الجيش السوري والتنظيمات المسلحة. أ.ب

أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين جراء النزاع في بلادهم الذي اندلع عام 2011 تخطى أربعة ملايين، بينهم مليون هربوا من سورية خلال الأشهر العشرة الأخيرة وحدها، فيما قتل 34 من تنظيم «داعش» باشتباكات في ريف الرقة، وقتل 19 مدنياً بقصف متبادل بين قوات النظام والمعارضة في حلب.

وتفصيلاً، قال رئيس المفوضية، انطونيو غوتيريس، في بيان «إنها أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل». وأضاف «أنها مجموعة بحاجة إلى دعم العالم، لكنها عوضاً عن ذلك تعيش في ظروف مروعة وتغرق في فقر متزايد».

وأوضحت المفوضية أن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين يقيم في دول الجوار، مشيرة إلى أنه بعد الموجة الجديدة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا، فإن عدد اللاجئين الإجمالي بات يتخطى أربعة ملايين و13 ألف شخص، نحو نصفهم (1.8 مليون) في تركيا.

وأوضحت المفوضية أنه قبل 10 أشهر فقط، في نهاية أغسطس 2014، كان عدد اللاجئين السوريين المسجلين ثلاثة ملايين، متوقعة في حال استمرار حركة الفرار من سورية أن يصل عدد اللاجئين بحلول نهاية السنة إلى 4.27 ملايين، يضاف اليهم نحو 7.6 ملايين نازح داخل سورية.

وأحصت المفوضية حالياً مليوناً و805 آلاف و255 لاجئاً سورياً في تركيا، ومليوناً و172 ألفاً و753 في لبنان، و629 ألفاً و128 في الأردن و249 ألفاً و726 في العراق، و132 ألفاً و375 في مصر، و24 ألفاً و55 في شمال إفريقيا. أما السوريون الذين قدموا طلب لجوء إلى أوروبا، وعددهم نحو 270 ألفاً، فلم يتم احتسابهم ضمن أرقام المفوضية، وكذلك آلاف السوريين الذين انتقلوا للإقامة في بلدان مختلفة من دون أن يتسجلوا.

وقالت متحدثة باسم المفوضية إنه أكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد تشرف عليه المفوضية منذ نحو ربع قرن، منذ أن قامت الوكالة بمساعدة نحو 4.6 ملايين لاجئ أفغاني عام 1992.

وقتل ما يزيد على 230 ألف شخص في النزاع في سورية الذي انطلق تظاهرات احتجاجية سلمية في 15 مارس 2011، قبل أن يتعسكر في مواجهة القمع ويتحول حرباً معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة والتنظيمات المتطرفة، وفي مقدمها تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية.

والى الملايين الذين فروا من سورية، نزح نحو 7.6 ملايين داخل البلاد و«يعيش العديدون منهم في ظروف صعبة، وفي مواقع يصعب الوصول إليها»، بحسب بيان المفوضية العليا للاجئين.

وبحسب أرقام المفوضية، فإن السوريين يشكلون ثلث المهاجرين الـ137 ألفاً الذين عبروا المتوسط قاصدين أوروبا في النصف الأول من 2015، مجازفين في معظم الأحيان بحياتهم في زوارق متداعية، وتحت رحمة متّجرين في الأرواح البشرية.

وقال غوتيريس إن «الظروف المتفاقمة تدفع أعداداً متزايدة للتوجه إلى أوروبا أو دول أخرى»، مشيراً إلى أن «الغالبية العظمى منهم تبقى في المنطقة».

وصدرت أرقام المفوضية، أمس، وسط تقارير تفيد بأن تركيا تبني في جنوب البلاد مخيماً جديداً ضخماً يمكنه استيعاب 55 ألف لاجئ، في ظل مخاوف من فرار عدد متزايد من السوريين مع تصعيد متوقع في المعارك في محافظة حلب. وفي لبنان، بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع تعداد سكان هذا البلد.

والمفوضية بحاجة إلى نحو 5.5 مليارات دولار هذه السنة لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المجاورة التي تتحمل أعباء إضافية، نتيجة وجود مجموعات اللاجئين على أراضيها، لكنها لفتت إلى انها لم تتلق حتى الآن سوى أقل من ربع هذا المبلغ.

وقالت «هذا يعني أن اللاجئين سيواجهون نقصاً حاداً في المساعدات الغذائية، وسيعانون لتأمين الخدمات الصحية الحيوية أو لإرسال أطفالهم إلى المدارس». وشددت المفوضية على أن حياة السوريين خارج بلادهم تزداد صعوبة. وفي الاردن يعيش نحو 86% من جميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات، دون عتبة الفقر، ولا يتخطى دخلهم 3.2 دولارات في اليوم، أما في لبنان فإن 55% من اللاجئين يعيشون في ظروف سكن رديئة، بحسب المفوضية.

ومع تفاقم النزاع في سورية، الذي دخل عامه الخامس من دون أن تلوح اي بادرة حل في الأفق، حذرت الوكالة بأن اللاجئين في المنطقة يفقدون الأمل في العودة إلى بلادهم.

كما أن تزايد الطلب على الوظائف والاراضي والمساكن والمياه والطاقة يشكل ضغطاً على الخدمات في الدول التي تستقبلهم، ومعظمها يعاني اساساً أوضاعاً صعبة، بحسب المفوضية التي حضت المانحين على تقديم المزيد من المساعدات.

وقال غوتيريس «لا يمكن أن ندع (اللاجئين) والمجتمعات التي تستضيفهم يواجهون يأساً متزايداً».

ميدانياً، قتل 19 مدنياً على الأقل، بينهم خمسة أطفال وامرأة حامل، أول من أمس، في قصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام، وبقذائف صاروخية مصدرها مواقع المعارضة في مدينة حلب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد «قتل 15 مدنياً على الأقل، بينهم أربعة أطفال ومواطنتان اثنتان، إحداهما حامل، وهو عدد الشهداء الذين قضوا في قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي كرم البيك في حلب نفذته طائرة مروحية تابعة للنظام». وأشار إلى أن «جميع الأطفال هم تحت العاشرة»، مشيراً إلى أن البرميل أصاب مبنى في الحي الواقع في شمال شرق المدينة «خلال وقت الإفطار».

وفي غرب المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قتل أربعة مدنيين، بينهم طفلة، وجرح 20 آخرون، أول من أمس، في إطلاق قذائف من مقاتلي المعارضة على حي الميدان.

كما أفاد المرصد بمقتل 34 من عناصر «داعش» جراء قصف واشتباكات بريف الرقة. وقال في بيان إنه تم توثيق مقتل 34 عنصراً من التنظيم، من ضمنهم 26 على الأقل من الجنسية السورية، جراء قصف لطائرات التحالف واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي.

تويتر