الأكراد يستردون 11 قرية من «داعش» في الرقة بدعم حاسم من التحالف الدولي

هجوم فاشل لقوات النظام لاستعادة «البحوث العلمية» في حلب

صورة

شنت القوات النظامية السورية، مدعومة بـ«حزب الله» اللبناني، أمس، هجوماً فاشلاً، لاستعادة مركز البحوث العلمية الذي استولت عليه المعارضة غرب مدينة حلب، فيما قتل 25 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين في تفجير انتحاري نفذه أحد مقاتلي «جبهة النصرة» في حي جمعية الزهراء في المدينة. في حين استعاد المقاتلون الأكراد، مدعومين بفصائل مقاتلة وضربات للتحالف الدولي، أمس، السيطرة على 11 قرية استولى عليها تنظيم «داعش» في ريف الرقة، معقل التنظيم المتطرف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تواصلت في حلب على جبهتين غرب المدينة، اشتعلتا الأسبوع الماضي، إثر هجمات بدأتها فصائل مقاتلة ضد قوات النظام.

وأضاف أن القوات النظامية مدعومة بـ«حزب الله» شنت هجوماً مضاداً على مركز البحوث العلمية، الذي استولى عليه تجمع فصائل باسم «غرفة عمليات فتح حلب» يوم الجمعة الماضي، من دون أن تنجح في استعادته.

ومن أبرز الفصائل المقاتلة ضمن «غرفة عمليات فتح حلب» حركة «نور الدين الزنكي»، و«لواء الحرية»، و«لواء صقور الجبل».

وانضم هذا التجمع إلى «غرفة عمليات أنصار الشريعة»، التي تقاتل منذ الخميس الماضي إلى شمال مركز البحوث العلمية ضد قوات النظام، في محاولة للسيطرة على حي جمعية الزهراء، حيث فرع المخابرات الجوية.

وأفاد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، بتجدد المعارك الليلة قبل الماضية على هذا المحور، بعد قتل 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تفجير انتحاري، نفذه مقاتل من «جبهة النصرة» قرب دار للأيتام في الحي تتمركز فيه قوات النظام.

وقال إن القوات النظامية كانت تتخذ من دار الأيتام مقراً لها داخل الحي الاستراتيجي في غرب مدينة حلب.

وأضاف «تبع التفجير الانتحاري هجوم عنيف من مقاتلي أنصار الشريعة، ومقاتلي فتح حلب، الذين يخوضون اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وكانت «غرفة عمليات أنصار الشريعة»، المؤلفة من «جبهة النصرة»، وفصائل أخرى معظمها إسلامية، تمكنت من السيطرة على بعض المباني في الحي الأسبوع الماضي، قبل ان تتراجع تحت وطأة القصف الجوي لقوات النظام.

ومن شأن سيطرة مقاتلي المعارضة على جمعية الزهراء أن يجنب الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرتهم قصفاً مصدره فرع المخابرات الجوية ومحيطه، إضافة إلى تأمين الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية، الذي تستخدمه فصائل المعارضة للتنقل والإمداد. وفي شمال سورية دارت معارك طاحنة بين تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد، الذين يحظون بدعم فعال من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، غداة تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتكثيف الحملة ضد المتطرفين «ولو استغرقت وقتاً».

وشن التنظيم هجوما واسعاً، أول من أمس، على عدد من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الاكراد بين محافظتي الحسكة والرقة، تلتها معارك عنيفة بين الطرفين، فيما أفاد المرصد بمقتل نحو 80 عنصراً من التنظيم منذ فجر الأحد، معظمهم جراء عشرات الغارات التي نفذها التحالف الدولي.

وقال المرصد إن التحالف لعب «دوراً فعالاً» لمساعدة «وحدات حماية الشعب» الكردية على استعادة 11 قرية شمال شرق عين عيسى.

وأضاف أن التنظيم لايزال يسيطر على بلدة عين عيسى على بعد 50 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الرقة، التي انتزع السيطرة عليها من «وحدات حماية الشعب» في هجوم أول من أمس.

وأكد أن التنظيم تمكن من الاستيلاء على مناطق عدة خلال «هجومه المباغت»، أول من أمس، إلا أن الأكراد استعادوا السيطرة عليها بعد ساعات. وأشار إلى أن طائرات التحالف لعبت دوراً فعالاً في عملية استعادة الأكراد السيطرة على القرى الـ11 من التنظيم.

وأضاف أن الغارات لم تهدأ على مناطق عدة في الرقة، منذ صباح أول من أمس.

وفي حين أكد المرصد أن التنظيم سيطر على عين عيسى، وأن المعارك، أمس، اندلعت عند أطرافها، أكد الأكراد أن اعداداً من المتطرفين تمكنوا، أول من أمس، من دخول البلدة، لكن «وحدات حماية الشعب»، مدعومة بمقاتلين من فصائل عربية، تمكنت من طرد العدد الأكبر منهم. وقال الناشط الكردي، مصطفى عبدي لـ«فرانس برس»، عبر الإنترنت، إن «غارات التحالف لها الدور الأهم والمحوري في المعارك». وأضاف أنه «لاتزال هناك جيوب يتحصن فيها التنظيم جنوباً»، وتعمل قوات «بركان الفرات» على القضاء عليها.

وحققت وحدات حماية الشعب الكردية، تدعمها جماعات معارضة صغيرة، مكاسب في مواجهة «داعش» في محافظة الرقة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسيطرت على مدينة تل أبيض على الحدود التركية في 15 يونيو الماضي، قبل أن تتقدم صوب عين عيسى، والسيطرة عليها في 23 يونيو. ونفذ التحلف الدولي في الأيام الاخيرة غارات جوية غير مسبوقة على محافظة الرقة، ملحقاً أضراراً بالبنى التحتية والجسور التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن وزير الدفاع الإميركي، اشتون كارتر، أول من أمس، أن هذه العمليات هدفت خصوصاً إلى دعم تقدم القوات الكردية. وقال إن «نجاح الاكراد على الأرض هو ما يبررها»، مؤكداً أن الهدف من الغارات هو تعطيل قدرة المتطرفين على الرد على تقدم «وحدات حماية الشعب» إلى الشمال من الرقة.

تويتر