هجوم كبير على حاجز «الشلاح».. واشتباكات عند مدخل الزبداني.. والنظام يلقي 44 برميلاً متفجراً على المدينة

المعارضة تتقدم بحي «جــــــمعية الزهراء» الاستراتيجي في حلب

صورة

سيطر مقاتلو المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة»، أمس، على نقاط عدة في حي جمعية الزهراء الاستراتيجي، في غرب مدينة حلب، بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية، فيما نفى الإعلام الرسمي السوري حصول أي تقدم. في وقت شن مقاتلو المعارضة هجوماً كبيراً على حاجز الشلاح عند مدخل مدينة الزبداني الشرقي، وسط اشتباكات مع القوات النظامية التي نفذت أكثر من 20 غارة على الزبداني وألقت خلالها 44 برميلاً متفجراً.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن فصائل «غرفة عمليات أنصار الشريعة» تمكنت من التقدم داخل حي جمعية الزهراء، حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبانٍ عدة.

وأضاف أن معارك عنيفة استمرت طوال الليلة قبل الماضية، حتى ساعات صباح أمس، بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام، مدعومة من «حزب الله» اللبناني ومسلحين، عند أطراف حي جمعية الزهراء وعلى محوري الخالدية والأشرفية، في شمال وشمال غرب حلب، وعند خطوط التماس الفاصلة بين الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وأفاد المرصد بمقتل 35 مقاتلاً من الفصائل وعدد غير محدد من عناصر قوات النظام. لكن الإعلام الرسمي السوري نفى حصول أي تقدم، مؤكداً أن القوات النظامية تمكنت من صد الهجوم.

وأعلنت فصائل مقاتلة، أغلبها إسلامية، أول من أمس، إطلاق «غرفة عمليات أنصار الشريعة» بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها». ويضم التجمع «جبهة النصرة» و«مجاهدي الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«كتيبة التوحيد والجهاد» و«الفوج الأول» و«كتائب أبوعمارة» و«كتائب فجر الخلافة» و«سرايا الميعاد» و«كتيبة الصحابة» و«جند الله» و«لواء السلطان مراد».

وقال الناشط، كريم عبيد، من «مركز حلب الإعلامي» الذي يضم ناشطين إعلاميين معارضين، إن «أهمية الحي تكمن في أنه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وعلى قرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي».

وأضاف أن الهجوم بدأ «باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر المخابرات) بصواريخ محلية الصنع، قبل تسلل المقاتلين إلى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح».

وأوضح أن السيطرة على الحي من شأنها أن «تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية».

وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللإمداد من تركيا إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب، وفي القسم الشرقي من المدينة. كما أن السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة.

وحاولت فصائل المعارضة في السنتين الأخيرتين اقتحام الحي مرات عدة، كان آخرها في أبريل الماضي. وقال التلفزيون الرسمي السوري، إن «الجيش أحبط محاولات تسلل المجموعات الإرهابية على محاور عدة في حلب».

وشنت القوات النظامية غارات جوية كثيفة، أمس، على مواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها.

وذكر مصدر في الجيش السوري أنه تم صد الهجوم في جمعية الزهراء وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين، مضيفاً أنه تمت الاستعانة بالقوات الجوية والمدفعية لاستهداف المقاتلين الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة في هجومهم.

وذكر أن المقاتلين قصفوا مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب بأسلحة من بينها أسلحة ذات قوة تدميرية عالية تعرف باسم «مدافع جهنم»، وهي قذائف مورتر بدائية الصنع تصنع من أسطوانات غاز الطهي.

وتقع حلب على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود مع تركيا. وتنقسم المدينة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المقاتلين منذ عام 2012.

وفقدان السيطرة على حلب سيزيد من اقتصار سيطرة الرئيس السوري، بشار الأسد، على مناطق بغرب سورية، قرب الحدود مع لبنان حيث يسعى لتعزيز سيطرته بمساعدة «حزب الله».

وفي ريف دمشق، شهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني، أمس، اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات النظامية مدعومة بمقاتلي «حزب الله» ومسلحين. وأفاد المرصد عن هجوم كبير شنه مقاتلو المعارضة على حاجز الشلاح التابع للقوات النظامية عند مدخل مدينة الزبداني الشرقي، الليلة قبل الماضية.

وذكر المرصد أن الهجوم الذي تلته اشتباكات عنيفة تسبب في مقتل خمسة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وثلاثة عناصر من الفصائل.

وأكد أن القوات النظامية ردت بقصف مدفعي وجوي عنيف للمدينة، مشيراً إلى تنفيذ الطيران التابع للنظام، منذ صباح أمس، أكثر من 20 غارة على الزبداني تم خلالها إلقاء 44 برميلاً متفجراً.

وتعد مدينة الزبداني واحدة من آخر المناطق الحدودية بين سورية ولبنان، الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بعد العملية الأخيرة المشتركة بين القوات النظامية ومقاتلي «حزب الله» في مناطق القلمون الحدودية بين البلدين التي حصلت، خلال الشهر الماضي، ونجحت في إبعاد الفصائل المقاتلة عن الحدود اللبنانية. وتشرف الزبداني على طريق دمشق بيروت الدولي.

تويتر