حزب تركي يتهم وأنقرة تنفي دخول عناصر التنظيم من أراضيها

«داعش» يدخل «عين العرب» و«الحسكة» ويُعدم 23 كردياً بالرصاص

ارتفاع أعمدة الدخان في مدينة عين العرب «كوباني» عقب الهجوم الجديد المباغت لتنظيم «داعش» أمس. إي.بي.إيه

شن تنظيم «داعش» هجوماً مباغتاً، أمس، على مدينة عين العرب «كوباني» الكردية في شمال سورية، وتمكن من دخولها مجدداً بعد الهزيمة التي كان مني فيها قبل اشهر، وأعدم فيها 23 كردياً، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة. وفي جنوب البلاد، شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة هجوماً واسعاً على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها، وفي وقت قالت فيه الزعيمة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي التركي فيجن يوكسيكداج، إن «المذبحة» التي وقعت في بلدة كوباني السورية، أمس، جاءت نتيجة سنوات من دعم الحكومة التركية لعناصر «داعش»، نفت تركيا بشكل قاطع أن يكون عناصر التنظيم الذين دخلوا مجدداً المدينة قدموا من أراضيها.

وتفصيلاً، اضطر تنظيم «داعش» في يناير للانسحاب من مدينة كوباني التي احتل أجزاء واسعة منها إثر اربعة أشهر من المعارك التي ارتدت طابعاً رمزياً، كونها جرت تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية التي تابعتها بدقة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، بأن تنظيم «داعش» بدأ فجر أمس هجوماً مفاجئاً على مدينة «كوباني»، وتمكن من دخولها.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «نفذ التنظيم تفجيراً انتحارياً بسيارة مفخخة عند منطقة المعبر التي تربط عين العرب بتركيا». وأضاف «اندلعت على الإثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث يمكن مشاهدة جثث في الشوارع»، مشيراً إلى أن المواجهات مستمرة وعنيفة. وأقدم التنظيم في وقت لاحق على تنفيذ تفجيرين انتحاريين آخرين بسيارتين مفخختين في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي نفسها.

وأفاد المرصد بأن حصيلة القتلى في التفجيرات 12 قتيلاً بين مدنيين ومقاتلين أكراد في كوباني، إضافة إلى مقتل ثمانية عناصر من «داعش» في المعارك مع وحدات حماية الشعب الكردية.

ويقول الباحث في مركز «بروكينغز» في الدوحة تشارلز ليستر، إن تقدم الأكراد إلى مسافة 55 كيلومتراً تقريباً من مدينة الرقة دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى «بدء هجوم مضاد».

وقال الناشط الكردي ارين شيخموس، «الهجمة انتقامية بامتياز من داعش لخسارته في الجبهات على يد القوات الكردية والجيش الحر». وأضاف أن الهجوم حصل «في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك، لم يشعر أحد بهم»، مضيفاً أن المهاجمين «دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي، وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية». ونفت أنقرة بشكل قاطع أن يكون عناصر التنظيم قدموا من أراضيها، مشيرة إلى أنهم «تسللوا من جرابلس في سورية»، على الحدود بين البلدين.

وتمكن تنظيم «داعش» خلال الهجوم على كوباني، من دخول قرية برخ بوطان الواقعة على بعد أكثر من 20 كيلومتراً، وأعدم فيها 23 شخصاً بالرصاص. وأوضح المرصد السوري أن بين القتلى «أطفالاً ونساء وعجزة ورجالاً حملوا السلاح لمواجهة الإرهابيين». لكن التنظيم انسحب من القرية الكردية بعد ساعات، وإثر إرسال وحدات حماية الشعب تعزيزات إلى المنطقة.

يأتي ذلك، في وقت نشر التنظيم شريطاً مصوراً، أمس، يظهر قيام عناصره بإعدام 12 عنصراً في فصائل مسلحة سورية قاتلت ضده، عبر قطع الرأس، قائلاً إنهم اسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ويأتي الشريط، وهو الأحدث في سلسلة مواد دعائية تظهر عمليات إعدام جماعية نفذها التنظيم بأساليب وحشية، بعد يومين من نشره شريطاً يظهر إعدام 16 شخصاً على الأقل في شمال العراق، قال إنهم «جواسيس». وفي شمال شرق البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في جنوب مدينة الحسكة، بعد أن تمكن التنظيم من دخول حيين في المدينة اثر هجوم شنه صباح أمس.

وقال المرصد إن التنظيم سيطر «على حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و20 عنصراً من التنظيم».

وقال المرصد إن «نحو 2000 شخص نزحوا من الحسكة اتجاه القامشلي» الحدودية مع تركيا، التي يسيطر عليها الأكراد بالتعاون مع نظام الأسد.

وأقر التلفزيون السوري الرسمي بشكل غير مباشر بدخول التنظيم إلى المدينة، وقال في شريط إخباري عاجل إن «تنظيم داعش الإرهابي ينكل بالسكان المدنيين ويطردهم من منازلهم في حي النشوة الشرقي والغربي».

في الجنوب، تواصلت المعارك العنيفة في مدينة درعا بعد هجوم بدأته أمس، فصائل معارضة وجبهة النصرة على أحياء تحت سيطرة النظام في المدينة.

وقال ضياء الحريري، مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول، أحد أبرز مكونات الجبهة الجنوبية التي تقاتل في جنوب سورية، إن المهاجمين ينتمون إلى الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة وحركة المثنى وحركة أحرار الشام، وقد اطلقوا على المعركة اسم «عاصفة الجنوب». وأضاف «تهدف المعركة إلى تحرير درعا، مركز المحافظة».

وقتل في القصف المتبادل والمعارك في درعا ستة مدنيين وسبعة مقاتلين معارضين و15 عنصراً من قوات النظام، بحسب المرصد. في سياق آخر، طلبت الحكومة السورية من وزاراتها «عدم تقديم أي طلبات شراء للسيارات خلال العام الجاري»، معللة هذا الإجراء بالحفاظ على النقد الأجنبي والمال العام من الهدر.

تويتر